أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - الكاشو وتجربتي الخاصة..














المزيد.....

الكاشو وتجربتي الخاصة..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 02:50
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كلمة "كاشّو" بالفرنسية (CACHOT) ليست غريبة عن مسامع المغاربة. فكل من زُجّ به يوما بالسجن، يعرف معنى الكاشو، ودون حتى أن تطأ قدماه أرضيته المرعبة. وحتى من لم يُكتب له دخول السجن (الفرقة الناجية)، لا يجهل معنى كاشو؛ لأن جل العائلات قد اكتوت بنار الاعتقال من خلال أحد أفرادها. وقد سار في مجال النكتة السوداء تشبيه السكن غير اللائق أو حتى ما يسمى بالسكن "الاقتصادي" بالكاشو، لدرجة أنه بات (ببعض المبالغة الطريفة) من لا يعرف معنى الكاشو ليس مغربيا..
كلمة الكاشو تُطلق على زنزانة انفرادية أو مجموعة من الزنازين الانفرادية بمواصفات خاصة، لا تختلف كثيرا عن باقي زنازين السجن. أهم ما يميزها عزلتها عن باقي مرافق السجن (توجد بطوابق أرضية ببعض السجون) وضيقها وعتمتها، حيث الإنارة بها ليلا ونهارا بغاية مراقبة المعتقل وإزعاجه والتأثير السلبي على نفسيته؛ ولا يتمتع المعتقل الذي يقضي عقوبة الكاشو باسم "القانون" أو بدعوى خرقه "القانون" بما يكفي من الغطاء (وأي غطاء!!) واللباس (أحينا لباس خاص، لباس مشوه) والطعام (أي طعام!!)، وحتى الماء لا يستفيد منه المعتقل إلا بمقدار وفي أوقات مزاجية. أما "الفسحة" (الخروج المحسوب الى ساحة/باحة السجن وملامسة أشعة الشمس) فيُحرم منها طيلة فترة العقوبة. وفتحة المرحاض مفتوحة دائما لتترك المجال لعبث الروائح الكريهة والزيارات المفاجئة وغير المرغوب فيها للحشرات ("سراق الزيت"، خاصة) و"الطُّوبّا" (LES RATS). قد تختلف هذه الشروط اللاإنسانية من سجن إلى آخر ومن سجان إلى آخر ومن كون المعني بالعقوبة معتقلا سياسيا أم معتقل "الحق العام" كما تختلف مدتها من حالة الى أخرى، إلا أن الكاشو يبقى عقوبة مُذِلّة تستهدف كرامة المعتقل وكبرياءه، وتهدف الى تركيعه وكسر، بل قتل روح المقاومة لديه. وكثيرا ما غادر بعض المعتقلين الكاشو تاركين عقولهم وراءهم، أي جسدا بدون عقل (فاقدون لصوابهم أو ما يعرف ب"الجنون"). لأن أغلب المعتقلين المُعرّضين لعقوبة الكاشو هم الرافضون، ولو تمردا، للخضوع التام ولشراسة السجان ونزوات الأوصياء على العنابر، بما في ذلك الجنسية، ولوضعية الاعتقال السيئة عموما. علما أن المعتقلين الذين يمارسون أساليب السجان القهرية بغاية فرض أنفسهم على باقي المعتقلين وتدجينهم والاستفادة لأنفسهم ولأسيادهم يُدَعّمون من طرف بعض الحراس أو إدارة السجن أو بعض الوسطاء من خارج السجن (عائلات أو سماسرة...)، أي عندما يؤدي السجين دور/وظيفة السجان..
شخصيا، عشت تجربة الكاشو مرتين بسجن اسفي (مول البركي) سنتي 1984 و1985 ومرة واحدة بسجن مراكش (بولمهارز) سنة 1985. المرة الأولى، عندما تم تنقيلنا من مراكش (المحكومون بسبع سنوات الى خمسة عشر سنة) وفي صباح باكر ونحن مضربين عن الطعام في يوليوز 1984 الى سجن "مول البركي" باسفي. كانت تجربة قاسية، حيث تعرضت عاريا بعد تمزيق ملابسي لحصة تعذيب غنية بالسب والشتم واللكم ولسعات السوط ونُعِتْت حينها من طرف سجانين حاقدين ب"الشمبانزي" (CHIMPANZEE). وقضيت بالكاشو فترة صعبة (الجوع والعطش وملابس السجن الخشنة و"الضَّسْ"، أي الأرض العارية...) قبل تنقيلي الاضطراري الى مستشفى محمد الخامس باسفي رفقة باقي رفاقي المضربين.
وبالنسبة للمرة الثانية سنة 1985، ودائما بسجن "مول البركي"، وبعد استشهاد الرفيقين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري، أُدخلنا الكاشو صباحا و"باحترام"، وأُخرجنا منه مساء "ودائما باحترام" بدعوى تنقيلنا عبر سجن الصويرة الى مراكش لاجتياز الامتحانات (كنت قبل الاعتقال طالبا أستاذا بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش، السنة الثالثة، شعبة العلوم الرياضية والفيزياء، وسجلوني وفق رغبتهم/توجيههم، وباسم المعادلة، بالسنة الثالثة شعبة الرياضيات –M3- بكلية العلوم بمراكش).
أما المرة الثالثة، فكانت سنة 1985 بسجن "بولمهارز" (مراكش)، وكنت رفقة المناضلين نور الدين جوهاري ومحمد خشال بنفس الزنزانة؛ وذلك لأن عدد زنازين الكاشو محدودا (كنا سبعة مضربين عن الطعام، جوهاري نورالدين ومحمد خشال وكمال سقيتي SKITI وأحمد جمال البوزياني والحسين باري والطاهر الدريدي وحسن أحراث). ولأن معركتنا تجاوز إشعاعها حدود المغرب، فدعوتنا الى ولوج زنازين الكاشو كانت بسلاسة و"احترام" وباسم تطبيق "القانون" لا غير..
بعد ذلك تم تنقيلنا على دفعتين، (الدريدي وجوهاري وسقيتي) ثم (البوزياني وباري وأحراث)، الى الجناح رقم 17 (قسم الإنعاش الجراحي) بالمركز الاستشفائي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، هذا الأخير الذي قضينا ب"زنازينه" حوالي ست سنوات، أي حتى 16 غشت سنة 1991 بالنسبة للرفيق جوهاري وأحراث...
مرحبا بأي سؤال حول ما قد يبدو "اضطرابا" بالنسبة للمعطيات...
وللبوح المر بقية...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقل السياسي باسيدي: بيان إلى الرأي العام
- تحية شموخ إلى عائلة رفيقنا المعتقل السياسي عزالدين باسيدي
- جلسة رفاقية تنتصر للذاكرة..
- الفقيد لقدور الحبيب: عذرا رفيقي، نزورك -غائبا-..
- النضال النقابي يمشي على رأسه..!!
- أكذوبة المشروع الشخصي للمتعلم/ة وفضيحة وزارة العدل..
- رحيل الرفيق لقدور الحبيب بعد معاناة مريرة مع العزلة والمرض..
- عشق الممنوعات (صديقنا الملك)..
- التطبيع الصامت أو المسكوت عنه..
- الوفاء للشهيدة سعيدة المنبهي..
- الغباء السياسي أم التواطؤ..؟
- لنشارك في الأشكال الاحتجاجية..
- تخرس أقلامنا أمام اعتصار قلب الأم..
- رسالة سياسية مفتوحة إلى قيادة حزب النهج الديمقراطي العمالي..
- سؤال نقابي مغلوط..
- الشمس لا -تخون- البرازيل..
- الجمعية تتهم المنظمة
- ماذا بعد كل هذا العبث؟!
- الحكومة تفضح قيادات المركزيات النقابية..
- في ذكرى الشهيد رحال جبيهة (13 أكتوبر 1979)..


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - الكاشو وتجربتي الخاصة..