أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل سالم - السرير (قصة قصيرة)














المزيد.....


السرير (قصة قصيرة)


أمل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


بالأمس فقط، وبعد ما يزيد على نصف قرن قمت بفك ركبة السرير، والركبة هي: قطعتان من الخشب مستطيلتان تربطان بين صدر السرير وظهره، حيث إن الصدر هو الجانب الأقصر ويتموضع دائمًا في منتصف الحجرة، أما ظهر السرير فهو الجانب الأطول ويستند دائمًا جهة الحائط. أمي حائض، لم يكن لي تفسيرٌ معينٌ لمشهد بقعة الدم الأحمر القاني التي رأيتها ذات ليلة على السرير، لكني عندما كبرت وأدركت ما يحدث وجدت التفسير المقنع، والذي أنقذني من البحث عن موضع الجرح في جسدها ومنه نفذ الدم وكون بقعة تامة الاستدارة على فرشها، صغيرًا كنت أظنه وثيرًا، وعندما كبرت فرقت بسهولة بين الوثر والفظ الذي كان عليه.
تارة انتفخت بطن أمي وكانت تستند بظهرها على ظهر السرير بعد أن تضع عدد من الوسائد خلف ظهرها، في البداية ظننت أن أمي تأكل كثيرًا هذه الأيام؛ مما يسبب انتفاخ بطنها بهذا الشكل، لكن الانتفاخ كان يزداد كل يوم، جلست ذات مرة إلى جوارها ووضعت يدي الصغيرة على بطنها، وسألتها:
-مالك؟!
-أشارت إلى بطنها، وأجابت:
-هذا "بيبي"، سيكون أخاك، انظر إنه يتحرك.
أيام ووجدت نسوة من الأهل والجيران يتجمعون وهي تتألم وهم يدعون لها، أخافني المنظر، سكنت في ركن قصي من البيت والتزمت الصمت.
ساعات طويلة مرت، فقد كان الأمر متعسرًا، ثم لاح لي صرخة رضيع وزغرودات النسوة، هرولت إلى الحجرة كانت بقعة دم كبيرة أكثر اتساعًا من سابقتها على السرير.
ألواحه الخشبية التسعة التي كانت عليه، والتي يطلق عليها "المولة" أقتم لونها، تيبست بالضبط كمفاصل أمي في سنيّها الأخيرة.
انتفخت بطن أمي كثيرًا، أشار الطبيب علينا بالبذل، وهو شفط الماء المتجمع في البطن من عملية الاستسقاء، فلقد تعب الكبد بعد أن هاجمه السرطان، وأخذت الكلى في التوقف عن العمل.
ساعات وأحضر معه ممرضة وعدة عمل، لم أشأ أن أتوقف لمشاهدتها، تجمع نسوة من الأهل والجيران كانت تأوهات أسمعها ودعوات عجائزهن، تواريت في ركن قصي من المنزل أدخن سيجارة وأغرق في دخانها الذي حال بيني وبين رؤيتي لما يحدث داخل الحجرة، لكنه عجز عن الحول بيني وبين أصوات ضجيج، وانسحب الطبيب وهو متأثرٌ، والممرضة وهي تدعي لها بالرحمة.
ههمهة أعقبها صراخ، أسرعت نحو الحجرة كان بقعة دم أكبر من سابقتيها تملأ السرير، لقد انفجر الكبد !



#أمل_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص تتحرى السؤال الفلسفي
- نفر العزبة - نيويورك
- الكاتب
- عين الصيرة، بحيرة يحيط بها الأولياء.
- البنوة في أشعار محمود درويش
- رواية -آلة الزمن- بين الأدب والعلم
- الكوارث وتصحيح مسار الإنسانية
- الاختراق والهيمنة المؤسساتية
- -الهؤلاء- رواية تعرية الطغاة
- العقل الجمعي وتنظيم العمل السياسي/ الثوري
- الرؤية المكتملة في ديوان: - تفاصيل حلم ما كملش-
- فصام
- من الذي يستطيع أن ينظم مصر؟
- الخطاب / دين أم تاريخ
- ذاكرة الموتى
- أين تذهب يا بابا؟
- بدون وساطة العبث
- صور معتمة لذاكرة تامة الاستضاءة
- الرحلة
- صدفة


المزيد.....




- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...
- حفل توقيع الترجمة العربية لكتاب - سجلات الليدر شيت-
- فنان سعودي شهير يتعرض لظرف صحي طارئ يتسبب بإلغاء التزاماته ا ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل سالم - السرير (قصة قصيرة)