أمل سالم
الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 20:00
المحور:
الادب والفن
لا يمكن الجزم بأننا نعيش عصر خواء ثقافي، لكن يوصّف الوضع بمصطلح آخر، وهو: "العشوائية الثقافية"؛ فالفترة التي أختطفت فيها مصر إلى عشوائية المدينة انتجت العشوائية الثقافية بما تحتويه من شتات ثقافي، وعشوائية في المفاهيم والمعايير، وتخبط في القيم والقناعات.
ومن الطبيعي في مجتمع تغيب فيه الأدوار الرئيسية لمؤسسات هامة أن ينحط الذوق العالم، وتتراجع الأخلاق؛ فالمدرسة التي هي من المفترض أن يكون دورها تقويم أخلاقيات المجتمع أضحت مؤسسة اجتماعية يرفضها المجتمع، وتم تفكيكها إلى كيانات (مراكز تعليمية) تدعي القيام بدورها، وفي حقيقة الأمر أنها تتربح على حساب فشل المؤسسات التعليمية، وهذه الكيانات بدورها عشوائية، وبدون استراتيجيات واضحة أو متفق عليها، وعلي ذلك فلها دور فعال في الحط من أخلاقيات وسلوكيات المجتمع.
والمؤسسات الثقافية المنوط بها الدور الثقافي في القري والنجوع أصبحت تقوم بأدوار شكلية، وعليه فقد غابت عملية التوجه الواعي والمعتدل في تثقيف المجتمع، ليحل محله الفكر الظلامي بنوعيه؛ أولهما المتشدد المنفتح على الدعاوى المتطرفة، وأخرهما الموغل في الانحلال والتسيب بدعوى العلمانية والتغريب.ٍ
ومن هنا أصبحت الثقافة المصرية في وضع كارثي، هذا الوضع كرّس لأعمال العنف والبلطجة، التي ساهم الفن الردئ- من سينما وأغنية- في نشرها، وحلت بدورها محل قيم التسامح والعفو والمؤاخاة، التي ينبغي أن تسود المجتمع وتقوم عليها عملية المواطنة.
واذا اتفقنا أن المشكلة هي مردود الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية فإنه ينبغي العمل علي وضع استراتيجيات لحلها؛ فالعمل على توفير فرص العمل، والعناية بدور المؤسسات الثقافية، كتفعيل دور الثقافة الجماهيرية، والاهتمام بالتعليم بإعادة القيمة لمؤسساته الجامعية وقبل الجامعية، كل هذه العناصر تُشكل إعادة المجتمع إلى وضعه الصحيح، وتعمل على تقويم سلوكه وإعادة انضباطه، هذا بالإضافة إلى تفعيل دور القانون وتسريع إجراءاته؛ فمن أمن العقاب أساء الأدب.
#أمل_سالم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟