أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ردوان كريم - القلم لسان العقل














المزيد.....

القلم لسان العقل


ردوان كريم
(Redouane Krim)


الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 15:38
المحور: الادب والفن
    


يقول ميغال دو سيرفنتس.
نحن لا تكتب في كل مرة نود القيام بذلك. إنما الكتابة وليدة أفكار تتناطح فيما بينها، حتى تتغلب بعضها على أخرى لتنتهي رغبة في الإفشاء و الإفصاح عن نفسها. يخبرالكاتب القاريء بما يجول في خاطره أو ما يعتقده من أفكار، و قرار صحتها من خطأها يعود للقاريء الأكثر فطنة و ذكاء. و القراء كل حسب فهمه، معتقداته، مستواه الفكري، و توجهه الإيديولوجي. فالبعض يقرأ الكلمات المترابطة، الأخر يقرأ ما في حدود النص، و هنالك من يقرأ ما وراء النص... كما هنالك من يذهب بعيدا عن مضمون النص و هدفه، مثلما يبحث البعض عن ما يخدم إيديولوجيته في النص فيقوم بإستغلاله بالتبني أو الرفض، مادحا أو نقدا.
النص مثل الثوب فيه مخارج للأطراف و العنق، و موضع الرأس لا يصح وضع الرجل فيه، و إلا النص لا يكون نسيجا. فليس كل جمل مترابطة نص. فلا تقاس القيمة العلمية و الجمالية بالطول و العرض و عدد الأسطر بل بما يحتويه من معاني، أراء، و حجج مدعمة للفكرة الأساسية.
يتحجج البعض بضيق الوقت، و يعتذر البعض الأخر بحجة الإنشغال فلا يجد وقت للكتابة و لكن من يملك الأفكار يكتبها مرغما فعليه أن يجد الوقت بين الأصبع و الظفر للتعبير عن أراءه و ما يؤمن به من الأفكار فلا يتركها حبيست عقله، و إلا ذلك يعتبر إحتكار.
الكتابة هي الواجب الأول للمفكر إتجاه مجتمعه. هو ليس مجبرا على الدفاع عنها بل هو مجبر على الإفصاح عنها، أما الدفاع عنها فهو دور المناضلين في مجاله من المؤمنين بها.
نجد بين النقاد من ينقد النص عن علم و دراية، فيكتب نص رد أو إقتراح أخر لما هو قد قيل و كتب، فيثمن، يستحسن أو يعوض تلك الأراء بأخرى، أو يقترح مقترحات أخرى، يصحح أو يدعم، بطريقة منظمة، مهذبة، بلغة راقية نتعلم منه فإن لم يصب إكتشفنا رأي آخر وجب علينا احترامه، فالمفكر يؤمن لتعددية الأفكار و إختلافها. و هنالك نقاد من النوع الرديء و هم الكثر؛ لا يفكرون و لا ينتجون، و بل يكتفون بالتهجم، و بالنقد الغير البناء الذي هو نقد من أجل النقد أو تسجيل الحضور، و قلة ما يعرف توجههم أو رأيهم، فهم لا يتركون شيء لم يهجوه هجاء غير بليغ، أحكام بلا بصيرة ولا وعي لا ترقى إلى مستوى الأفكار.

النقد مهم للكتابة فبدونه لا تتطور و لا يتطور معها تفكير الإنسانية و العالم. فالكتاب كائن من كان يحب و ينتظر النقد الإيجابي و النقد المصحح لكي لا نقول عنه سلبي... و أفضل النقاد أكثرهم وعيا، حكمة، و أبلغهم قولا... ذكرهم يحتاج إلى صفحات. و من أبرز النقاد و أشرسهم نحد جون بول سارتر الذي يقول في كتابه "ما هو الأدب" : " الهدف الجوهري للنثر هو نقل المعنى" بمعنى إيصال المعلومة هو هدف النثر و الكتابة أصلا. كما يعتقد سارتر أن الإنسان يعرف بإختياراته، و أبرز إختياراته هي أفكاره. و عليه على المرء أن يحسن إختيار أفكاره و معتقداته فهي أكثر ما يمثله و يعبر عنه.. و ننتهي بالقول أن إختيار طريقة التعبير عن أفكاره، طريقة الدفاع عنها، و طريقة نقد أفكار الأخر هو إختيار طبيعة من نكون.
أكتب لنرى و نسمع عقلك، نتعلم منه و يتعلم منا.



#ردوان_كريم (هاشتاغ)       Redouane_Krim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين هي المشكلة تحديدا؟
- نبذة عن بداية المسرح الجزائري و علاقته بالمجتمعات العربية و ...
- نبذة عن حياة نيتشه الفلسفية (الجزء الثاني)
- نبذة عن فلسفة فريديريك نيتشه (الجزء الأول)


المزيد.....




- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية
- لوحة لفريدا كاهلو تباع بـ54.7 مليون دولار محطمة الرقم القياس ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ردوان كريم - القلم لسان العقل