أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - ومضة من بريق الصواعق














المزيد.....

ومضة من بريق الصواعق


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 01:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


دأب الناس على استهلال رسائلهم في خطابات العزاء والمواساة بعبارة: (كل من عليها فان). وهذا صحيح تماماً، فكل ما في البلدان والحكومات في طريقه إلى الزوال إن عاجلاً أم آجلاً، السلاطين يموتون. والملوك يستخلف بعضهم بعضاً. والأمراء يرحلون من دار الدنيا إلى دار الآخرة. وتبقى سياساتهم وأفعالهم بحلوها ومرها وقوداً للإنسان الواعي، وتذكاراً للماضي، ودروساً للمستقبل. وربما أدرك (معاوية الثاني) هذه الحقيقة، وشعر بالخجل من جرائم جده وأبيه، وما فعلوه بالصحابة من قتل وتشريد وتعذيب وتنكيل وفتنة وصراعات خاضوها بكل عدوانية ضد القبائل العربية الفقيرة، فما أن تولى الخلافة من بعدهما، حتى جلس على كرسي الاعتراف بمحض ارادته، فصعد المنبر وألقى خطبته الأولى في ذم أبيه وجده أمام جمع غفير من الناس، فقال: (إنّ هذه الخلافة حبل اللّه، وإنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحقّ به منه، وركب بكم ما تعلمون، حتّى أتته منيّته، فصار في قبره رهيناً بذنوبه. ثمّ قلّد أبي الأمر، وكان غير أهل له، ونازع ابن بنت رسول اللّه، فقصف عمره، وانبتر عقبه، وصار في قبره رهيناً بذنوبه). .
ثمّ بكى وقال: (إنّ من أعظم الأُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول اللّه (ص)، وأباح الخمر، وخرّب الكعبة، ولم أذق حلاوة الخلافة، فلا أتقلّد مرارتها، فشأنكم أمركم. واللّه لئن كانت الدنيا خيراً فقد نلنا منها حظّاً، ولئن كانت شرّاً فكفى ذرّيّة أبي سفيان ما أصابوا منها). .
ثمّ تغيّب في منزله حتّى مات بعد أربعين يوماً على ما مرّ، وكانت هذه شهادته بجده وأبيه، وهي موثقة في كتاب (الصواعق المحرقة) الصفحة 336. للأمام ابن حجر الهيتمي الشافعي، وقد وضع كتابه هذا للرد على الشيعة، لكنه يذكر اعترافات معاوية الثاني ضد الأسرة الأموية الحاكمة. .
ثم نأتي الآن لنعيد قراءة تلك الاعترافات بعد مرور 1400 سنة على رحيل هذا الرجل الملقب بأبي ليلى، وهو في حقيقة الأمر أدرى من كهنة هذا الزمان بأخطاء أهله وذويه، فقد عاش وتربى في قصورهم، ونشأ وترعرع في احضانهم، ولابد من التمعن بما قاله عنهم، فشهادته في تلك الأيام أعمق وأدق من تبريرات الذين تطوعوا هذه الأيام لتجميل صورة (يزيد) الذي يأنف القلم من ذكر اسمه، والذي نشأ جانحاً نحو كل رذيلة، ميالاً إلى كل موبقة. لم يترك كبيرة أو صغيرة من الآثام والجرائم إلا وجاء بها، فكان خليعاً مستهتراً مدمناً على الخمور واللهو والعبث مع الكلاب والقردة، ملحداً حاقداً على الإسلام والنبي وأهل بيته. .
فشهادة الحق أمرها عظيم، ولابد من توثيقها من باب الوفاء والاخلاص والولاء لهذه الأمة، لكي تنير ومضاتها عتمة الصفحات التي تعرضت للتزوير والتحبير والتحريف والتزييف عبر مراحل التقلبات السياسية والطائفية. .
وللحديث بقية. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام بلا سقوف
- التبرك: ببول البعير وبول البقر
- الحشيشة خيار سياسي
- شتان بين الخليلي وابن الخليل
- هذا الوقت سيمضي
- أنظمتنا تصطنع التهديدات
- متحضرون لكنهم بجلباب طائفي
- الشخصنة: آفة الصراع الشيعي الشيعي
- لازلت متمسكاً بأخلاق القرية
- متى تأكل زوجتك وكيف تأكلها ؟
- ابن تيمية يكتب سيناريوهات الرعب
- فراشة في مستنقع التماسيح
- خطوات رسموا بها خرائط الفشل
- أخطر أنواع الأفيون العربي
- عواصمنا في مرآة الدولار
- دواعش الحقبة الأموية المظلمة
- مصداقية مراجعنا التاريخية
- ابن تيمية وتناقضه مع أئمة المسلمين
- قصيدة قالها مؤمن فنعتوه بالكفر
- عبث فني أم تحريض طائفي ؟


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - ومضة من بريق الصواعق