أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ردوان كريم - المدرسة التي لن نتخرج منها مهما فعلنا!














المزيد.....

المدرسة التي لن نتخرج منها مهما فعلنا!


ردوان كريم
(Redouane Krim)


الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


جميعا، كلنا دون إستثناء طلاب! ندرس كلنا عند الحياة، ولكل منا برنامجه الخاص. نتعلم عندها كل يوم دروس جديدة. برامجها متنوعة لا تنتهي إلى غاية الوفاة. التجارب كثيرة، الدروس و العبر نستخلصها منها بشقاء. أحيانا يعاد علينا نفس الموقف، و نتفاجأ أنه درس آخر. و نحن كنا نعتقد أننا حفظناه من قبل. نتعلم الكثير من أشياء و نكتسب من الخبرة ما لم يكن في الحسبان، و يراها البعض حكمة و يسميها الأخر وعي، لا يهم! أشياء تموت بداخلنا و تولد أشياء أخرى في محلها، كبعض حباة الزرع تدفن لتولد على هيئة أفضل. أثناء هذا كله تتفنن الحياة في نحت شخصيتنا. كتجاعيد الزمن على وجوهنا توصلنا إلى تجارب الحياة إلى مستويات من التفكير لم نعتقد أننا سنصل إليها.

تعلمنا من الحياة السقوط، تعلمنا منها الخيبة، و لكنها علمتنا أيضا النهوض، الكفاح، و النجاح. مازالت الحياة تعلمنا الأمل، تجعلنا نحلم أحلام جديدة، و تطور فينا الرغبة في مشاريع لم تكن يوما غاية لنا. تضعنا في مواقف لا حل لنا و لا خيار سوى تعلم كيف نصنع أهداف جديدة لمصيرنا ومشوارنا. لكن الحياة ترفض أن نجعل من أنفسنا عبيد للأحلام. و إن عصيناها تحطمت فوق رؤسنا. تعلمنا الحياة أنه علينا التفكير في كل صغيرة و كبيرة، و لكن في كل تمارينها و إختباراتها لا تسمح لنا أن نجعل من الأفكار هدفا لنا، و إن فعلنا رسبنا. و الرسوب ليست إلا مفردة من قاموس الهزيمة. الحياة تعلمنا الهزيمة أيضا، فهي الجزء الأكبر منها، و لكن نحن البشر ننسى كثيرا. لكن الحياة تعلمنا كيف نتعامل مع الهزيمة بنفس الطريقة مع الإنتصار مع ذلك نحن نريد الفوز دئما، و لا نود أبدا أن نتعامل مع الهزيمة بنفس الطريقة مع اللإنتصار.

أحيانا، يا أحبتي، نقدم حياتنا كلها من أجل بناء يعتبر هيكل أحلامنا كلها، و نقوم بكل شيء بالشكل الصحيح، و مع ذلك نراه يتحطم. هذا درس من دروس الحياة. الحياة تدرسنا كيف ننحني لبناء مشروع حياتنا من جديد. من العدم. بطرق أخرى و بخبرة أكبر، و بقلب أوسع. حين نسقط على الأرض، نسقط في حضن الحياة، و نبدأ من جديد من البداية و بطريقة أقوى. نحتفظ بصمتنا ولا نذكر خسارتنا لأحد، لأن الجميع مشغول بسقوطه و ببناء مشروع حياته. فالشرف أن تضحك الحياة علينا و لا يضحك الأعداء في زي الأصدقاء على تعثرنا. لا أحد يفهم تراجع قوانا العضلية، الفكرية، و تعب أعصابنا حين نشعر بالقنطة، الإرهاق، و الإخفاق. في كذا حالة يبقى سوى إجبار القلب، العقل، و الجسد على خدمة الهدف المنشود، و نستمر في المضي قدما، فالإرادة هي أخر ما يبقى حين نتعرض لمجموعة من اللكمات الغير متوقعة من الحياة. و نقول لأنفسنا: "نحن مازلنا هنا، و على الجميع أن يدرك ذلك. نحن واقفون صامدون، و هذا ما سنفعله إلى أبد الدهر، مستمرين على عهدنا. "

من قال أننا سنتمنى الخير لأعدائنا و لكل من يكرهنا دون إستثناء؟! فمع السنين نعتقد جازمين أنه مهما بلغت الكراهية من ذروة مقيتة لا يجب أن نستسلم لها. ما يهمنا هو أن يبقون بعيدين عنا. لا يقتربون منا و لا يؤذوننا. نتمنى لهم الهناء و السعادة دون إدعاء الحكمة و لا نتصنع الرقي لأننا لسنا بحاجة لأن نثبت أي شيء لأحد. نتعلم من هزائم الحياة و شدائدها الثقة في النفس إلى درجة تفوق تصورنا لو نعود إلى الوراء. حتى حين يشكك الجميع بنا و بقدراتنا لا نتأثر بشكوكهم، نحافظ على برودة أعصابنا مهما حدث. نبقى هادئين عاقلين مهما كانت الفوضى التي تحوم من حولنا، و لو ألقى أهل الأرض كلهم اللوم علينا و مسؤولية ما يحدث، متفهمين شكوكهم. نعيش صابرين نقوم بعملنا منتظرين لا نحس بالتعب، و حتى لو شعرنا به نؤمن أنه جزء من حياة الإنسان، لا مفر منه. و لا نتفوه بالأكاذيب مهما لفقوا لنا من تهم خاوية من ذرة صدق. و نتحمل سماع الحقيقة التي نقولها تحرف من قبل الأوغاد بتلويتها و عجنها لعمل سراب و فخ لأصحاب العقول الصغيرة، و مع ذلك نصبر فليست كل الناس تفهم ما نفهم.

لا يوجد عنوان درس، و لا فهرس كتاب، و لا برنامج معلوم. نحن دائما في مدرسة الحياة لا نخرج منها إلا موتى. لهذا من المهم أن نكون مستعدين لتقبل أي درس، و أن نعمل ما بوسعنا من أجل أن نعيش كل لحظة كاملة، على الأقل حين تحضر الموت ستجدنا أحياء. و نحافظ على فضيلتنا و بساطتنا مهما إختلطنا بجمهور الناس. و لا ندع أي فرصة لأصدقائنا و لا لأعدائنا أن يؤذوننا. فكل شخص مهم و لكن لا أحد أهم منا.

مثلما قد يكون ما ذكرته خلاصة درس من دروس الحياة، قد أكون حفظت الجواب الخطأ، لهذا من المهم أن يتعلم الفرد من دروسه الخاصة و الإستعانة بتجارب الأخر في بعض الأحيان وليس دائما، فنحن نعيش حياة واحدة لا نستطيع إرتكاب كل الأخطأ دفعة واحدة. و تبقى الحياة مدرسة لا يتخرج منها أحد، فحتى الذي مات لو عاد إلى الدنيا سيجد أمامه الكثير من الدروس التي لم يتعلمها بعد.



#ردوان_كريم (هاشتاغ)       Redouane_Krim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة العدمية جسر بين معنى الحياة العام و معنى الحياة الخا ...
- لقد سئمنا من رؤية نفس الجيل يتكرر
- كتمنا أنفاسنا فحناجر الصائمين عزف عنها الضحك!
- هل نستحق الوعي و ماذا يمنعنا من إدراكه؟
- إقتباسات وسائل التواصل الإجتماعي وليدة الثقافة العامة الخادع ...
- الفطرة السليمة لا تقول -مستوى سنة رابعة ابتدائي-!
- الشباب بالمعنى الغير تقليدي!
- الشاب الجزائري حراق في دماغه سواء كان راحل أم باقي
- حان الوقت لجيل الثمانينات التعلم من جيل 2020!
- اللغة القبائلية إنتصرت في معركة و ينتظرها الأصعب
- أنت حر بين قول لي من الأول أو من الأخير!
- عندما تحكم العاطفة العرب، الغرب يصنع بهم السياسة
- في الذكرة ال42 لرحيل الرائع جاك برال
- الجزائري الإفريقي!
- القلم لسان العقل
- أين هي المشكلة تحديدا؟
- نبذة عن بداية المسرح الجزائري و علاقته بالمجتمعات العربية و ...
- نبذة عن حياة نيتشه الفلسفية (الجزء الثاني)
- نبذة عن فلسفة فريديريك نيتشه (الجزء الأول)


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ردوان كريم - المدرسة التي لن نتخرج منها مهما فعلنا!