أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء مهدي - ويبقى السؤال الأثير: لماذا؟














المزيد.....

ويبقى السؤال الأثير: لماذا؟


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


بشوق واهتمام كبيرين، قرأت رواية الاستاذ هاشم مطر الموسومة بـ " رائحة الوقت – رواية بسفرين " ، الصادرة عن دار العالي ببغداد.
وعلى الرغم من أن هذه الرواية قد جاءت بـ 500 من الحجم الوسط، فإنني وجدت نفسي مشدوداً لقراءتها بنهم وشغف، ووجدت أنها نقلتني بعيداً بأسلوبها المعبّر والمشوّق، لأعيش ذكريات أيام مؤلمة ومهينة، صدرت خلالها قرارات بائسة شملت برعونتها آلافاً مؤلفة من العراقيين " وأنا منهم"، وأثارت إستياءً كبيراً على الصعيد الإنساني العالمي، وأدانها الأخيار في كل مكان، لما تضمنته من ممارسات دنيئة عبرت بصدق عن واقع وخصائص ومفاهيم (صاحب البلاد) وجلاوزته ونظرتهم الدونية لطبيعة التكوين المشترك لشعب متعدد الحضارات والثقافات ، نشأ وتكون عبر آلاف السنين فحاز بكل تقدير على شهادة نوعية في طبيعة التكوين والتعايش المجتمعي والبيئي للعديد والعديد من القوميات والأصول والأديان والعقائد.
لقد كتب الأستاذ هاشم مطر روايته لتكون لوحة شاملة ومعبرة بجلاء وصفاء عن فترة مظلمة مرَّ بها العراقيون، فجاءت تلك اللوحة قاتمة وحزينة ، لوطن شاءت الأقدار أن تستولي عليه فئة تقيّأها الزمن ، فتملكت رغماً عن أنف التأريخ مقدرات أمة متعددة الأعراق، أنارت الطريق للعالم الجديد منذ أكثر من سبعة ألاف عام. لم تكتفِ تلك الفئة الضالة بتهجير ابناء الوطن بحجج واهية ، ولم تكتفِ بحملات " تصفية السجون وتنظيفها " ، ولا بمطاردة حملة الأفكار المعارضة في داخل الوطن وخارجه ، بل حولت الوطن إلى مقبرة جماعية ضمت الآلاف لسبب وبدون سبب ، وبأوامر شخصية وآنية إعتباطية خارج نطاق المحاكم والقوانين. كل ذلك كان ثمناً لنصر لم يتحقق لحرب بائسة كانت حصيلتها مجموعة أهازيج وأشعار تغنّى بها " القائد الضرورة " ، على وزن " يا محلا النصر بعون الله . . . "!.
يشعر القارئ عند قراءة الرواية وكأن كاتبها هو أحد شخوصها الفعليين ، خاصة من خلال المحادثات الجانبية بين تلك الشخوص ، حيث يتقمص طبيعة كل شخصية من شخصيات الرواية، رغم إختلافاتها من ناحية الجنس ، والتعليم ، والعمر ، والثقافة ، والإنتماء الديني ، فيتأقلم معها وينقل أفكارها على ضوء تلك الأحداث وخلال تلك الأزمنة المعقدة وغير ذلك. حتى أنه يشعر القارئ بألمه وجروحه وأنينه ، كما ان أسلوب الكاتب السلس وإنتقاله بين الأحداث وربط تلك الأحداث ببعضها البعض ببساطة، جعل القارئ يتنقل مع الاحداث وكأنه هو الآخر يعيشها. كما أن اختياره للشخصيات المتنوعة والمختلفة فيما بينها وإظهار التأثيرات الجانبية عليها نتيجة العلاقات بينها، يُظهر الكاتب وكأنه قصد إظهارها كنموذج مصغر للشعب العراقي. ناهيكم عن إتساع الرقعة الزمينة للرواية ، ورقعتها الجغرافية أيضاً حيث شملت الأحداث دول العراق وإيران وسوريا وفرنسا والدنمارك وربما دولاً أخرى، وجد العراقيون المهجرون ملاذاً لهم فيها أو عبرها ، وقد منح هذا الرواية بعداً وعمقاً يتناسبان وأهمية الحدث.
" رائحة الوقت " ، قصة المهجرين الفيليين واولئك الذي عرفوا بالـ " تبعية "، قصة كتبها هاشم مطر نيابة عنهم جميعاً. قصة نضال يفتخر بها كل من نال شرف عذاباتها ، ووصمة عار بصمها التأريخ على جباه أشباه الرجال. قصة يجب أن يقرأها الجميع خاصة الأجيال الجديدة للمهاجرين والمهجرين للتعرف على عذابات عوائلهم وممارسات الأنظمة الشوفينية الديكتاتورية ضد الأحرار والأصلاء.
إنَّ أجيالنا الجديدة يجب ان تتفهم لماذا كنا نسمع عن الفضيلة ولانراها في الوطن الأم ، في حين لانسمعها في أوطاننا الجديدة بل نراها في كل شيء من حولنا. ولماذا نسمى " عجم " في الوطن الأم ، في حين نسمى " عربه " في وطن العجم؟
وإلى حين إكتشاف حقيقة وأسباب تلك الممارسات الللاإنسانية ، سيبقى السؤال: " كيف يستطيع الأوباش سحق أجيال بكاملها كأنها ولدت لتعيش الذل" وسيبقى السؤال الأثير: لماذا؟ . . . لماذا حدث كل ذلك ، ومن المسؤول؟



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الإعلان عن تأسيس الجمعية الطبية الآشورية في أستراليا ...
- رفقاً بالقوارير - خواطر على ضوء الحملة الاعلامية لمناهضة الع ...
- دكتور . . . لم أعد أستلم مقالاتك . . . ! - في رثاء الشخصية ا ...
- الى أين ؟ ديوان جديد للشاعر العراقي خالد الحلّي
- في الذكرى الثالثة والستين لثورة 14 تموز 1958 المجيدة
- السيدة جهان جعفر علاوي ...إبداع في فن التطريز على نسيج الخيش
- في الذكرى الثامنة والخمسين لثورة 14 تموز 1958 المجيدة
- دكاكين سعدي يوسف . . . !
- -مائة روح ، مائة قصة ، مائة لوح-
- المحاسب القانوني المرحوم عزيز الحافظ ، ضحية قرارات وتصرفات غ ...
- فادي العبودي . . شاب من أصول عراقية سيكون من أصحاب الشأن في ...
- بين سلفة الزواج ودخول -القفص الذهبي- . . لماذا نصح مسؤول موظ ...
- المهرجان الثاني ل - ألوان بلاد الرافدين- يحقق نجاحاً منقطع ا ...
- رسالة إلى المفوضية العاليا المستقلة للإنتخابات في العراق
- الإنتخابات البرلمانية العراقية بين المشاركة والمقاطعة
- لماذا تسلب المفوضية (المستقلة) العليا للإنتخابات حق تصويت عر ...
- في رثاء الفقيد زيدون القصير
- رسالة إلى زينب
- متى نرتفع بالفعل إلى مستوى المسؤولية. . ؟!
- من عدنان القيسي إلى دونالد ترامب !!


المزيد.....




- -بيت يطل على العالم- من مطافئ مقر الفنانين بالدوحة
- بيونسيه: توقفت عن التركيز على ما هو شائع.. والموسيقي تكفي
- -تعا لهون- .. هل تصبح كلمة العام في اللغة الشبابية بألمانيا؟ ...
- العرض الأول للأفلام .. تردد قناة روتانا سينما الجديد Rotana ...
- ” أفلام الزمن الجميل ” تردد قناة روتانا كلاسيك 2024 استمتع و ...
- مصر.. الجمارك تكشف تفاصيل مضبوطات المخدرات بحوزة الفنان سعد ...
- وفاة الممثل الأمريكي جيمس إيرل جونز صاحب صوت -دارث فيدر- في ...
- السيد صفي الدين: الاحتلال اعتمد مسرحية اعلامية بزعمه انه رد ...
- السيد صفي الدين: المجازر هو ثقافة -إسرائيل- ودأبها
- السيد صفي الدين: المجازر هي ثقافة -إسرائيل- ودأبها


المزيد.....

- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء مهدي - ويبقى السؤال الأثير: لماذا؟