أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جاسم الهاشمي - عين و عين














المزيد.....

عين و عين


محمد جاسم الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 23:32
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى ان هناك ثلاثة رجال كانوا يمشون في طريقهم ، فشاهدوا رجلًا يقوم بالحفر في أحد جوانب الطريق ، فتحدث الأول قائلًا :
لابد أن هذا الرجل قد قتل أحداً ويريد دفنه في هذا الظلام .

بينما أبدى الثاني رأيه قائلًا :
لا … فيما يبدو أنه ليس قاتلا ً، ولكنه لا يأتمن أحداً على ممتلكاته فيخبئها هنا .

ثم تحدث الثالث قائلًا :
لا … فيما يبدو لا هذا ولا ذاك ؛ إنه رجل صالح يحفر بئرًا من أجل الماء .

ومن هنا نستنتج أن الصالح يرى غيره من الناس صالحين ، أما الفاسد فيراهم فاسدين ، فكلٌّ يرى الناس بعين طبعه .

للناس ظاهر والمظاهر تخدع
فلا تحكمنَّ بالذي ترى وتسمع

فليس كل ما ترى دل علي الورى
فالعين ترى … لكنها لا تتوقع

وهكذا نرى الأشياء كما تراها نوازعنا الداخلية ، فعين المحب لا ترى عيوب من تحبه ، وترى كل عيوب العالم فيمن تكرهه ، وكما قال الشافعي :
عين المحب عن كل عيب كليلة
وعين المبغض تبدي المساويا

نحن لا نرى الأشياء كما هي لأننا لا ننظر بعين مجردة ، اسقاطاتنا هي من تفسر لنا ما نراه في الآخرين من مواقف أو آراء وأفعال كذلك .

وأيضاً رؤيتنا للحياة تعتمد على مدى النجاح الذي نحققه فيها وعلى مدى الإحباط الناتج عن فشلنا في تحقيق اهدافنا .

كذلك النظرة التشاؤمية التي تعتري الإنسان نتيجة لظروف معقدة يمر بها ، فهو ينظر للحياة نظرة سوداوية ترهقه وتجعله لا يطيق العيش فيها ، على عكس الإنسان السعيد والمتفائل فإنه يشعر بلذة الحياة وجمالها ، وهنا اذكر قول الشاعر ايليا ابو ماضي :

أَيُّهَا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا

ايضاً عين الغريزة المخادعة ، تجعلك ترى الاشياء على غير حقيقتها ، توهمك بمشاعر كاذبة ، وعندما تُشْبِع تلك الغريزة تتنكر لكل ما اوهمتك به .

عين اخرى لها مشاهداتها وهي العين المؤدلجة ، فهي لا ترى إلا ما زرع فيها من افكار تجعلك تنظر لكل شيء بعين من زرعوا فيك تلك الأفكار ، فعلى الإنسان ان يستعيد فطرته ليفهم الحقيقة بتجرد ويرى هذا العالم كما هو ، لا كما يريده الاخرون ان يراه .

عين ترى الحقيقة …
وعين مغمضة عنها …

وهناك الف عين وعين تنظر الينا بنظرة المصلحة الشخصية وترى ماهو المقدار الذي تستطيع ان تستفيده منا …

وهناك عين مختلفة تنظر للواقع بشكل مختلف كما يصفها الفيلسوف الألماني شوبنهاور :
عين الطبيب تشاهد كل الضعف البشري ، و عين المحامي تطلع على كل الشر في الناس ، ورجل الدين يرى كل الغباء بين اتباعه .

وأخيراً …
عين السياسي على الكراسي
وعين الشعب على السياسي
وعين تأكل من قرص المآسي
وعين الفقير بعين الله …
ينام العبد وعين الله لم تَنَمِ



#محمد_جاسم_الهاشمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيرنا … تغير كل ما فينا
- ليَتني أبلغُ المُنى
- سياسيون بالفطرة
- وزارة المتسولين
- أعلان حالة إنتماء للوطن
- لَمْ أكُن حُرّاً
- الانتماء الكوني والانتماء الكينوني
- منبر الخرافة ومنبر الثقافة
- الغمة العربية
- إرحموا صحافة ذلت
- تخبيصات
- الله ما مسجلهم بدفتره
- - الحمار- حضرة العمده
- سجون وشجون
- ويلٌ يومئذٍ للمدخنين
- البيضة والسياسة


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جاسم الهاشمي - عين و عين