عصمان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 12:31
المحور:
الادب والفن
هاملت وحديثه الى قلوب الجميع ومخاوفه،مابين الظلال والاقفال والاغلال التي لاترحم،دراما حديثة ومتوازية ونقاط تحول الكلاسيكية ،عمل مسرحي مشترك مابين المسرح الملكي دراماتن في ستوكهولم ومسرح غالياسن. محاولة جديدة للخلاص من النمودج الكلاسيكي لشخصية هاملت،واشتهرت فرقة مسرح غاليانس بعد مسرحية كافكا ومسرحية بري شاغنا وعروض في المسرح الحميمي في ستوكهولم .بدأت موهبة جسنر أوهلين بتحويل مسرحيات أوغست سترندبري ومسرحيات شيلر وفق معالجات وتغييرات جديدة وتحويلها الى نصوص معاصرة، ومحاولة الخروج من نسختها الكلاسيكية منذ سنة ٢٠١٥والتعاون المشترك مابين المسرح الملكي وفرقة غاليانس.مسرحية هاملت خلال ساعة ونصف والامير هاملت نائم على كرسي متحرك وبجانبه طفلة ترتدي ملابس الارانب، تمثل الرسول في المناطق النائية مابين الحلم والحقيقة وكتابة الحقائق والمدونات على جدران القبو وأرضيته المشبكة ،والمكان يوحي لمسرح الغرفة وربما الحركة فيه حرة ومقيدة مابين الخيال والموت وكل الاحداث تدور في قذارة الدولة الدانماركية،وتحويل هذا النص الكلاسيكي الى نفس معاصروبنكهة وجمالية واضحة للعصر،تفسير جديد لشخصية هاملت والذي يمثله هانز ميدال على مسرح غاليانس في ستوكهولم ،كل الاشياء تحولت على شكل كتيب صغير يعكس مابين الصدمة والدقة في توضيح الامور وقيم الحق،وظهور الشعبوية اليمينية والتطرف ،وهي تحترق كما تحترق النفايات في العالم،وتقلص عناصر المقاومة والاستسلام للواقع المريب،ويبقى الاداء لايعطي الحلول البسيطة،وصياغة شخصية كلوديوس وهي مستبدة نفسيآ، ذات طابع غير حقيقي مثيرة للإعجاب على خلاف شخصية هاملت الغاضبة والمشكوك فيها،من خلال حركة هاملت وصراخه،أما شخصية الام الباردة والتي لاتتكلم وأظهرها المخرج بشعة الوجه والشكل وادت الدور الممثلة مونيكا ستينك تمثل شخصية غيرتروديس وهي تميل الى الاكتئاب والقمع من خلال زوجها السابق،ربما يكون المسرح السياسي أنضج عندما يكون مفتوح وغامض ويستحق الاستفسار ومحاولة بناء درامارتورج النص الاصلي لهاملت الدانماركي وتأريخ المسرح،وخلق حالة الشكوك واللعب بالنص وخلق مفهوم جديد مابين الحقيقة والايديولوجية وكذلك التحولات وتحديثها باستمرار،وتغيير العديد من النصوص القدمة،ومحاولة الخروج من الطابق السفلي الى مكان هادئ نشعر فيه بالدفئ، أقصد مكان غير مكان كلوديوس ونحن محاصرين ومحكومين بشكل مخيف ومرعب في عصرنا هذا والتشبيه بعالم محطم نفسيآ ونظام عالمي فوضوي ومحطم،واختفاء الاخلاق والقيم الانسانية ،فشخصية هاملت وهو يصرخ على كرسي متحرك يذكرني بشخصيات صموئيل بيكيت في مسرحياته واشخاص تتكلم بعصبية وهيجان حول هاملت المقعد وطفلة تدون الاحداث بملابس الارانب، وهاملت يصرخ كلما يدخل عمه قاتل والده وهو يشبه الملك أوبو وهو يمثل جيل الشرالاستراتيجي وامه تمثل مصدر الشر،إستطاع المخرج جينز أوهلين خلق حلقة الاقواس في كلاسيكية النص وكتابة النص ومعالجته بطريقة حديثة ويبقى الامير هاملت العاجز.
#عصمان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟