أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - أكره الله














المزيد.....

أكره الله


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 13:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله هو ذلك الجمال الوجودي المغروس في قلب الإنسان.
ابدع رجال الدين في نقل صورة سوداوية عن الله المتانسن و لا اقصد الله الحقيقي الخالق المطلق .هنا لابد من ان نشير الى جنبة مهمة في الحديث قبل أن نشرع في الطرح , لان الجبلة البشرية تعتمد على تمثيل او تجسيد المجهول من اجل الاطمئنان , لذلك ذهب الإنسان الى تجسيد الله في صوره يستطيع من خلالها فهم ماهية وتكوين الخالق . لذلك نقول هناك اله يتسم بالصفة البشرية الذي يتخذ الطابع الإنساني وهذا ما اوجده الفكر الديني و كما اسلفت سابقا ان السبب يعود الى محدودية العقل البشري في استيعاب الشكل و التكوين للإله المطلق ,الذي في اعتبار عام هو الحق الأوحد الخارج و البعيد عن الخزعبلات البشرية البائسة .لقد استطاع المنتظم و الفاعل الديني ان يخلق صورة نمطية مرعبة عن خالق الوجود حيث تحول من كم الرحمة الى كتله مرعبة محملة بالحقد و الكراهية ! رب سادي يمتاز في بعض المميزات الغير منطقية يعذب ويحرق في النار بصورة وطريقة هيستيرية لا يمكن اين يستوعبها العقل البشري. كل ذلك لمجرد بعض التصرفات البسيطة التي تعد من السجية البشرية كسماع الموسيقى والطرب او الذهاب الى تناول بعض الأطعمة التي تعتبر محرمة في النص الكتابي .نعم انا اتفق و لا ارفض بعض الاخلاقيات التي وضعت في منع عدد من الممارسة منها القتل والزنا و السرقة الخ هذه اخلاقيات عامة يعاقب عليها القانون الوضعي قبل التشريع السماوي لكن ما اشير اليه هو بعض الجزئيات الغير مبررة منها عقوبة تارك الصلاة أو المتكاسل فيها حيث الخلود في النار او المرأة التي تخرج من بيتها بغير إذن زوجها لقضاء حاجة ربما على بعد أمتار من باب المنزل تلعنها الملائكة و الاحياء المجهرية و النباتات و لن ترد على جنة أي أنها لاتدخل الجنة بالمطلق ! لا اعلم هذا الرب الغريب الذي يضع ويصنع القوانين بخلاف السجية البشرية رب اوجد الغرائز في الإنسان ويحاسبه على استخدامها. حتى فكرة الحساب الشديد في مستوى الزمن حيث من غير المنطق تتكرر الصورة العبثية في الحساب البشري عند الموت في الديانات التشريعية اجمعها و التي تجعلك تقف بين يدي الرب ساعات او أيام طويلة تصغي وتسمع حينها الى بعض اعمالك في اليوم الفلاني عند الساعة كذا ودقيقة كذا و4 ثواني انت شاهدة امرأة جميلة فتحرك لها قلبك. هذا اثم كبير ولم تستطع مقاومة مشاعرك لذا إنك من العاصين. وغيرها من مشاهد يوم الحساب والصورة المرعبة عن يوم القيامة والنار التي أعدها بشكل متكرر إلى أكثر من الف سنة حتى اسودت وقبلها اصفرت واحمرت .كل هذا العذاب من اجل أخطاء ارتكبها الانسان ! لا اعلم هل يعقل هذا ؟!!.
هذه السادية لا يملكها خالق أطلق على نفسه صفة الرحمن الرحيم! في القرآن رددها 114 مرة معرف عن نفسه بسم الله ! من هو الله, الرحمن الرحيم انتهى الأمر .من يمتلك الرحمة والحكمة لا يتجسد فيه صفات الجنون و المرض السادي . ان وصف الله في الديانات وعقابه البشري يأخذني الى همجية صدام و هتلر وستالين وبربرية هولاكو.
بربكم من يخلق هذا الكون العظيم المتناهي في الدقة والموسم في ابها آيات الجمال صاحب كل هذا الابداع خالق الانسان ! وهذا بحد ذاته اعظم واكبر صور الجمال وادق علامات الإتقان في الاعجاز لم يخطئ في مقدار عشر الذرة. هكذا مقدار من الحكمة وهكذا عظمة يمكن ان ينزل الى مستوى الهمجية البشرية ويتحول الى مجرم سادي يعذب الناس لأنهم لن يقفوا على بعض من قوانينه او خالفوا بعض نصوصه. فلو سألنا انفسنا لدقيقة واحدة هل الله يهتم لنا؟ هل نحن محور حركته ووجوده؟ هل حقا خلق الوجود من أجل الإنسان ؟ في الحقيقة نحن خلق كباقي وسائر الخلق له نظامه وتعاليمه وله قوانينه في الوجود. لا ينقص بقاء الإنسان على قيد الحياة من وجود الله شيء و لا يضيف له عدمنا شيء .لا اعلم لماذا يحاول الفكر الديني ان يرسم لنا صورة واحدة بأن الله موجود من اجلنا ؟ و أن الله خلق كل الاكوان بسبب خلق الانسان و لولا وجود الانسان لم يكن لوجود الله شيء. ماذا لو لم يخلق الله الانسان؟ هل سيخلق المجرات والاكوان و الحشرات و الحيوانات او انه سيذهب الى حالة التوحد في ملكوته ويكتفي بالملائكة تمجد وتسبح له؟ وهل الله يحتاج الملائكة ليخلقهم؟
اليوم بسبب الصوت الديني المتزمت والصورة المرعبة التي ينقلها رجال الدين عن الله جعل اغلب الناس تهرب الى عدم الايمان وعدم الاقتناع والذهاب نحو الالحاد. بدل ان يجعلوا من الله باب للاطمئنان تحول الى باب من أبواب الرعب! لذلك تجد اغلب الناس تهرول خوف من الله مغادرين الايمان به وهذا ما يحدث وحدث في اوربة حيث الناس تغادر عن الإيمان والاعتقاد في الله أكثر مما هو الحال في شعوبنا البائسة وان أصبح مذهب الالحاد سائد ويملك شعبية لكن لن تصل الى مستوى اوربة.
مع الأسف ان نقتل الجمال والامل والأمان في داخلنا. الله أجمل صورة المحبة و الوئام و التسامح. الله مصدر النور والهدوء في قلوبنا. من يضع الله في قلبه لا يخاف شيء و لا يخشى من المجهول .نعم أنا لا أقول في عمل المعاصي او ارتكاب الجرائم ونطلب الرحمة من الله .لا هذا الامر وجب عليه العقاب السارق و القاتل و المعتدي هذه الأفعال وجب عليها العقاب . لكن انا اتحدث عن طبيعة العلاقة العبادية بين الانسان والرب لا طبيعة الاجرام. ما يرفضه القانون الوضعي يرفضه القانون السماوي .


قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ.
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا.

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل السياسي بين الرقص و التطبيل
- هستيريا الديمقراطية التوافقية
- تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي
- تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
- الله,انا ,الوهم,و الوجود
- الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
- ثرثرة سياسية
- غباء شعب
- مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
- كيف تصنع صنم مقدس
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
- فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
- خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية
- حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
- خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي
- الدين والمذهب والمعتقد... القذف والشتم واللعن ! حتى اباحة ال ...


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: العدوان الاسرائيلي اعتداء صريح على الشعب ال ...
- الجهاد الاسلامي: توسيع -إسرائيل- احتلالها للأراضي السورية يث ...
- ما رسائل الشرع من زيارته الجامع الأموي وكيف تغيرت شخصيته؟
- الجولاني من داخل المسجد الأموي في دمشق: الأسد ترك سوريا مزرع ...
- رئيس أكبر فصيل معارض بسوريا: سقوط بشار الأسد انتصار للأمة ال ...
- محبوبة الملايين.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على عرب ونايل ...
- -هذا النصر تاريخ جديد للمنطقة-.. شاهد كلمة الجولاني من الجام ...
- من الجامع الأموي.. الجولاني يوجه كلمة عن -النصر- (فيديو)
- مآذنه صدحت بسقوط بشّار الأسد.. ماذا نعرف عن تاريخ الجامع الأ ...
- -حي الله بالشيخ-.. شاهد ترحيب السوريين بالجولاني عند الجامع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - أكره الله