أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ردوان كريم - الجزائري الإفريقي!















المزيد.....

الجزائري الإفريقي!


ردوان كريم
(Redouane Krim)


الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


{نتحدث عن المغرب العربي و كأن أفريقيا ليس لها شمال.} _ كاتب ياسين _

نلتقي كل يوم في شوارعنا زنوجا (أصحاب البشرة السوداء) يمتهنون التسول (لغياب العمل حتى للجزائريين و ما أدراك بالأجنبي) و هم لاجئين بدون وثائق من الدول المجاورة كمالي و النيجر. تسميهم الناس بالكلمة الفرنسية " les africains" بمعنى الأفارقة! و هي تسمية غير عنصرية بل ندرة الأجانب في الجزائر ما جعل الجزائريين يسمون الفئة القليلة القادمة إليهم بمصدرها متناسين إنتسابهم إلى نفس المصدر. و هذه الكلمة (les africains) بطريقة غير واعية و غير دارية تجرد الجزائري من لقب أفريقي. إن وصف الجزائري السود بالأفارقة هو إستثناء نفسه من أفريقيته و هذا دليل على خلل مفاهيمي مصطلحاتي. هل الجزائري يجهل تاريخه الأفريقي؟ هل ينكر كونه أفريقي أم هناك تغليط في المفاهيم؟ هل ثقافة الجزائري إقتلعت من أصلها الأفريقي؟ و ما هي الثقافة التي عوضت الثقافة الأفريقية في حياة الجزائري ؟ و بما أن الثقافة مرتبطة بالأدب و التاريخ، هل الجزائري منفتح على تاريخ قارته و هل هو مطلع على الأدب الأفريقي أم أنه معزول عن أفريقيا فكريا و ثقافيا؟
لقد شكلت الصحراء الكبرى جدار عازل بين أفريقيا السوداء كما يسميها البعض وهي منطقة جنوب الصحراء المعتزة و المفتخرة بأفريقيتها، تاريخها، أدابها، لغاتها الكثيرة، ثقافة أجدادها، متمسكين بعاداتهم و تقاليدهم. و شمال أفريقيا أي شمال الصحراء الكبرى و هي المنطقة التي مازالت تبحث عن هويتها بحيث تفتخر بثقافة غير ثقافتها، تاريخ غير تاريخها، و تستورد عادات و تقاليد غير عادات وتقاليد أسلافها. الجغرافيا الأفريقية و الصحراء الكبرى لا علاقة لها بهذا الإختلاف بل هذا التقسيم الإقليمي يعود إلى عهد الغزو العربي الإسلامي لأفريقيا، حيث لم يجد قادة الجيوش الإسلامية الغازية أهمية إقتصادية ولا سياسية لمواصلة احتلالها جنوبا كون هذه المنطقة بعيدة عن مراكز خلافاتهم و غياب وسائل النقل السريعة التي تساعد على الغزو و إيصال الغنائم في ظرف زمني قصير. لقد بدأ الغزو الإسلامي من مصر و السودان متقدما شرقا إلى المغرب فإكتسبت هذه الدول ثقافة الغازي و لغته العربية، و تدينت بالإسلام و مع مرور الوقت زاد إرتباط هذه المنطقة الشمال أفريقية بالخليج العربي الأسياوي، و مع ذلك لم تنفصل عن أفريقيتها إلا بعد الإستقلال من الإحتلال الأوروبي. حيث عند تأسيس مفهوم القومية العربية و مفهوم الأمة الإسلامية إلتزم زعماء الدول الأفريقيا قيد النشأة بهذه المفاهيم أكثر من العرب نفسهم. حيث حاربوا كل ما هو أفريقي في دولهم بطريقة إرادية واعية أو لا إرادية لا واعية.
كانت مدرسة ما بعد الإستقلال تدرس الثقافة العربية وحدها، فكان التلميذ يتعلم الشعر الجاهلي العربي إلى أدب العصر العربي الحديث، تاريخهم، أمجادهم، فنونهم، عاداتهم و تقاليدهم. لا يدرس التلميذ الشمال أفريقي أي شيء عن أدب أجداده و بنو جلدته. لا يوجد ولا درس عن أدب أو تاريخ أفريقيا في المقرر المدرسي. لا يعرف الجزائري شيء عن أبطال أفريقيا، و لا رواد فكره، لا يعرف حتى أسماء كبار شعراء و كتاب أفريقيا في حين يعرف كل شعراء و كتاب الأدب العربي و يحفظ لهم أبيات، قصائد و مقولات. كانت الثقافة المحلية و الوطنية لا تدرس بل أسوء من ذلك تذكر بإسم الثقافة البربرية و هي نوع من شتم الذات و لم تغير هذه التسمية في المراجع الرسمية إلى مؤخرا لتعود إلى إسمها الحقيقي و الأصلي "الثقافة الأمازيغية". كان التلميذ لا يسمع عن كبار كتاب بلده إلا الإسم و نادرا.. فلم يقرأ لكاتب ياسين، مولود معمري، محمد ديب، مولود فرعون، رشيد بوجدرة، طاووس عمروش و أسيا جبار... هؤلاء و غيرهم كانوا يمثلون الثقافة و الأدب الوطني الجزائري و الهوية الأمازيغية التي هي الثقافة الأفريقية للمنطقة... محاربة و تجاهل فكر و كتابة هؤلاء كان سببا في غياب الشعور بالإنتماء إلى أفريقيا و عدم التمسك بالهوية الشمال أفريقية، و محاولة الإنتساب إلى الخليج العربي الأسيوي بطمس الثقافة الأمازيغية باء بالفشل، و تجاهل الثقافة و الأدب الوطني لم يطمس هوية و ثقافة الشمال أفريقيا و لكنها أبعدت الجزائري عن الشعور بإنتمائه الأفريقي، إلا عند حضور المشهد الرياضي مثل كأس أفريقيا للأمم.
غير أهل الإختصاص لم يسمع و لم يقرأ الجزائري عن الأدب الأفريقي شيء. فحتى كبار الكتاب، المؤلفين، الشعراء، و المسرحيين لا يذكرون في مقررات التعليم. في حين كان من الواجب التعرف على شعراء أفريقيا من أمثال:
Anyidoho Kofi, و Christopher Okigbo, و Léopold Sedar Senghor, و David Diop, و Ibrahima Sall, و J.P. Clark
و غيرهم من الذين يستحقون الذكر و لا يمكن لمقالة أو كتاب إحتوائهم جميعا. شأن الشعر لا يختلف عن المسرح، فالمسرح لا يعار له الإنتباه أصلا ، فهو غريب عن الأدب العربي، فكيف يدرس المسرح الأفريقي و المسرحي الجزائري مهمش؟! و الأصح هو إعادة الإعتبار للمسرح الوطني أولا لكي يسمع الجزائري بوجود مسرح أفريقي راقي رواده هم أمثال:
Wole Soyinka, و Ngugi wa Thiango, و Ama Ata Aido, و Mukotani Rugyendo,
و آخرين بدءا بالجيران التونسيون و المغربيين. لقد أصبح طغيان الثقافة العربية و هيمنتها على المشهد الثقافي، الفني، و حتى التعليمي يشكل خطرا على إستمرار وجود الطابع الأفريقي للرواية الجزائرية خاصة بعد وفاة كبار أدباء الجزائر من أمثال محمد ديب و آسيا جبار. إن الإهتمام بالمنتوج الأدبي الوطني المبني على الشخصية الجزائرية الشمال أفريقية يعد طريق إلى التصالح مع الذات و بوابة نحو الرواية الأفريقية التي يجهلها المواطن الجزائري البسيط و التعرف على كبار روائي أفريقيا من أمثال:
Chinua Achebe, و Peter Abrahams, و Ayi Kwei Armah, و Thomas Mofolo, و Camara Laye.
و آخرين يتعذر ذكرهم و دون نسيان كبار كتاب القصة القصيرة كالجنوب أفريقي Mtutuzeli المعروف بروايته القصيرة "Call Me Not a Man " و الزيمبابوي Ekwensi Cyprian.

الأدب الأفريقي غني جدا من حيث المبدعين و الإبداعات الفنية و الأدبية كونه متعدد اللغات، الديانات، الثقافات، كثير العادات و التقاليد بتشعبها، و كثير التأثر بالثقافات الأوروبية و العربية، لغات و ديانات مستعمريه سواء الأوروبيين أو العرب.. فحتى الثقافة العربية الإسلامية جزء من الأدب الأفريقي فهي غنيمة حرب كما يسمي كاتب ياسين اللغة الفرنسية و النقد الموجه لها يعود إلى الفاعلين و العاملين عليها بحيث جعلوها ثقافة و أدب شمولي يقصي كل الثقافات و الأداب من حولها. و أن يفتخر الجزائري الأفريقي بثقافته الوطنية و أفريقيته خير له و أسمى، و لا يسقط في أعراض أو متلازم المستعمر الذي الذي ينسب نفسه إلى جلاده(الغازي المحتل) ناكرا ذاته كما توسع في تسميته فرانس فانون.



#ردوان_كريم (هاشتاغ)       Redouane_Krim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلم لسان العقل
- أين هي المشكلة تحديدا؟
- نبذة عن بداية المسرح الجزائري و علاقته بالمجتمعات العربية و ...
- نبذة عن حياة نيتشه الفلسفية (الجزء الثاني)
- نبذة عن فلسفة فريديريك نيتشه (الجزء الأول)


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ردوان كريم - الجزائري الإفريقي!