أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - السودان بين حصارين














المزيد.....

السودان بين حصارين


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ضد التيار
السودان بين حصارين
تحالفت الطبيعة مع التطورات السياسية، لتفرض علي السودان حصارين في آن واحد. أما الحصار الأول فمصدره موجه عاتية من الفيضانات والسيول التي حاصرت القري وهدمت المنازل، وحطمت الجسور والكباري وأغرقت الطرق، وشردت ملايين السودانيين، الذين لم يفقدوا بيوتهم فحسب، بل أتت السيول والأمطار والفيضانات علي كل ما يملكون من مزارع وماشية، ليصبحوا جوعي بلا مأوي، بعد أن فقد مئات من ذويهم حياتهم.
المدن والقري وحتي العاصمة الخرطوم، تعيش الآن كارثة إنسانية شديدة الوطأة، انشغلت عن أبعادها الخطرة الدول العربية، بما يجري في لبنان، وعجزت الحكومة السودانية عن تطويق أضرارها، أو حتي عن إحصاء الحجم الحقيقي للخسائر التي نجمت عنها.
وتأتي الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية، علي الحكومة السودانية، للقبول بقوة حفظ سلام دولية في دارفور، لتحل محل قوة الاتحاد الإفريقي لتشكل حصارا من نوع آخر. فالقوة الإفريقية تنهي مهمتها في شهر سبتمبر والاتحاد الإفريقي يرغب في قوات دولية محل قواته، ومشروع القرار البريطاني - الأمريكي الذي تم عرضه علي مجلس الأمن يوم الاثنين، يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يخول المنظمة الدولية استخدام الوسائل الضرورية لنشر قواتها، ويدعو إلي حماية المدنيين وتطبيق وقف لإطلاق النار، ومقاومة العنف وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة في الإقليم، بعد أن صنفت واشنطن ما يجري به بأنه جرائم إبادة جماعية.
الحكومة السودانية منقسمة علي نفسها بشأن الموقف من القوات الدولية، ففي الوقت الذي يحشد فيه الرئيس السوداني عمر البشير الرأي العام لرفض القبول بها ويعلن أنه سيقود بنفسه مقاومة مسلحة لها، بعد أن وصفها بأنها غزو غربي لاستعمار السودان، فإن نائبه الأول سليفا كير زعيم الحركة الشعبية الجنوبي أو مساعده مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان في دارفور، يوافقان علي نشرها، فضلا عن موافقة أحزاب المعارضة الرئيسية عليها.
ويبدو أن اقتراح الحكومة السودانية بزيادة قوة الاتحاد الإفريقي وإرسال أكثر من عشر آلاف جندي من الجيش فضلا عن مساندة قوات الحركات التي وقعت علي اتفاق أبوجا السلام في دارفور للجيش في الحفاظ علي الأمن بدلا من القوة الدولية، لا يلقي ترحيبا من الإدارة الأمريكية، تماما كما رفض طلبها بإرجاء جلسة مجلس الأمن لمناقشة القرار الأمريكي البريطاني الذي يهدف إلي نشر 17 ألف جندي وثلاثة آلاف شرطي في دارفور.
تلويح البشير بقطع العلاقات مع بريطانيا وتحالفه مع الجماعات الإسلامية في دارفور، التي تلوح بحرب علي نمط -القاعدة- وبمحاربة القوات الدولية حتي ترحل، واستهانته بالعقوبات الدولية التي ستفرض علي السودان، لن تعرقل مجلس الأمن عن المضي قدما في مناقشة مشروع القرار وربما تمريره، فالقرار - كما تؤكد واشنطن- لا يستوجب موافقة الحكومة السودانية، وربما يكون من الأفضل أن تدخل الحكومة السودانية في حوار حول تعديل شروط القرار، لأن الواقع الدولي- للأسف- ليس في مصلحة حكومة الخرطوم.
أما عن حصار الطبيعة، فالحكومة المصرية مطالبة - بحكم كل شيء- بقيادة حملة قومية بمشاركة النقابات ومنظمات المجتمع المدني لإغاثة الشعب السوداني، وإعانته علي التغلب علي الكوارث الإنسانية للسيول والفيضانات.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزهد حتى المنتهي
- بدلاً من القفز نحو المجهول
- التلويش السياسى
- أولويات المعركة
- أجواء سبتمبرية
- أشواق السودان
- بعد اتفاق قرنق - طه.. هل إنتهت الحرب الاهلية فى السودان؟؟
- جناة ومتهمون
- ليته ما تكلم .
- مواجهة المسكوت عنه
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش
- السودان يحترق
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح
- دعاة الاستبداد
- فهرنهايت
- أسئلة بلا أجوبة
- سياسة التهويش


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - السودان بين حصارين