أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!















المزيد.....

ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب السياسية الشيعية عادت إلى عادتها القديمة, بنبش أدراج دفاترها القديمة وبث الروح في قوانين جائرة, جُمدت لتعارضها مع الدستور والمبدأ الديمقراطي والقبول الشعبي, لما تعيشه من مأزق وجودي… فهي تجاهد لإيجاد مخرج لها, مستغلة ما تظنه " الدنيا ربيع والجو بديع " و فرصتها الذهبية لتمرير ما تريد, لا سيما بعد التخلص من العقبة الكأداء المتمثلة بشباب انتفاضة تشرين الشعبية وقمعهم, تقتيلاً وترهيباً, وخلو الساحة من التيار الصدري ذو الشعبية الواسعة, بعد تقاعد السيد مقتدى الصدر عن العمل السياسي ( الذين طگوا لذلك إصبعتين ), ثم التضييق على القوى الديمقراطية والوطنية والجمعيات والاتحادات والنقابات والروابط المهنية وكل منظمات المجتمع المدني, واستبعادها بكل تلاوينها المختلفة في صنع القرار الوطني الذي هو مسؤولية كل الفعاليات العاملة وليس فقط نواب أحزاب المحاصصة البرلمانيين الذين هناك علامات استفهام كبيرة على طريقة انتخابهم.

تعيش قوى الإسلام السياسى المتشبثة بالسلطة معضلة الحفاظ عليها.

ولأن أحزاب الإطار التنسيقي أصبحت غير قادرة على الفكاك من هذا المأزق, مأزق احتمالات فقدانها السلطة وكل ما كنزته وبنته من نفوذ وامتيازات, وهي ترى بأم عينيها تصاعد مستويات الرفض الشعبي لشخوص قياداتها وأفكارها وتوجهاتها, بعد أن جربتها وفقهتها.. لذا فهي بدأت تلجأ إلى الدفاتر القديمة, كما التاجر المفلس, بالبحث عما ينقذها من هذا المصير, بالالهاء وجذب الأنظار بعيداً عما تبيته من مخططات, فكان وقوعها على " قانون المحتوى الهابط " البائس.

وبعد أن قدموا خلال فترة حكمهم أدنى مستوى اداء هابط خلال ما يقارب العشرين عاماً وفي كل المجالات, وخاصة في المجال التربوي والثقافي, وغلق الأبواب أمام الثقافة والفن الهادفيّن ذات المستوى الراقي ومحاصرة المبدعين وغلق المسارح والسينمات, الذي سمح للمحتويات الهابطة من التسلل من الشباك فكانت برامج الفكاهة التافهة والاسفاف والمسلسلات غير الهادفة والروزخونيات الطائفية على فضائيات الحكومة وأحزابها, ثم بدأوا يطاردون ضحايا سياساتهم الاقتصادية والتثقيفية والتعليمية, والسيرك السياسي الذي امتهنوه ومارسوه, من " التُفّه الظرفاء ".
يُدان هؤلاء " التُفه الظرفاء " بهبوط محتويات نتاجاتهم الفيديوية, بينما هم يعكسون ويرسمون, في حقيقة الأمر الوجه الآخر لما هو سائد من رياء وتديّن كاذب, وتمردهم ( السلبي ) على الواقع المتردي والبيئة التي يتلوون فيه, محاولين العثور على موضع قدم لكياناتهم, لكن الآفاق مسدودة أمامهم.

لسان حالهم يردد مع الخالد مظفر النواب : " اغفروا … كلماتي القاسية.. بعضكم سيقولُ بذيئة, لا بأس, أروني موقفاً أكثر بذاءة مما نحن فيه !".

أرادت أحزاب السلطة, في حقيقة الأمر, بلقيتهم التي استلّوها من تحت غبار النسيان - ورقة " المحتوى الهابط " , التذلل والأقتراب من التيار الصدري الذي يناصبهم العداء, متوسلين بالسيد مقتدى الصدر لدعم سلطتهم المتهاوية ( لإنقاذ مشروعهم الإسلامي ) المزعوم من الانهيار, متأملين منه ومن تياره انتشالهم من مأزقهم.
وكذلك كسب المرجعية الدينية التي أغلقت أبوابها بوجوه قادتهم الفاسدين, لخداعها بلبوس الغيرة على الدين والمذهب والقيم والشعائر الخ الخ الخ.

يشير بعض المتهكمين إلى أن السبب الرئيسي وراء سن قانون " المستوى الهابط " إلى غيرتهم وحسدهم من أعداد المتابعين لهؤلاء المدونين مقارنة بأعداد من يتابع خطابات ودروس قياداتهم المعممة والمجاهدة الورعة… مع أن المتابعة الواسعة, التي وصلت إلى مئات الآلاف لهذه الفيديوهات ( الهابطة ), لا تعبر بالضرورة والقطع بتدني الوعي والذائقة الشعبية العامة بل هو بحث عن كل ما هو مختلف ومشاكس وفكاهي عما تطرحه قنوات وفضائيات الأحزاب الحاكمة من مواعظ فارغة ومظاهر ورع كاذبة وأدعية وبكائيات مملة مكررة, والتشفي بها.

ثم أعادوا الحياة لقانون " حظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية " الذي تم تمريره في مجلس النواب في22 تشرين الأول 2016, بدعوى تحريمه دينياً والحفاظ على القيم والتماسك العائلي وغيرها من الذرائع, ليشفع لهم أمام المرجعية الدينية في النجف وتفتح لهم أبواب الرضا…

ولو سألت أي مواطن عراقي عن أسباب سن هذا القانون في القرن الحادي والعشرين في مجتمع مدني متنوع في تركيبته الاجتماعية وهوياته, يقول لك بأنهم يهدفون إلى توسيع دائرة تعاطي المخدرات بأنواعها وترويجها بين الشباب لعدم وجود نص يحرمها, رغم أن أضرارها الاجتماعية والاقتصادية أكثر ضرراً في المجتمعات من المشروبات الكحولية لأن إمكانية السقوط في حمأة الإدمان عليها أسرع, لكنها تجارة تدر عليهم أرباحاً طائلة, كما لمورديهم من الجيران.

هذا القانون مفصل على مقاسهم, مقاس احزاب الاسلام السياسي فقط, فهو إذن مجرد لعبة سياسية, لأن شركائهم في المحاصصة ليسوا معنيين بتطبيقه في مناطقهم.. عكس نظام سانت ليغو الانتخابي الذي يرغبون به بإحيائه جميعهم بعد أن أسقطه شباب انتفاضة تشرين المجيدة, ومعه رئيس وزرائهم.

ومن المؤكد أن الإجراءات البنكية الاميركية لمنع فوضى تهريب الدولار لإيران, أشعرتهم, أكثر من أي وقت مضى, بهشاشة سلطتهم بعد خسارتهم مصدر قوتهم المالية. لهذا تجد أكثر قيادات الإطار التنسيقي رزانة قابعين في حضن سفيرة الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية الدافيء السيدة " ألينا رومانسكي ", مفضلين " الجهاد البراغماتي - عالي الجودة " ضد الأمريكانوس عن صبيانية أيام الكاتيوشا !

قوى الإسلام السياسي الشيعي يملؤها الغيظ, وهي ترى رئيس جمهورية ايران الاسلامية السيد ابراهيم رئيسي يدعو عدوها اللدود رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ويستقبله بحفاوة استقبالاً رسمياً, واجتماعه, من ثمة, قيادات نافذة في الجمهورية الاسلامية. وهذا يعني من بين ما يعني تبرئته من تهمة المشاركة في اغتيال الجنرال سليماني, الذي كانوا يريدون الثأر له من الكاظمي, وقد حاولوا اغتياله في بيته, فعلاً, بطائرة مسيّرة.

وقد كانت دعوة الرئيسين السابقين مصطفى الكاظمي وبرهم صالح إلى طهران ضربة في مقتل, لأنها قد تعني نضوب مصادر دعمهم الأيديولوجي الفقهي بعد الانزياح التكتيكي للإيرانيين بسبب الضغوط الأمريكية والدولية..

ولم يبق أمامهم من حل سوى الاستمرار بمنهج رفض الآخر ومحاولة تركيعه, فهم لا يستطيعون مغادرة اسلوبهم الاستبدادي في الحكم بمسحته الثيوقراطية, بفرض كل ما يلائمهم وينفعهم ويطمّن مصالحهم, من قرارات, وتجاهل حاجات المواطن ومصالحه ومشاعره, ولا يهمهم كسب ثقته بتقديم الخدمات له وتحسين سبل حياته ورفع مستواه المعيشي.

انهم يتجاهلون رئيس الوزراء السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي اختاروه ويعملون على تجاوزه وتكبيله وتحميله مسؤولية القوانين المكرسة لدكتاتورية الفكر الواحد وسلب حرية الرأي وانتقاد السلطات والشخصيات, إضافة إلى حرية التظاهر…

إنهم يريدون جرّه إلى مستنقعهم !



مثل يُضرب عن من يحاول نهب الآخرين بالدجل والخداع. ومطيرة امرأة مشعوذة أرادت استغلال ثقة السذج لمآربها.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
- - مَكر التاريخ -
- مظلومية العراقيين… من لها ؟


المزيد.....




- الإمارات تشهد أرقامًا قياسية في السياحة.. وأبوظبي ودبي ترفعا ...
- بينهم البدو والفلاحين..هكذا يزدهر البشر مع البيئة بمحمية ضان ...
- بوتين: ملاحقة ترامب -تحرق- الولايات المتحدة ونظامها السياسي ...
- شويغو: الغرب يحاول تحويل أوراسيا إلى ساحة للمواجهة الجيوسياس ...
- بسبب غزة.. أكبر موردي الفحم إلى إسرائيل يتحرك لـ-فرض قيود-
- مجزرة جديدة.. عشرات القتلى والمصابين في قصف إسرائيلي على مدر ...
- خبراء: هدف خطة بايدن تقليص هامش المناورة ودفع نتنياهو لاتفاق ...
- الانتخابات الأوروبية.. مراكز الاقتراع تفتح أبوابها في هولندا ...
- خبيرة توضح كيفية تحقيق التوازن الحمضي القاعدي في الجسم
- سيارتو: قرار المشاركة في منتدى سان بطرسبورغ سيادي ويجب إطلاق ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!