أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جاسم الهاشمي - الله ما مسجلهم بدفتره














المزيد.....

الله ما مسجلهم بدفتره


محمد جاسم الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 23:20
المحور: كتابات ساخرة
    


أعجبتني مقالة منشورة في جريدة الشرق الأوسط للكاتب علي السالم ، ضمنها بحادثة وقعت أمامه حينما كان يجلس في كافتريا فندق شهير بالقاهرة يقع على النيل وبالقرب من ميدان التحرير .
يقول الكاتب: كان يجلس على مقربة مني ظابط في الجيش برتبة رفيعة ، وكننت أسلي نفسي بالتفكير في طبيعة المهمة التي أنيطت بهذا الظابط حيث يجلس هنا وفي يوم لم يكن الجمعه ، ولم تكن هناك مظاهرات كما أعتدنا عليها أيام الجُمَع ، في تلك اللحظة ، اقتحم أحد الأشخاص الكافيتريا وهو يصيح مستنجدا بمن هم في الأرض والسماء، ظهرت خلفه على الفور مجموعة من البشر تحاول الإمساك به ، احتمى الرجل بالضابط الذي صاح: ابعد انت وهو.. في إيه.. إيه اللي حصل..؟
قال الرجل المطارد بصوت متقطع وأنفاس لاهثة: أنا رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة والحضارة المعاصرة، مكتبي في المبنى المجاور للفندق، وهؤلاء جميعا موظفون عندي.. اقتحموا مكتبي.. عاوزين زيادة في الحوافز والمكافآت.. عاوزين يضربوني.. فأنا نطيت من الشباك.. فجاءوا ورائي.. أنا في عرضك يا سعادة البيه..إحميني..
ظهر ضابط شرطة ، بدا الارتياح على وجه ضابط الجيش : إنها مسؤولية الشرطة ، صاح فيهم ضابط الشرطة: ابعد انت وهو.. إيه الحكاية.. هل أنتم سوّاح ؟ أجابوا: لأ ، فسأل الشخص الذي يطاردونه: هل أنت سائح ؟ أجاب: لأ.. أنا مصري..أنا رئيس مجلس إدارة ، لم يتركه الضابط يكمل جملته وقال بارتياح وهو يستدير منصرفاً : أنا شرطة سياحة.. أنا مسؤول فقط عن السياحة والسياح.. اتفضل حضرتك روح اعمل محضر في قسم قصر النيل ، صاح الرجل في تعاسة : أنا لو خرجت من هنا حايقطعوني حتت.. اعتبرني سايح سياحة داخلية.. مش فيه سياحة داخلية للمصريين ؟ أنا جاي من طنطا عشان أزور المواقع الأثرية في القاهرة ، والا انت مسؤول عن السياح اللي جايين من أوروبا وأميركا بس؟ لم يبد ضابط الشرطة استجابة لتوسلات الرجل وقال ببرود: لأ ، أنا مسؤول عن كل السياح اللي جايين من كل أنحاء العالم ، مش من طنطا ، تلفت الرجل حوله في يأس وفجأة وبسرعة خاطفة فتح زجاج النافذة المطلة على النيل وقفز منها إلى الشارع، قفز خلفه الموظفون وبقية الزبائن وأنا معهم وقفنا قريبين من النوافذ العريضة، قبل أن يلحق المطاردون برئيس مجلس الإدارة، ألقى بنفسه في النيل.. قفز خلفه عدة أشخاص لحقوا به في ثوان، أمسكوا به، لحسن حظه ظهر في نفس اللحظة «قارب» تابع لشرطة المسطحات المائية، صاح: إلحقوني.. إنقذوني..
فرد عليه ضابط القارب : إحنا مهمتنا إنقاذ اللي بيغرقوا بس.. حضرتك بتعرف تعوم كويس.. إحنا مراقبينك من الأول.. ده انت بتعوم كويس قوي ، وانصرف قارب المسطحات المائية بينما كانت صرخات الرجل تشق عنان السماء.
ذكرتني هذه الحادثة بقريبي الّذي لم أنساه عندما أقتاده الأرهابيون إلى جهة مجهولة على الطريق السريع المحاذي لمنطقة الدوره ، أسرع أباه الّذي كان معه في نفس السيارة هو وعائلته ، أسرع إلى سيطرة عسكرية بالقرب من مكان الحادث ، فاستنجد بهم فلم يأبهوا له وتحججوا بأن واجبهم هو في السيطرة فقط ، وأن موضوعه يتعلق بالشرطة المحلية ، فنصحوه بتسجيل دعوى ضد " مجهولين " .
ولو كانوا على قدر من المسؤولية وشرف المهنة لما كان قريبي الشاب وكثير من مثله قتلوا نتيجة هذا النهج الّا مسؤول ، في حين هرعت قوة قبل ايام قوامها خمسة عشر مركبة عسكرية من نوع " همر " بقيادة لواء في الجيش العراقي على بناية تعود لأحد البرلمانيين فيها مستأجراً لم يدفع بدل الأيجار الشهري البالغ 125000 دينار عراقي ، لأن حضرة المسؤول أتصل بأبن عمه المسؤول ليتصل الآخر بأبن عم لهم آخر لينفذوا مداهمة ويقطعوا الشوارع ويفزعوا المواطنين في قضية هي ليست من واجبهم .
رحمك الله يا قريبي لو كان أبوك مسؤولاً في الحكومة أوعمك برلمانياً أوخالك وزيراً أو حزبياً لوفروا لك حماية دون غيرك من المساكين الّذين تصفهم والدتي فتقول في لهجتها البسيطة ( الله ما مسجلهم بدفتره ) ربما تقصد والدتي إن الله لا يحاسب المساكين والمظلومين .



#محمد_جاسم_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الحمار- حضرة العمده
- سجون وشجون
- ويلٌ يومئذٍ للمدخنين
- البيضة والسياسة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جاسم الهاشمي - الله ما مسجلهم بدفتره