أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ردوان كريم - الشباب بالمعنى الغير تقليدي!














المزيد.....

الشباب بالمعنى الغير تقليدي!


ردوان كريم
(Redouane Krim)


الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 13:22
المحور: المجتمع المدني
    


نعيش حياتنا مسرعين، في سعي دائم وراء أشغالنا اليومية، و أحيانا ننسى أنه علينا أن نعيش. و أحيانا أخرى لا نملك الوقت للتفكير عن السبب الذي نحن هنا على الأرض من جله. لا نتذكر أن نأخذ قسط من الوقت لتدبر المسار الذي تسير حياتنا فيه. نكتسب عادة حياة، طريقة عيش لا تمد أي صلة لما نريده أو نرغب فيه بل فرض أجبرنا عليه. تقبلنا ذلك و كأنه جزء من حياتنا أو هي حياتنا. ربما هو الإقتناع، ربما هو غياب الرغبة، أو استسلام للواقع الذي خيل لنا أنه سجن لا مفر منه. كيف سنتحرر؟ كيف سنتغير؟ و كيف نسير نحو الأفضل؟ و كيف نخرج من الغيوم الداكنة إلى الشمس الذهبية ؟
يقسم الإنسان مراحل حياته إلى فترات و أفضلها فترة الشباب. الشباب في الحقيقة ليس إلا حالة نفسية، نظرة نحو العالم و تعامل معه. الشباب رمز للتغير و رفض للعادة و تمرد عليها، و كل من يملك القدرة على تغيير عاداته شاب يافع، لأن العادة شبكة عنكبوت تلف على صاحبها و تربطه كالحبل المتين. فمثلما يقول سنيك الذي ينظر إلى اليوم الواحد على أنه بحد ذاته حياة :"من يزرع فعل يحصد عادة، و من يزرع عادة يحصد ميزة(مزاج)، و من يزرع ميزة يحصد مصير" يجب على المرء أن يحسن، يطور، و يغير من عاداته.
فالشاب هو من يملك أحلام كثيرة تمنحه الطاقة اللازمة لمواجهة الحياة و الشيخوخة هي عكس ذلك؛ هو إستحواذ الندامة و الأسف على مكان الأحلام. لقد كتب سامويل ألمان في وصف الشباب قصيدة جميلة و تحفز الإنسان على فهم مرحلة الشباب بغير مفهومها التقليدي إذ قال : "الشباب ليست فترة من الحياة، هي حالة نفسية، هي مفعول الرغبة، هي نوعية الخيال، كثافة إنغعالية، هو انتصار الشجاعة على الخجل، هو طعم المغامرة على حب الرغد و لين العيش. لا نصبح بعد أن نعيش عدد من السنوات شيخا، بل يصبح المرء شيخا عندما يتخلى عن حلمه. السنوات تجعد البشرة، التنازل عن حلمه يجعد الروح. إنشغالات البال، الشكوك، الخوف، و اليأس هي الأعداء التي تحنينا بتمهل نحو الأرض، و تجعلنا غبارا قبل الموت. الشاب هو من يثير الإعجاب و الإندهاش عندما يطلب مثل الطفل الجشع "ماذا بعد؟"، و يتحدى الأحداث ليعثر على السرور و مرح الحياة. أنت أكثر شبابا من إيمانك، أنت أقدم من شكك، و أكثر شبابا من ثقتك بنفسك. و أكثر شبابا من أملك و رجائك. أقدم من تعبك و ضجرك. ستظل شابا عندما تكون تقبلي و متأثر بكل ما هو جميل، بكل ما هو جيد و كبير، متأثر برسائل الطبيعة، الإنسان و الغير منتهي. إذا وصل قلبك يوما إلى درجة أن يلدغ من قبل التشاؤم و ينخر من قبل العياب و السخرية، فاليرحم الله روحك المسنة". هي أشياء ندركها و نفقه ماهيتها و لكننا نعجز عن تطبيقها و تقبلها كنمط حياتنا معتقدين أننا نعرف ذلك و لكن ما يخيل لنا معرفته هو ما يمنعنا من التعلم و التغيير. بحيث نعتقد أننا ندرك كل ذلك، فقط الحياة كلعبة قمار سقطت الأوراق السيئة في يدنا بدلا من الجيدة ، و لكن الأصوب هو لعب الأوراق السيئة بطريقة جيدة فلا أحد تسقط كل الأوراق الجيدة في يده. هكذا هو الحاضر، يجب أن نتعامل معه بتعقل و تفكير منطقي مليئ بالأمل و الرغبة من أجل غد أفضل،
فالمستقبل أو الغد نحضر له و نصنعه و لا نتوقعه أو نخمنه أو ننتظر إكتشافه. و ذلك بالمحاولة، العمل و المثابرة كما يؤكد بريتولت براشت: " الذي يحارب يمكن أن يخسر و لكن الذي لا يقاتل خسر من قبل."
جون بول سارتر الذي يعتقد أن الفعل أو الصنع هو ما يكشف طبيعة الموجود (الإنسان)، لا يختلف في الرأي مع أرسطو الذي يظن أن ما نردده كل يوم هو ما يشكل ذاتنا. و لا يتعارض مع أندري مالرو القائل أن الإنسان هو ما يفعله، حيث يبرز سارتر في الكثير من كتاباته أن الإنسان قبل كل شيء هو من يندفع نحو المستقبل، و الواعي بإندفاعه نحو المستقبل. و أن الإنسان قبل كل شيء مشروع." نعم فالإنسان المثقف و الواعي يملك مشروع و هدف في الحياة، و لا شيء أخطر من أن يملك المرء طموح و حلم بسيط فيصل إليه، فتصبح حياته تافهة بلا ذلك الهدف السامي و الكبير الذي يسعى و لا يصل إليه الحالم المثابر، الذي يأمل و لا يفشل لعدم تحقيقه، مجربا كل الفرص التي تتاح له صانعا مهيئا بعد كل فرصة ضائعة لفرصة أخرى. الشاب الجيد هو من يحسن إختيار عمله أو الساعي لإيجاده، حيث خطب ستيف جوبس ذات مرة فقال:
" عملك يأخذ جزء كبير من حياتك، و الطريقة الوحيدة لتكون مقتنع، و راضي هو أن تؤمن بما تقوم به، و الطريقة الوحيدة للوصول هي أن تحب ما تعمله. و لا يوجد توافق ممكن. إن لم تجد ما تحبه، استمر في البحث، و لا تتوقف أبدا".



#ردوان_كريم (هاشتاغ)       Redouane_Krim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاب الجزائري حراق في دماغه سواء كان راحل أم باقي
- حان الوقت لجيل الثمانينات التعلم من جيل 2020!
- اللغة القبائلية إنتصرت في معركة و ينتظرها الأصعب
- أنت حر بين قول لي من الأول أو من الأخير!
- عندما تحكم العاطفة العرب، الغرب يصنع بهم السياسة
- في الذكرة ال42 لرحيل الرائع جاك برال
- الجزائري الإفريقي!
- القلم لسان العقل
- أين هي المشكلة تحديدا؟
- نبذة عن بداية المسرح الجزائري و علاقته بالمجتمعات العربية و ...
- نبذة عن حياة نيتشه الفلسفية (الجزء الثاني)
- نبذة عن فلسفة فريديريك نيتشه (الجزء الأول)


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ردوان كريم - الشباب بالمعنى الغير تقليدي!