أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جاسم الهاشمي - ليَتني أبلغُ المُنى














المزيد.....

ليَتني أبلغُ المُنى


محمد جاسم الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 22:14
المحور: كتابات ساخرة
    


في حديقة بيتي الكبيرة التي يملأها العشب الغير منتظم ، والأشجار التي لم تُشذب اغصانها بعد ، والنُخيلات التي لم يُكرب سعفها ، وحبات التمر التي تساقطت من عدة مواسم ، تساقطت على أرض لم تكن تراباً ولم تكن خضاباً ، انها مزيج من نفايات وأوراق شجرٍ قد اسقطها الخريف …

أوزع عيني بين جدارٍ وجدار ، جدارٌ متهالك ٌوجدارٌ متماسك ، اقرأ بين لبناتهِ سنين عمريَ الخمسون …

اتطلع الى سماءٍ ملئها دخانٌ نتج عن تطور التكنلوجيا في بلدي ، حيث اصبحت الطاقة الكهربائية اكتفاءاً ذاتياً يعتمد على محركات توليد الطاقة "الأيدوماتيكي" الذي ينبعث منه الدخان الأبيض والأسود حسب طلب الزبون الأمبيري .

ودخان آخر بلونٍ رماديٍ خلفته نيران احتراق الكابلات الكهربائية التي تنتجه شركات " العتيگ "المحلية لتصنيع وتهريب "الصفر" النحاس ، هذه الشركات المقامة على ارصفة الشوارع والتي استفادت من قانون الاستثمار العراقي وغياب الحسيب والرقيب !

وزاوية أخرى من سماء بيتي التي ترتفع بها مأذنة شاهقة عمرها يمتد الى زمن بلال الحبشي ، والطابع المتفرد التي تتميز به المآذن ، انها لا تصدح فقط بصوتٍ يفقأ الأذنين ، وإنما تصدح بأصواتٍ حسب طلبات المستمعين ، فهي تسمعك ما تحبه وما لا تحبه ، انها عالم خاص متكون من برج حديدي وابواق حديدية كذلك ، إذ ان عالم الحديد ليس كعالم اللا حديد .

الجو اصبح اشد برودة ، فساعة الغروب قد حلت ، ولو انني لم أرَ غروباً للشمس طيلة حياتي ، وانا اسمع ان غالبية الشعوب في العالم توثق لحظات الغروب ويعتبرونها لحظات جميلة يشاهدونها كل يوم بالقرب من البحر او من على تلةٍ او في حديقةٍ عامة ، ادام الله عليهم نعمه وآلاءه .

قررت الدخول الى المنزل ، وافضل شيء افعله هو ان اكون سائحاً من الطراز الأول لأتنقل بين القنوات الفضائية من قناة الى قناة ومن دولةٍ الى اخرى - هذه النعمة التي انعمت بها علينا مرحلة التغيير اللا ديموقراطي - هذا اذا لم تقطع علينا رحلتنا و متعتنا السيدة الفاضلة (كهرباء) - التي اسميها السهل الممتنع - وترمي بنا الى ظلام دامس كظلام سابق قد عشته انا وأمثالي من ابناء هذا الشعب الذي قُدِّرَ له ان تكون اقدارهُ بيدِ قادرٍ ليسَ مقدوراً عليه .



#محمد_جاسم_الهاشمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيون بالفطرة
- وزارة المتسولين
- أعلان حالة إنتماء للوطن
- لَمْ أكُن حُرّاً
- الانتماء الكوني والانتماء الكينوني
- منبر الخرافة ومنبر الثقافة
- الغمة العربية
- إرحموا صحافة ذلت
- تخبيصات
- الله ما مسجلهم بدفتره
- - الحمار- حضرة العمده
- سجون وشجون
- ويلٌ يومئذٍ للمدخنين
- البيضة والسياسة


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جاسم الهاشمي - ليَتني أبلغُ المُنى