محمد جاسم الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 12:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يخلق الإنسان لا منتمياً ، لكنه شيئاً فشيئاً يحصل على انتماءاته التي يكتسبها من بيئته و واقعه الإجتماعي أو تفرض عليه إيديولوجيات معينة ، وهكذا يدخل في انساق متشابهة يكون هو جزء منها .
وتتحول هذه الانتماءات من فترة الى أخرى بسبب النضوج الفكري او تلاقح الثقافات الى انتماءات اخرى تتجاذب فيما بينها وتخلق صراعاً لا ينتهي او أزمة هوية مضطربة ، وكما يقول الكاتب اللبناني أمين معلوف في كتابه الهويات القاتلة " في داخل كل إنسان تلتقي انتماءات متعددة تتصارع في مابينها "
وبطبيعة الإنسان أنه يميل إلى الانتماء إلى جماعة أو فكر ولا يريد ان ينفصل عن هذه البيئة أو المكون لأنه يشعر بالطمأنينة بينها ، ويعتبر أن انتماءه العقائدي او القبلي أو السياسي هو هويته ، فيتمسك بها ويقدسها .
اللغة ثقافة مكتسبة ، الديانة ثقافة موروثة ، وأي فكر أو ايديولوجيا هي ثقافة وليست هوية ، فلا يمكن ربط الثقافة بالهوية لأنها ستؤدي الى صراعات قاتلة ، وكما يجب فصل الدين عن السياسة كذلك يجب فصل الثقافة عن الهوية لأن الهوية جوهر الشيء وذاته وحقيقته ، والثقافة مكتسبة او مضافة الى الذات وليس صورة عنها ، ويقول " داريوس شايغان " عن الهويّة بأنها عبارة عن صورةٍ مغلوطة للذات.
- من انت ؟
- انا إنسان …
- إلى من تنتمي ؟
- الى الإنسانية …
هذا هو الإنتماء الكينوني …
اما الإنتماء الكوني ، فالإنسان ينتمي الى عمقه الكوني وليس الى جغرافية الوطن او المدينة ، السماء نستظل بها جميعاً ، إذاً نحن ابناء السماء .
لا يمكن للعقل أن يتحرر مالم يتجرد الإنسان عن جميع انتماءاته ، إذ أن هذه الإنتماءات تجعلك تدور في سياقها ولا ولا تستطيع ان تتجاوز حدود ايديولوجيتها .
الإنتماءات عازلة للمجتمع إذ تحدد هوية كل فرد فيه على اساس العرق او اللون أو الطائفة وتجعل اسفينات معقدة يصعب على الفرد تجاوزها أو إلغائها.
#محمد_جاسم_الهاشمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟