أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أمينة النقاش - شاهندة حين تحكي














المزيد.....

شاهندة حين تحكي


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 11:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


حين كان عمرها خمسة عشر عاما، ذهبت التلميذة شاهندة مقلد إلى مدرستها فى مدرسة شبين الكوم الثانوية للبنات أبلة وداد مترى لتطلب منها كتبا عن الاشتراكية العلمية، التى تسمع عنها كثيرا ولا تعرف معناها. لم تتأخر أبلة وداد عن تلميذتها كثيرا، بعد يومين أمدتها بكتابى أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة وأسس الفلسفة وشرعت فى النقاش معها حولهما، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن والنقاش بينهما لم يتوقف، ليشكلا معا صداقة فريدة من نوعها امتدت بحميمية وعمق إنسانى نادر لنحو أكثر من خمسين عاما. كانت المناضلة والرائدة التعليمية وداد متري، جزءا من العالم الذى شكل وعى شاهندة، ذلك العالم الذى تربع على قمته، والدها ضابط الشرطة الكبير عبد الحميد شوقى مقلد، الذى كانت ثقافته واستنارته واستقامته ووطنيته هاديا لها فى الطريق الشاق الذى اختارته بفطرتها السليمة، وصنعته بذكائها وصلابتها وقوة إرداتها، وبتعاليم الأب ووصاياه التى أصبحت أيقونة، تهتدى بها فى معارك الحياة العريضة والمريرة والباهرة التى عاشتها. قال لها الأب لا تفعلى سرا ما تخشين من الدفاع عنه علنا، وأوصاها أن تدافع عن رأيها حتى الموت، ولا تخشى سوى الله سبحانه وتعالى وهو ما نفذته شاهندة عن ظهر قلب فى مسيرة حياتها الاستثنائية، التى جالت فيها مصر مبعدة ومنفية ومعتقلة ولم يكن يشفع لها أنها قدمت نحوه 5 شهداء من اسرتها دفاعاً عن تحرر الوطن واستقلاله.
كان المناضل الشهيد صلاح حسين هو الرافد الثالث الذى صقل تجربة شاهندة النضالية وجعل ميلها الفطرى للعدل الإنسانى يسير فى خط مستقيم، وأكد لها أن اختياراتها فى الحياة كانت صائبة. قبل أن تخوض شاهندة معركة حامية للزواج من صلاح حسين، كانت قد ثبتت أقدامها فى الواقع الاجتماعى المحلى حين قادت حملات لقيد النساء لأسمائهن فى جداول الانتخابات، وبعد الزواج بدأت معركتهما الملهمة ضد الاقطاع ودفاعا عن فقراء الفلاحين، وعن حقهم فى الكرامة والعدل فى قرية كمشيش، وهى المعركة التى تروى شاهندة تفاصيلها المريرة فى كتابها من أوراق شاهندة مقلد الذى أصدرته أخيرا دار ميريت، والذى يعود الفضل فى صدوره إلى الكاتبة الموهوبة الدكتورة شيرين أبو النجا التى نجح صمودها ودأبها فى أن يخلخل تردد شاهندة وخشيتها من عدم الوصول إلى الكمال الذى تنشده لنشر كتابها.
يكشف الكتاب عن حياة امرأة استثنائية تشكل مسيرة حياتها مع المناضل صلاح حسين خلفية ناصعة الوضوح للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى مصر فى منتصف القرن العشرين، كما يقدم رؤية ثاقبة للمفارقة التى دفعت ثورة يوليو لكى تسلم سلطاتها التنفيذية لألد أعدائها، وتلقى الضوء على الثغرات القاتلة التى تم منها النفاذ للانقلاب على أهداف الثورة والقضاء عليها.
استشهد المناضل والمحرض الثورى والمفكر السياسى صلاح حسين بعد 14 عاما من الثورة و12 عاما على أول قانون للإصلاح الزراعى وخمس سنوات على قانون الإصلاح الزراعى الثاني، أما الحقيقة الفاجعة التى كشف عنها استشهاده، أن الإقطاع هو الذى يحكم الريف المصرى وأنه يتهرب من تلك القوانين تحت سمع وبصر وتواطؤ أجهزة الدولة البيروقراطية وبعض العناصر التى تنتمى للثورة نفسها.
لقد أولت الثورة تنفيذ قوانينها الثورية لنفس الجهاز الإدارى الذى كان معاديا فى أعماقه لأى تغيير وقام بتنفيذها عناصر منحازة فى أعماقها للذين صدرت هذه الإجراءات ضدهم. وبعد هزيمة 1967 عادت الأمور لنوع من المصالحة مع تلك القوى التقليدية، وتقرر قفل الملف الثورى بما فيه قضية كمشيش حيث برأت المحكمة فيما بعد قتلة صلاح حسين!
ومنذ تلك اللحظة بدأت مجموعة من الفلاحين فى كمشيش حركة مقاومة، كانت فى طليعتهم شاهندة مقلد، التى ارتفعت على جراح الترمل وجراح الفقد، ورأت أن الوفاء لذكرى صلاح حسين هو أن تواصل الدور الذى كان يقوم به، ونجحت بصلابتها ووعيها وإصرارها أن تفرض القضية على أعلى سلطات فى الدولة، وأن تنبه إلى الدرس الذى لم تستوعبه من حركة الفلاحين مع صلاح حسين، وهو أن الذى يحمى الثورة هو المستفيد منها، وأنه لا ثورة بدون ثوريين ولا اشتراكية بدون اشتراكيين.
نجحت شاهندة فى جمع أنصار صلاح حسين وقوى المقاومة وسط جموع الفلاحين لتحول معركتهم إلى قضية رأى عام وتبقى حية فى الذاكرة والوجدان الوطني، لأن القيادة فيها كانت لامرأة فوق العادة.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان بين حصارين
- الزهد حتى المنتهي
- بدلاً من القفز نحو المجهول
- التلويش السياسى
- أولويات المعركة
- أجواء سبتمبرية
- أشواق السودان
- بعد اتفاق قرنق - طه.. هل إنتهت الحرب الاهلية فى السودان؟؟
- جناة ومتهمون
- ليته ما تكلم .
- مواجهة المسكوت عنه
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش
- السودان يحترق
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح
- دعاة الاستبداد
- فهرنهايت
- أسئلة بلا أجوبة


المزيد.....




- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أمينة النقاش - شاهندة حين تحكي