أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - وكما أنت تعال عشوائيات فكرية للتأمل














المزيد.....

وكما أنت تعال عشوائيات فكرية للتأمل


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


كتب سمير محمد ايوب
وكما أنت تعال
عشوائيات فكرية للتأمل

ما بالك تَلْهَثُ ، أيَقصِفُكَ طيرُ الأبابيل ؟! ما بالك واجمٌ ، أعَلَى رأسِكَ طَيرٌ ؟! إلى أين تَغُذ ُّالخُطى ، مُدبِراً صوبَ المَغيبِ ؟! سألته متعجبا.
قال وهو يتنهد : جمالُها يفيضُ عن المسموحِ به . كلما خالَطْتُهُ بِحواسي ، أزدادُ بها تَوَرُّطاً، إنها تُشبهُ روحي كثيرا ، بِتُّ مكتظّاً بِها.
قلتُ متعجبا: هاتِ زَهْرَك، ما المشكلة ؟!
قال بشيء من الحيرة : أقف عاجزا امامها ، بُحَّ قلبي من التوجع
قلتُ بحيرة تفوق حيرته : لِمَ ؟!
قال بتأتأة حييَّةٍ : إنها في العمر وغير العمر، تجلس على الضفاف الأخرى من الحياة، وأنا كما تعلم إلى المصب أقرب. مصيبة ان يستفيق لك هوى مثير للجدل ، وانت لا تشاطئ من تحب . تعمُّدا غيّبتها من العينين ، وفي القلب أبقيتها تقيم. رحلتُ عنها ولم ترحل مني. كل شيء حولي مُتأجج بها، يتأرجح بين شوق لها وتوجس منها.
أكملَ وانا صامت أحملق في المدى: في ليلة ولا أبرد إرتديتها، وتنزهت مُطولا مع وحدتي ، وقفت امام زوايا كثيرة من عزلتي ، اخذتها معي الى الله ، غافلت عقلي وداعبت شاشة الجوال ، حتى لسعني نداء صوتها ، أغلقت الجوال والقيت به بعيدا . في ليلتي تلك ، ثرثرتُ بها كثيرا ، حتى سكنت تفاصيلها ملامح صُبحي ، سمعتها تُمطر وَشوشةً في كل جهاتي حنينا : ارجوك لا تمر ببالي وأنا أشرب قهوتي بعيدا عنك.
كنتُ صامتا ، أتابع إياب العصافير إلى مستقرها أمامي ، حين ناولني ورقةً مطويةً بعناية ، يغشاها خليطُ الجوري والياسمين . أمسَكَتْ أطرافُ أصابعي بها ، كأنها قارورة عطر . نظرتُ إليه متسائلا دون قول . أدرك ما وَددت ألإستفسار عنه ، فقال : إنها رسالة منها ، وجدتها صباح أليوم في صندوق جريدتي على باب داري . ما أن بسطتها ، حتى إلتقى بصري بحرفها له.
أعلمُ أن ألعيب ليس فيك . ولكن ، ألا يخجل ما يُحاصركَ من حنينٍ يحتلني ؟! بحقي عليك ، توقف عن ألإنتظار يا رجل . لِمَ كلُّ هذا ألكبرياء ألعقيم ؟! لا تُجْلِس رحيلَك المُلتبس على قنطرةِ العِناد . عليك اللهفة ، لا شئ بخيرٍ بعدَك . لقد سدَدْتَ بوابات العبور وطرقَ المرور . دونك ظلامٌ من نور . يتجمد في عتمه كل شئ ، إلا الشوق والحنين والعطر.
مَروا من هنا يوما ما ، كانوا هنا صحيح ، كلُّهم سواءٌ إلا أنت ، كلُّ شئ حولي هو أنت ، أجمل النصوص أنت ، والرجال من بعدك حكاياتٌ مُمِلة ، هم بقاياك ، رحلوا ولم يهزموك . ما زالت بسماتُ عينيك وبشاشةُ وجهك غير ديموقراطية ، يهزمني إستبدادها ، وعشوائياتك تفتك بي ، ويخترق عزلتي رنين صداك.
على يديكَ تشكلتُ ، ونَبَتَ لي ريش . بك تشبثتُ ، دون أن يَقُضَّ مضجعي توقُّعٌ أو تبريرٌ أو تفسير . إعلم أنك رَجُلي في ضواحيَ القلب ، وفي لُجَجِهِ سيِّدُ الرجال ، ومَنْ عَداكَ تفاصيلٌ على مَشارفك ، بعضُهم ظِلالٌ ، وجعٌ ، خيبةٌ ، وجُلُّهُم خَيال.
إحتضنْ مشاعِرَكَ ، وكما أنت تعال ، بحجم قهقهاتِ عينيكَ تعال ، فَمِنَ الظلم أن تأتيَ بحجمِ توقعاتِ أحد . لا بأسَ إنْ تَلَفَّتتَّ حولَك ، ولكن تعال أعيشك ، ما أقربَك . تعال رتِّل معي رسائلنا كل ليلة ، مخزوني منك لم ينضب . ما زِلْتُ فوق جُدراني ، أعْتَقِلُ بريقَ ضحكاتك ، ونمنمات شفتيك ، وتململ أصابعك المجنونة.
كاذبٌ صمتي وجاحدٌ نِسياني، موجعٌ غِيابُك. أتغيبُ بعدَ إدمان!! ما أظلمك. لَمْ أتأقلَم في محطاتِ غِيابك ، لَمْ أتعود أي شئٍ . كلما غَطَّني سوءُ المِزاجِ بِعزلته ، آتيكَ لتكون أول المُدَثِّرين . أنفردُ بك كلما وَددت التحدث مع صمتي . أغمض عيني ، يتوهج بريقها بك ، يشف وأبتسم . بعد منتصف كل لَيلٍ ، يُقيم لك قلبي حفلةَ صَخبٍ وحُمْقٍ ، حتى أغفو شهيدةً في قلبك ، بِلا أسئلةٍ ، وبِلا تبريرٍ وبِلا تَوَقع.
خارجَ السِّرْبِ أنا ، وأعلم أنني داخل ألمشهد ، لستُ ألأجمل . ولكني كَبِرتُ لأجلِك . تعال إجمع في سلالي ، كل مراحل ما مضى من إيقاعات عمرك. فأنت بعد الستين لم تكبر . وأنا بعد الأربعين لم أعُد أصغر . تعال !!! ستجدني عند حواف السنين لم أبارح.
نَظرَ إليَّ باحثاً عن مُعين . أوقَفْته ، أمسكتُ بكتفه وإتجهت به إلى سيارته ، وقلت : يا بخيلَ الوصلِ ، كقطرةِ الماءِ أنت . لا تدري مُبتداكَ ولا تتوقع مُنتهاك . خُذْ مِنْ حَصاها أربَعاً ، تِلوَ أربعٍٍ ، وارجم أبالستَك وشياطينَ العمر . أنتما حالةُ عشقٍ خاصة ، لا يفهمها إلا مجنون . إمض دون أن يثقل كاهلَك عبءُ الناس وعَدَّادُ السنين . ألحب ملعبك ومرتعك . قَيْسُكَ شابٌّ . ما زال شاباً كَلَيْلاكَ . إهدم بجرأة ذاك الجدار الوهمي ، ألذي يُلبِسَكَ قالبَ الكمالِ المُزَيَّفِ ، وبَدِّل مخاوفَك بأملٍ قادمٍ من عينيها ، ولْيَتَوقَّفَ بعدها الزمن.
وحَقِّ لَياليهِ العَشْر لو أن المُشتاقَ يُؤجَر ، لكنتما أكثر خلق الله أجرا . فالحب العاري من أنفاس الشوق ، طَحابيشٌ كفيفةٌ، تمشي بِلا عصاً موسى يا صديقي!!!
الاردن – 26/2/2023



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة نقدية للموروث البشري في التدين
- الاسرة في عالم متغير أحافير في الحب
- فجوات الذاكرة أحافير في الحب
- إنها ذكرى، نُحييها ونَبكيها إضاءة على مشهدٍ في فلسطين المُتج ...
- ميلاد مجيد سعيد
- العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟! إضاءة على المشهد ...
- حتى الأماكن، تحنُّ وتَئِنُّ !!! أحافير في الحب
- نعم لفلسطيننا أنشد، وللتاريخ أشهد ...
- في ظِلالِ النَّص احافير في الحب
- الرحيل المُتَسَلِّلْ أحافير الحب
- شئ عن الرحيل احافير في الحب
- شئٌ لم يَنتهِ، وشئٌ لم يبدأ بعد! أحافير في الحب
- الحج البايدوني في الشرق ؟ إضاءة على مشهد عربي
- من حكاوى الرحيل إتْرُكْها لِلْصُدَفْ
- روسيا ترسم خرائط جديدة لعالم، متحرر من التبعية الامريكية
- يا ابا الهول ، حاورني عشوائيات في الحب
- والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبن ...
- لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا ...
- أدْنُ مِنِّي في حوار معها
- - السلف الصالح - و- نحن - وبعد، مقاربة نقدية للموروث البشري ...


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - وكما أنت تعال عشوائيات فكرية للتأمل