أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ردوان كريم - حان الوقت لجيل الثمانينات التعلم من جيل 2020!















المزيد.....

حان الوقت لجيل الثمانينات التعلم من جيل 2020!


ردوان كريم
(Redouane Krim)


الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هم جيل الثمانينات؟ هم أول
طلاب درسوا في المدرسة الجزائرية المستقلة و أول
جيل تخرج من الجامعة الجزائرية المستقلة. في منطقة القبائل هم أول جيل رفع التحدي علنية، مطالبا بإدخال اللغة الأمازيغية إلى الدستور، مؤسسات الدولة، المدرسة و الإعتراف بالثقافة الأمازيغية كثقافة أصلية لشمال أفريقيا. بعد سنوات طويلة من النضال
إنه أمر غريب و يستحي المرء ذكره أو حتى السماع به. أصبح هذا الجيل الذي لا طالما تفتخر به منطقة القبائل يتبادلون التهم و يتزعمون على بعضهم البعض، لا أحد يتفق مع أحد، انقسموا إلى فرق و الكل يريد أن يكون وحده البطل و صاحب الشرعية النضالية للقضية الأمازيغية! هذا لا يتعلق فقط بالشخصيات البارزة في تلك الفترة و لكن وصل ذلك إلى أتباعهم و أتباع أتباعهم.
ماذا جمع هذا الجيل غير القضية الأمازيغية نفسها؟ عندما كان هؤلاء شباب، طلاب و متخرجين جدد كانوا يحملون أفكار مليئة بالأمل و مستقبل أفضل، و عقولهم تملأها الأفكار العلمية، النضالية، و الوحدة كإخوة يعملون من أجل إنجاح القضية الأمازيغية التي تربو عليها، و عليه كان هدفهم مشترك و يعنيهم جميعا و لا شيء يفرقهم.
كيف نشأة أسطورتهم؟ المجتمع الجزائري ككل كان يعاني من أمية رهيبة فكان الطالب ذو هيبة و المتخرج الجديد ذو قيمة علمية كبيرة و لو كان مستواه الفكري محدود، فصاحب ذو العين الوحدة ملك مملكة العمي. كان صوتهم صوت العلم، و عليه رأيهم كان مسموعا. في ذلك الوقت لا توجد وسائل التواصل الإجتماعية الحديثة، فحتى الجرائد كانت قليلة عددا و نوعا، و نادرا ما تصل القرى و هي ملك للدولة، شأنها شأن التلفزيون الوحيد و الإذاعة المرتبطة به ارتباطا وثيقا. كانت منشورات الطلاب أو المتخرجين تحتاج أسابيع لتصل إلى القرى، و مثال ذلك هو إصابة المناضل معطوب لوناس سنة1988 بالرصاص و هو يحاول إيصال منشور لمناضلي جيل الثمانينات متطوعا إلى القرى. فمهما إختلف هؤلاء كان المنشور الذي تم طبعه و نشره هو سيد القرار. بهذا أصبح هؤلاء المناضلين الشباب شخصيات بارزة و أسطورتهم نتيجة أحاديث القرى عنهم، تعليقاتهم و خطاباتهم في التجمعات و المسيرات المبرمجة.
في ماذا نجح جيل الثمانينات ؟ نجح هذا الجيل في تسجيل حضور و وجود القضية الأمازيغية و بداية جمع و كتابة الثقافة الأمازيغية، و التفكير في مستقبلها و ما العمل للحفاظ عليها وتطويرها.
هل كان الأمر سهل لهم؟ لم يكن الأمر سهل بل دافعوا بالنفس، الفكر، الوقت و أموالهم الخاصة. سجنوا، ضربوا، شتموا و جاع أولادهم في غيابهم. بدون ذكر صعوبة الإلتقاء و التواصل فيما بينهم.
هل كان طريقهم حافل بالنجاح فقط؟ لا و ألف لا، تعرض هؤلاء إلى خيبات كثيرة، أخطأ لا تحتسب، و لكن كان غياب وسائل الإعلام في أغلب الأحيان في صالحهم، إذ يخفي إخفاقاتهم. و من جهة آخر كان غياب الميديا الحديثة في كثير من الفترات سببا في تفاقم إخفاقاتهم. يعتقد البعض أن التوقف عن الدراسة سنة 1994 أكبر خطأ إرتكبوه و لكن لو نظرنا إلى الزمن الذي تخرج أطفال التسعينات نجد أن أغلبهم بقي أكثر من أربعة سنوات بدون عمل (و هذا إخفاق سياسي و إقتصادي للدولة الجزائرية) و هنالك إلى يومنا هذا من لا يعمل بديبلوم دراسته، فهل هذا الخطأ جسيم؟ لا بل يغتفر. الخطأ الأكبر كان عدم إقناع الشارع القبائلي سنة 2001 أن القضية الأمازيغية يجب أن تسجل و لكن ليس على حساب أرواحهم حيث راح فيه 128 قتيل بدون إحتساب الجرحى و المعطوبين، فقد كانت المواجهات مع عناصر الشرطة و الدرك التى تلقت الأومر لإخماد المسيرات بأي طريقة. في حين كان صوتهم مسموعا و طرق النضال كثيرة و كان بإمكانهم تجنب تلك الخسائر. حدث ما حدث فقد خرجت الأمور عن السيطرة و الأمازيغية فازت بشيء و خسرت أرواح و أشياء أخرى، و لا لوم عليهم.
ما هي الأسباب التي فرقت ذلك الجيل من المناضلين؟
أولا: يقال أن جزائر ما قبل 1989 تخضع إلى سياسة الحزب الواحد و هذا غير صحيح. بل كانت تخضع إلى سلطة الحزب الواحد إلى جانب المعارضة الواحدة. المعارضة الواحدة أنتجت نوع واحد من المناضلين المعارضين، و عليه أخطائهم و عقليتهم واحدة. و من أخطاء المعارضة الواحدة نجد "حب الزعامة"، "غياب الرغبة الحقيقة للوصول إلى الحكم" و "الشعبوية". يعتقد البعض أن الجزائر دخلت في التعددية الحزبية بعد 1989 و لكن الحقيقة هي تكاثر الحزب الواحد و العقلية واحدة و في نفس الوقت تكاثرت المعارضة الواحدة. بمعنى آخر ظهرت أحزاب بعقلية الحزب الواحد و المعارضة الواحدة. مناضلي جيل الثمانينات من المعارضة الواحدة سارعوا إلى إنشاء أحزابهم بعقلية الشعبوية، و رغبة التزعم الواحدة، و بدون الرغبة الحقيقية في الوصول إلى الحكم. و من لم يجد مكان في المعارضة الواحدة المتعددة الوجوه إلتحق بالحزب الواحد و إنقلب على ما كان يدافع عليه.
ثانيا: جيل الثمانينات كان من جانب سوق العمل، هو الأوفر حظا، فالبلد كان قيد النشأة و المتخرجين قلة، و عليه المنافسة شبه غائبة. توظف جميعهم في جميع أسلاك الدولة حسب شهاداتهم و بعد سنوات قليلة أصبحوا إطارات كبيرة في الدولة، أنشأوا عائلات فزادت مسؤولياتهم فقل نظالهم، و بدأت تتغير نظرتهم إلى الدولة و القضية الأمازيغية كل حسب منصبه و مستواه الفكري، فهناك من تطور و من بقي على حاله. و مع المناصب تأتي الأموال، و مع الأموال في بلد حديث النشأة، الإستثمار سهل و المنافسة قليلة (حتى لا نقول اختلسوا أو باعوا أنفسهم للشيطان كما يروج له). بعد عقدين من الزمن أصبحت مصالحهم تتعارض و قضيتهم في خبر كان، الكل يراها من نافذته و لا يخرج للإلتقاء بصاحبه، ففي كثير من الأحيان الإختلاف مجرد وهم بينهم. و المؤكد هو حب التزعم و الرغبة في تبني القضية الأمازيغية من طرف كل مناضل. أفراد جيل الثمانينات يريدون تبني نجاحات القضية الأمازيغية و ينسبون الإخفاقات لبعضهم البعض.
ثالث: القضية الأمازيغية فخورة بهم مجتمعين و لا أحد يمتلكها، فهي أكبر من أفراد جيل الثمانينات جميعا مهما كان الإسم ثقيلا.
القضية الأمازيغية مثل نادي كرة قدم، يرحل اللاعبين مهما كانوا عمالقة و يبقى تاريخ و عظمة النادي بإنجازاته. الكل سيذهب و القضية الأمازيغية فوق الجميع من لديه ما يقدم لها فهو مرحب به دائما فهو إبن القضية، و من رحل أو يريد أن يعلو شأنه عليها، فقد خاب الكثيرون في ذلك. و نهاية مصالي الحاج مثال على ذلك فيما يخص قضية إستقلال الجزائر.
كيف يرى جيل ال2020 جيل الثمانينات ؟
جيل ال2020 فخور و يحترم جيل الثمانينات و فخور بإنجازاتهم، و لكن عقلية 1990 و تفكير المعارضة الواحدة، التزعم، و الشعبوية عقلية جد متأخرة أمام ما تقدمه التكنولوجية الحديثة من أمثلة النضال، الأفكار المعاصرة، و التفتوح على العالم. و عليه أفكار جيل جون بول سارتر إنتهى زمانها مع أفكار ميشال فوكو من جيلهم، و للجيل الحالي تفكيره و طرقته في رؤية الأمور. و عليه يجب عليهم التوقف عن التبارز فيما بينهم للظفر بعرش فرعوني فات زمانه. اليوم بفضل التكنولوجية الحديثة الكل يكتب، الكل يقرأ، الكل يفكر، و الكل يساهم. الصحافة القديمة، و موجهي التفكير القديم لم يعد لهم عمل أمام التكنولوجية و وسائل الاتصال و الإعلام . بنقرة واحدة و في ضرف ثانية يقرأ من هو في واشنطن و الذي في جنوب أفريقيا نص كتب في تيزي وزو. و الأفضل هو من يقدم الإضافة الأفضل، فكل الشرعيات سقطت بفوز وسائل الإعلام الألي المعاصرة.
ماذا نفهم و نتعلم من وحدة و إنشقاق جيل الثمانينات ؟ قوة، حكمة، هيبة، إحترام مناضلي جيل الثمانينات في وحدتهم، و تفرقهم لا و لن يخدم القضية الأمازيغية. و مصير الأجيال التي بعدهم هو نفسه إذا لم يتوحدوا، و الوحدة بتشعب الأفكار و الإحترام المتبادل، و تقبل الهزائم و العمل على إصلاحها بدل السعي إلى الإتهامات الباطلة، بتحمل القليل من عبأ الأخطاء فالجميع خطأ. فالنصر نصر الفريق الواحد و ليس أحد أعضائه فقط.
جيل الثمانينات من المناضلين من أجل القضية الأمازيغية عليه أن يطمئن فلا أحد ينكر إنجازاتهم... النجومية و الشهرة شمعة تشتعل و تنطفأ، و عليه لا يجب أن يخاف النجم من ظهور نجوم أخرى أو النسيان، فالقضية الأمازيغية ليست هوليوود!



#ردوان_كريم (هاشتاغ)       Redouane_Krim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة القبائلية إنتصرت في معركة و ينتظرها الأصعب
- أنت حر بين قول لي من الأول أو من الأخير!
- عندما تحكم العاطفة العرب، الغرب يصنع بهم السياسة
- في الذكرة ال42 لرحيل الرائع جاك برال
- الجزائري الإفريقي!
- القلم لسان العقل
- أين هي المشكلة تحديدا؟
- نبذة عن بداية المسرح الجزائري و علاقته بالمجتمعات العربية و ...
- نبذة عن حياة نيتشه الفلسفية (الجزء الثاني)
- نبذة عن فلسفة فريديريك نيتشه (الجزء الأول)


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ردوان كريم - حان الوقت لجيل الثمانينات التعلم من جيل 2020!