أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد السعيدي - المنظمات المدنية والقوانين الداعمة للديمقراطية














المزيد.....

المنظمات المدنية والقوانين الداعمة للديمقراطية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 16:36
المحور: المجتمع المدني
    


قبل ايام اعلن مستشار السوداني لشؤون حقوق الإنسان عن ارسال مسودة تعديلات لمشروع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي إلى مجلس النواب بكتاب رسمي من رئيس الوزراء. وقد جرى هذا خلال جلسة استماع حول المسودة في المجلس. وقد ذكر المستشار بان التعديلات قد اجريت من خلال لجنة حكومية شكلت برئاسته لهذا الغرض عقدت اجتماعات على مدى أسبوعين مع منظمات المجتمع المدني بحضور اليونامي، وخرجت بمسودة تعديلات قدمت إلى مجلس النواب. نقول بان هذا الخبر وإن يبدو جيدا في شكله، لكن تجارب السنوات ال 12 السابقة منذ اول محاولة تشريع للقانون قد علمتنا عدم الثقة مقدما بالحكومة ولا بمجلس النواب خصوصا مع عدم ذكر المستشار اية تفاصيل عن محتوى المسودة المرسلة.

اوردنا هذه المقدمة للتحذير من تكرار ذات النتائج السابقة التي ادت الى عدم تشريع هذا القانون وغيره من القوانين المهمة في مجلس النواب. وتكرار شل هذا القانون لسنوات عديدة يثبت بان الحكومات السابقة لم يكن لديها ادنى جدية في طرحه للتشريع بقدر ما كان الهدف هو إلهاء الرأي العام باية العوبة للتغطية على تخبطها. ونلاحظ بان السوداني يتخبط هو ايضا في قراراته حتى وإن ادعى إتباعه منهاجه الوزاري. فهو قد اثار الغضب الشعبي مرتين الاولى مع ابرامه اتفاقيات الاستثمار الدولية غير الدستورية والمفرطة بموارد البلد ، والثانية مع حملة المحتوى الهابط. بعدها اتانا بتخبط اضافي مع محاولة تشريع قانون كما اعلاه لامتصاص الاحتقان وكسب الوقت. بالمقابل نلاحظ وجود تقاعسا لدى هذه المنظمات الداعمة للديمقراطية ولتشريع القوانين الاساسية عن المبادرة بنفسها والضغط للدفع نحو تشريع هذه القوانين. مثال هذه القانون اعلاه وقانون حق الحصول على المعلومة وقانون الجرائم المعلوماتية. هذا التقاعس عن المبادرة هو ما نعتقد من كونه سبب تكرار الفشل على مدى ال 12 عاما الماضية. فقد اختارت هذه موقف الدفاع والاكتفاء بالرفض لما يراد فرضه من قوانين. فلم نرها تقدم اي من القوانين الآنفة على الحكومة والضغط عليها لتشريعها على الرغم من توافر هذه المنظمات على القواعد الشعبية. فتحالف المادة (38) مثلا يضم اكثر من (55) منظمة مدنية وحقوقية، وهو عدد ليس بالقليل. هذا الضغط كان ممكن خلقه من خلال تنظيم التظاهرات امام مجلس النواب او في المحافظات. وعدم تحقق تشريع هذه القوانين يشير الى ضعف او خلل لدى لهذه المنظمات. ويتذكر الجميع كيف انتهى مشروع قانون الجرائم المعلوماتية قبل سنوات في فترة حكومة عبد المهدي وكيف قام حسن الكعبي ممثل التيار الصدري في مجلس النواب بالالتفاف على الاتفاق الذي عقده مع المنظمات المدنية بطرحه للتشريع نفس المسودة الاصلية التي رفضتها نفس تلك المنظمات. وهو ما جرى بسبب ترك المبادرة الى الآخرين.

لقد كان يتوجب المبادرة بالضغط على السوداني منذ اول يوم تسلم فيه السلطة لصالح تشريع القوانين الآنفة الداعمة للديمقراطية لا ترك الامور للصدف. وهو ما بدا ويبدو لنا حصوله وبالتكرار على مدى السنوات الماضية من ضمنه اعلان مستشار السوداني اعلاه. بالنتيجة بقيت هذه القوانين مركونة في ادراج السلطات التشريعية والتنفيذية. اي انها قد تركت لدى نفس تلك الجهات التي لا يهمها من امر التشريع شيئا قدر اهتمامها بخدمة مصالح داعميها الاجانب. لكننا نعتقد بان الوقت لم يفت مع ذلك للمبادرة بهذا الضغط لمتابعة تشريع القانون الآنف المرسل الى مجلس النواب والقوانين الاخرى التي تنتظر دورها بالشكل الذي يحقق المادة الدستورية. ونرى بان الطريقة المثلى هي بالتركيز على كل قانون على حدة والضغط بقوة لتشريعه حتى يدخل حيز التطبيق. ثم الانتقال الى القانون التالي وهكذا دواليك. اي وجوب العمل وفق خطة وبرنامج. وبالعودة الى مسودة او مشروع القانون الحالي المقدم من قبل السوداني فاننا لم نرى لحد الآن ردود افعال المنظمات المدنية عليه ولا هذا العمل وفق البرنامج. ونخشى تكرار نفس الاوضاع السابقة مثلما جرى مع قانون جرائم المعلوماتية.

ننتظر إذن قيام المنظمات المدنية بالبدء باخذ زمام المبادرة مع مسودة القانون المقدمة من قبل الحكومة.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروعية القانونية للقرارات الحكومية حول المحتوى الهابط ولق ...
- شركة غاز البصرة شراكة غير مشروعة
- حول استغلال الثروات الوطنية النفطية والغازية
- عودة الى قرار تعديل النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية قبل ستة ...
- آن اوان حل حشد المتطوعين وميليشياته وفصائله
- للحفاظ على مصالح بلدنا واستقلاله يجب مقاطعة البضائع الاجنبية
- الدستور الحالي غير مشروع ولا بد من ايقاف العمل به
- الاعيب السوداني في ملف انهاء حرق الغاز المصاحب
- اسباب الازدحام في بغداد وحلوله
- قانون جديد لمجالس المحافظات بدلا من الحالية المجمدة
- فكرة لتدقيق الذمم المالية بمعية المنظمات المدنية
- نطالب هيئة النزاهة بالاعلان عن اسماء المدانين
- بناء المجمعات السكنية بدل الاكتفاء بتوزيع الاراضي..
- لماذا نسيت الرئيس عجيل الياور يا سوداني ؟
- حكومة تصريف الاعمال.. للمرة الرابعة
- الدعاوى القضائية ضد الدولة العراقية لتنصلها عن الدستور
- اقل راتب في مجلس النواب يعادل رواتب 20 موظفاً
- محطة ميسان الاستثمارية دليل الكذب والتحايل والنفاق..
- القطاع العام ونواب تشرين
- ما حاجة افقر محافظة في العراق الى النفط ؟


المزيد.....




- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...
- هآرتس: شهادة فلسطيني مفرج عنه عن التعذيب والاعتداء الجنسي بس ...
- مصر.. إعدام فتاة ارتكبت جريمة هزت البلاد
- عمدة كييف: عودة اللاجئين الأوكرانيين من ألمانيا ستمثّل تحديا ...
- الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا ...
- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد السعيدي - المنظمات المدنية والقوانين الداعمة للديمقراطية