أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني














المزيد.....

المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل كل شيئ لا يمكن التعويل على مايروح في الاعلام من اخبار مشوشة حول مستقبل الاتفاق .. وايضاً لا يمكن القياس على العواطف والتمني والتفائل او التشائم، وانما التقييم الموضوعي يحتاج الى تأني وفهم حقيقي للدراسات والتحليلات العلمية والفكرية وقراءة ما بين السطور لغرض استنباط مخرجات الاتفاق من خلال الغوص في البحث عن الخفايا والنوايا والدوافع والاسباب والمؤشرات التي ادت الى قبول الطرفين التوقيع على الاتفاق، لان العالم استقبل بشكل مفاجئ اعلان تسوية الخلافات بين السعودية وايران واعادة العلاقات الدبلوماسية بعد شهرين من تاريخ التوقيع برعاية الصين التي تسعى هي الاخرى الى التقارب مع الرياض كونها البوابة للتواجد في المنطقة من اجل منافسة الوجود الامريكي .. لهذا انتاب الشك لكثير من المحلليين السياسيين في استمرار نجاح هذا الاتفاق الذي اعتقد البعض انه قبول ايراني تكتيكي ومرحلي، وان الظروف الإقليمية والدولية هي التي دفعتها الى قبول الاتفاق أكثر من كونها رغبة حقيقية في إقامة علاقات طبيعية مع جيرانها في المنطقة، لان من سمات الاستراتيجة الثابته في السلوك الايراني التي تتسم بالمراوغة والخداع على مدى عقود ورغبتها في الهيمنة الإقليمية النابعة من الحلم المغروس في نفسية العنصر الفارسي ذو النزعة القومية الذي يرمي الى اعادة الامبراطورية الفارسية والتي يصعب التخلي عنه، واشار اصحاب هذا الرأي الى تصريح شمخاني الذي قال ( ان ايران تسعى الى اقامة علاقات ثنائية مع دول المنطقة ) وهذا موقف مماثل لما فعلته اسرائيل بانفرادها باغلب الدول العربية كل على حدة لاقامة اتفاقات سلام هزيلة ومتباينة من اجل تشتيت الاجماع العربي، وهذا التصريح جعل الكثير يعتقد بأن ايران تراوغ من اجل اقامة علاقات منفردة ومتباينة مع كل دولة على حدة وفق سلوكها المعروف بالخداع .. وايضا هناك مخاوف اخرى مشروعة تتعلق في عقيدة ولاية الفقية المثبته في الدستور الايراني لنشر التشيع في الدول الاسلامية وفق طموح ايران في تصدير الثورة من اجل قيادة العالم الاسلامي تحت مفهوم ولاية الفقية، وهذا يتعارض بكل تأكيد مع المصالح العربية والدولية بشكل عام ومع جوهر الاتفاق لاستحالة تغيير ايران عقيدتها الدينيه والقوميه، لهذا السبب يؤكد البعض ان موافقة النظام الايراني على الاتفاق مع السعودية موافقة تكتيكية لما للرياض من ثقل سياسي واقتصادي وديني في المنطقة قد يساعدها على تسويف الضغوط عليها والخروج من العزلة الدولية ومن ثم العودة الى نقطة الصفر .. ولكن هناك اراء اخرى تقول ايران دخلت بنوايا صادقة نتيجة غضبها من السياسة المخادعة لامريكا والغرب واستغلالهم الدول والشعوب لخدمة مصالحهم دون الاكتراث بمصالح الاخرين، واولها ايران التي خدمت الغرب في كثير من المواقف الاستراتيجة وتم استخدمها على مدى عقود معول هدم لصالح اجنداتهم في المنطقة، ومن ثم خرجت بخفي حنين دون ان تحصل على المكافئة الموعودة غير العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية وهشاشة الوضع الداخلي وافتعال الازمات التي باتت تهدد النظام فضلا عن التواجد العسكري والقواعد المنتشرة في محيطها الاقليمي .. لهذا السبب كان قبولها للاتفاق ناتج عن موقف مبدئي كما يعتقد اصحاب هذا الرأي نتيجة تيقنها من خداع الغرب واستحالة تحقيق حلم اعادة امجاد إمبراطوريتها المنقرضة ولابد من التفكير بمنطق الدولة بدلاً من منطق تصدير الثورة الذي ادى الى نتائج كارثية على دول النطقة، وهذا ما يتحتم عليها الاستمرار بصدق في التصالح مع العرب وتضع احلامها واتفاقاتها المشبوهة مع الغرب في سلة المهملات من اجل المساهمة في تشكيل عصر شرق اوسط جديد ينهي كل الخلافات ويفشل كل المخططات الاجنبية .. بمعنى لو صحت هذة الاراء فأن الاتفاق يعد فعلاً ضربة قاسمة للغرب الاستعماري وعلى رأسهم امريكا .. لذلك يفترض بايران إثبات مصداقيتها وابداء حسن النوايا بالافعال لا بالاقوال من خلال خطوات عملية يظهر من خلالها تغيير واضح في السلوك الايراني لازالة شكوك اربعين عاماً من العبث في المنطقة واولها موضوع الميليشيات ومشكلة اليمن التي سنتحدث عنها بشكل تفصيلي في مقال لاحق باعتبارهما مفتاح اثبات حسن النوايا ..



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معايير الربح والخسارة لكل من السعودية وايران جراء الاتفاق ال ...
- الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب ا ...
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا
- ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف
- الاسراء والمعراج في دائرة العلم
- الضربات على ايران .. هل هي استراتيجية ردع أم رسالة تحذير
- انتهت الفرحة وعدنا الى المعانات
- سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية
- عرس خليجي عربي في البصرة اثار حفيضة الفرس
- هل اقتراب العرب من الصين يعني الابتعاد عن امريكا
- مباحثات الاتفاق النووي وفق مستجدات الانتفاضة في ايران
- مخرجات الانتفاضة في ايران والنفاق الدولي
- لقد بدأت مرحلة الاستعمار الايراني المباشر
- أميتو الباطل بالسكوت عنه
- ما يجري في العراق توظيف العقائد الدينية في صراع النفوذ
- هل مداهمة منتجع ترامب ضمان لعدم خروج امريكا من الاتفاق النوو ...
- ماذا تعني اقامة الشعائر الحسينية في اوربا وامريكا
- وهم الانتخابات المبكرة
- ما الغاية من لعبة العودة الى مباحثات فيينا
- هل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي كان السبب في نمو قدرات اير ...


المزيد.....




- زيلينسكي: الهجوم الروسي على خاركيف -تحت السيطرة-
- مقتل أحد قيادات -كتيبة جنين- في غارة إسرائيلية
- سوليفان يزور السعودية للقاء الأمير محمد بن سلمان
- زيلينسكي يتهم الغرب بمنعه من استخدام أسلحتهم لضرب روسيا
- مصادر: إعلان قريب هام يخص لعبة -Call of Duty-
- بعد إشرافه على تجربة.. وكالة: زعيم كوريا الشمالية يسعى إلى ت ...
- بالفيديو: إسرائيل تقتل قياديا في -كتيبة جنين- بالضفة الغربية ...
- زيلينسكي: هذا ما نحتاجه لتحقيق -تكافؤ جوي- مع روسيا
- بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب الجيش في مالي تغادر البلاد
- من هو سقراط خليل الذي اعتقل في كردستان العراق؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني