أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟














المزيد.....

بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 00:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطائفية ُعلّة ترافق غير الأسوياء وصانعي النزاعات ومبتكري العداوات والضغائن لخلق البلبلة وشقّ صفّ المواطنة من اجل الترسيخ لحروب أهلية بين ابناء الوطن الواحد وجعلهم متنافرين ومتكارهين لبعضهم البعض مما يخلق تمايزا عرقيا ودينيا ومذهبيا تؤدي الى سفك الدماء البريئة ؛ وكل من يعتنق الطائفية ويشيعها سواء رجال سياسة ام دين ام زعماء كتل يتحملون أوزار تلك النزاعات .
ولنا أن نتساءل : كيف للمرء ان يدعي ارتقاءه على "الطائفية" وهو لا يكل ولا يمل عن توصيف الاخر بها !؟ انه مايسمى بالمنطق"اجتماع الاضداد"oxymoron"
اعتقد ان افضل الطرق لمحاربة الطائفية هو رفضها سلوكيا والعزوف عن استخدامها كأتهام او توصيف للاخرين.
فالطائفية كما نراها هي منطق اختزالي اتهامي لكنه قيمة تافهة تهيمن وتتفشى شأنها شأن الهواء المنضب الفاسد الفاعل والمؤثر في ظواهره على انه ديني المنشأ ولكن في بواطنه سياسي اقتصادي يقوم على لعنة الاتهام ، فاتهام طائفة لأخرى ارتكازا على ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة وحجبها زورا عن الطائفة الأخرى .
فهذا الوحش الضاري المفترس القاتل المخرب لبنى الوطن يتغذى بالتشرنق وبالوعورة الدينية حيث العقلية الباحثة زورا عن انه تمايز يُنتزع زورا وبهتانا على حساب إحقاق الحق وفرض الهيمنة والوصاية وانه الاصلح والاعدل بينما الطرف الاخر مضل وعدواني وبعيد عن الصراط المستقيم ويجب محاربته وحتى فناءه اذا اقتضى الامر .
الطائفية هذه اللعنة المركبة غالبا ما يُهندس لها في المعامل الخارجية فتُخلق عبر آليات لعقليات اقتصادية وسياسية غارقة بالأدلجة المغرضة التي تروم السيطرة على الوطن وثرواته وكل مافيه من قبل فئة صالحة حصرا كما يدّعون .
فكرة الطائفية المنعوتة بالهمجية والمذمومة المقيتة المعتدية المضادة للإنسانية والإنسان لا يمكن إثارتها في البلد القوي القادر المتوازن القادر على تطوير استراتيجياته الإقتصادية والسياسية والثقافية والقادر على الدفاع عن الصالح العام وتقديمه على الصالح الخاص ؛ وبمعنى آخر أي لا وجود للطائفية مع إحقاق الحق وفرض العدالة حيث لا يوجد ظالم ومظلوم ومهيمن ميسور ولا مظلوم فقير غاضب أي لا يمكن للطائفية أن تتغذى وتنمو إلا في البلدان الفاقدة للرؤى التصالحية القاصرة على تطوير استراتيجياتها بما يتوافق مع مصالح كافة الأطياف وإقامة التوازن في توزيع الثروات هذا يعني بأنه لا يمكن محوها ما لم يتم السعي حثيثا وجادا بإزالة الأسباب المؤدية إليها .
إنها توجيه للإرادة الإنسانية باتجاه مغاير للحضارة والتقدم والازدهار لأنها العدو الذي يقسم كي يسود ولأنها الطاعن بأخلاقيات العدل الإنساني .
إذاً ما هي أهم الأسباب الرادعة والزاجرة لها ؟؟ بل ما هي السبل القادرة على إطفاء جذوتها
وهنا تتعدد وجهات النظر بحيث يبقى السؤال هل يمكن تفعيل الإرادة السياسية لطاقاتها القصوى من اجل سنّ قوانين المحاسبة لكل من يتخذها ديدنا وصك الدساتير القادرة على وضع الحد الفاصل لسياسات التخوين ، وهل يمكن أختيار لجان على مستوى دولي من أناس عرفوا بالنزاهة والإنسانية للقضاء على هذا الشر المطلق حيث لا يجوز احتكار الوطنية لفئة دون أخرى فالوطن ليس من حق طائفة ولا طيف دون آخر بتاتاً .
إذاً فالطائفية تنمو في خرائب الظلم واللاعدالة .
الطائفي هو الذي يفقد عقله ويرهن إرادته لتاج رأسه ، وهو الذي يتبع أحزابًا طائفية، ويتواطأ مع جرائمهم ومذابحهم وعمالتهم . وكل طائفي هو عميل دون أن يدري .
الطائفية مثل ظاهرة الزنا تماما فالكل ينتقدها علنا لكن الكثير يمارسونها خفيةً .. هكذا أراها وأقولها بلا استحياء .

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع فهد سليمان نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول الحرب الاسرائيلية على غزة، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نمْ مبكرا هانئا بلا لوحٍ إلكتروني أو كتاب
- هل مازلتَ تدخّن ؟؟
- ابنة أوروك
- النوم في البحبوحة
- لايزال الكتاب نديمي ولا يغادرني
- وباء الألواح الإلكترونية والأجهزة النقّالة
- حتامَ نحفر في الماضي لنطمر وندفن الحاضرَ والمستقبل
- مُدرجات وسلالم تؤنسك بموسيقاها
- حين يكون العقلُ مبدعا وثريّا والضمير نقيّا
- التعلّمُ في الكِــبَر
- ما بناهُ المسلمون يخربهُ المتأسلمون
- كيف تجعلون أطفالكم أذكياء راجحي العقول
- انتشار الحركات الإسلاموية
- مغزى العطاء والبذل للآخرين المعوزين
- رفقاً بالمتقاعدين العراقيين
- عن الجهل المقدَّس والجهل المؤسَس
- نصائح ماسيّة - نعمة الكتمان -
- عندما نصل الى عتبة الشيخوخة
- ومن تقنية السوشيال ميديا ما فككتْ الأسرة
- نشيخ وترقى عقولنا


المزيد.....




- مصر.. دار الإفتاء تصدر فتوى ضد الممتنعين عن التصويت في الانت ...
- الحرب على الفلسطينيين والصراع على روح الإسلام في الشرق الأوس ...
- الهند: المحكمة العليا تصادق على إلغاء الحكم الذاتي لكشمير ذا ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
- الجزيرة ترصد دمار المسجد العمري الكبير في غزة
- ضبط تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد لمشاهدة فيديوهات عصومي ...
- خلي طفلك يردد الأغاني ويفرح .. ضبط تردد قناة طيور الجنة على ...
- الآلاف بمن فيهم حاخامات يهود يتظاهرون في اسطنبول ضد الحرب عل ...
- -المزاج العام في القاهرة سيئ للغاية - بسبب غزة.. الجالية الي ...
- مكتب نتنياهو: الأمن القبرصي و-الموساد- يحبطون مخططا إيرانيا ...


المزيد.....

- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة
- ظاهرة الهوس الديني في مصر - مقال تحليلي / عادل العمري
- فرويد والدين / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟