أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للطفولة يومها وللقتلة أيامهم















المزيد.....

للطفولة يومها وللقتلة أيامهم


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 505 - 2003 / 6 / 1 - 06:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يعتبر الأول من حزيران يونيو عيدا دوليا رسميا،ويوما عالميا لكل أطفال العالم بغض النظر عن عرقهم وجنسهم وديانتهم ومكان أقامتهم.وبهذه المناسبة يحتفل الأطفال ومعهم العالم المتحضر والبشر الذين هم من طين آدم وحواء بهذا اليوم الذي يأتي مرة واحدة كل سنة. يحاولوا قدر المستطاع تكريم الأطفال والترويح عنهم وتخفيف همومهم ومعاناتهم. وهذا بحد ذاته عمل جميل ورفيع وبادرة خير من إنسان و لكل طفل يحتاج لمساعدة الذين هم أكبر منه سنا.

قد لا يكون يوم الطفل هذه السنة يوما سعيدا لكل أطفال العالم،فهو سعيد في البلاد التي لا تعرف الحروب والنزاعات والتنكيل والذبح والاحتلال والبشاعة وبساطير الجنود وبول المجندات وعهر العسكر وقسوة السجن والسجان والمعتقل وزنازين الاعتقال، وذل السياسة العنصرية التي تتحكم بشعب كامل وبوطن متكامل أصبح بفعل القهر والسلب والنهب والسياسة الدولية الغير متوازنة،يخضع لحكم الاحتلال. أما هذا الأخير فقد استمد شرعيته من قرارات دولية لم تراع الحقيقة ولم تلتفت لها أبدا،بل كانت تحاول تضميد ومعالجة جرح الذين احتلوا فلسطين بعدما كانوا أكتوا بنار الحقد والموت والفاشية الأوروبية. ولأجل دمل تلك الجراح فتحوا جرح فلسطين الكبير،هذا الذي لازال مستمرا ونازفا منذ تم فتحه بقرار تقسيم فلسطين الذي اعتمد على خلفية وعد بلفور وخزعبلات الحركة الصهيونية،والترويع والجرائم التي تعرض لها اليهود على يد النازية في الحرب العالمية الثانية. وقامت إسرائيل بعدما تم تغييب فلسطين بشعبها وناسها وتاريخها،لكن المشروع فشل لأن شعب فلسطين لازال يكافح بعناد وصبر وأيمان حتى يومنا هذا.

نقول أنه من العصب علينا تحديد الأرقام التي تحصي عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلهم وغيبهم الاحتلال الإسرائيلي عن الحياة.هذا فيما يخص الرقم منذ تغييب فلسطين في نكبة 1948 ونكسة 1967 ومن ثم إقامة إسرائيل "الميديوم" أي لا الصغرى ولا الكبرى، على دمار بلادنا وخرابها الذي أحدثته الغزوة الصهيونية التنظيفية الأجتثاتية الأستئصالية الاستعمارية.

بسبب إسرائيل والذين تسببوا في تغييب فلسطين عانى ملايين الأطفال الفلسطينيين ومعهم الأطفال العرب الآخرين من عدم الأمان والفقر والحرمان والتشرد والجوع واللجوء والغربة والعوز والرعب. لم تكن حياتهم حياة عادية ولا نموهم نموا طبيعيا، فكل طفل فلسطيني أو عربي من الدول المجاورة لفلسطين(مصر،الأردن،سوريا ،لبنان وحتى العراق!) عانى من الاحتلال أو الغزو الإسرائيلي والعدوان الذي مارسته أحيانا في بعضها وتمارسه تلك الدولة العبرية يوميا ضدهم في فلسطين المستباحة.

يكفي هنا أن نعطي مثالا على بشاعة الاحتلال وشناعة القيادة السياسية الإسرائيلية التي تعطي أوامرها للجنود القتلة والإرهابيين، بحيث يقوم هؤلاء بقتل الأطفال الفلسطينيين وأحيانا بلا رحمة وبأساليب فاشية ونازية ورثها بعضهم عن مجرمي حرب استقلالهم ونكبتنا.ولكي يعرف القارئ مدى الظلم والضيم الذي يلحق بالفلسطينيين وبأطفالهم فقد تم ومنذ بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية،انتفاضة الأقصى والاستقلال وحتى يوم 27-05-2003 قتل 452 طفلا فلسطينيا بالإضافة ل 320 طفلا معتقلا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية. وقد ضربت إسرائيل عرض الحائط بكل الشرائع والقوانين والاتفاقيات الدولية وبالأخص تلك التي تخص الأطفال وحقوقهم الدولية التي تحميها اتفاقية حقوق الطفل الدولية التي دخلت حيز التنفيذ منذ 1990.هنا نحن نتحدث عن تجاوزات إسرائيلية ليست بفعل عامل الخطأ أو بسبب غلطة عابرة. لأن الموت الذي يحصد أطفال فلسطين سببه الجنود الذين يقتلونهم عن قصد مسبق وسبق إصرار ونية مبيتة للقتل،فهم يقوموا بجرائمه بلا خوف من حساب،خاصة إذا ما تذكرنا أن قياداتهم نفسها متهمة بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية،كما حال شارون وغيره. وهذا لا ينطبق على الجنود وحدهم بل على القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية أيضا،لأنها هي التي تعطي الأوامر بقتل النشطاء الفلسطينيين وتصفيتهم حتى لو كلف ذلك حياة مائة طفل فلسطيني. وعندما يكون الأمر معكوسا ويقتل الأطفال من الإسرائيليين في عمليات فلسطينية،هؤلاء أنفسهم يقيموا الدنيا على الفلسطينيين ويقيمها معهم كذلك الأمريكان وباقي جوقة الجبن العالمي من المطبلين والمزمرين لأمن إسرائيل وسلامة شعبها وأرضها. وكأن الإسرائيلي من زيت والفلسطيني من زفت.هؤلاء لا يقولوا أي شيء عن المدنيين وبالأخص الأطفال الفلسطينيين الذين يقتلون يوميا وأعدادهم تزايدت من خلال تزايد القصف العشوائي الإسرائيلي الذي يستهدف الأحياء السكنية والمناطق المدنية،بحسب الحركة العالمية للدفاع عن الطفل.كذلك قالت الحركة المذكورة أن هناك زيادة حادة في أعداد الأطفال الذين قضوا اغتيالا نتيجة سياسة الاغتيالات الخارجة عن القانون التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي،فقد بلغ عدد الأطفال الشهداء نتيجة تلك السياسة 34 طفلا، بالإضافة ل 12 طفلا عام 2002.

أن للطفولة يومها وهو الفاتح من يونيو حزيران من كل عام،لكن للقتلة ولعديمي الضمائر أيامهم طوال السنة حيث ينكلون بالطفولة ويقتلون البراءة ويعممون الحقد والعنصرية والضغينة وينشرون الرعب والهلع في صفوف الأطفال ليس في فلسطين وحدها لكن أيضا في الدول الأخرى. فهل يستطيع الإنسان أن ينسى كم من أطفال العراق قتل بفعل الديكتاتورية والحروب والحصار والغزو والاحتلال؟ لا أحد بأمكانه تجاهل تلك الجرائم الهائلة والمخيفة التي تعرض لها أطفال العراق،بفعل الطغاة في الداخل والغزاة في الخارج. ومن النظام السابق ومن أمريكا وبريطانيا والمجتمع الدولي الذي جوعهم وعراهم وحرمهم من الغذاء والدواء وسمم هواءهم وماءهم وحياتهم لأجل خاطر أمريكا. كذلك بفعل اليورانيوم الأمريكي مع الكيماوي والبيولوجي والنووي الخارجي والمحلي والله اعلم ماذا بعد،كل هذا وذاك خير شاهد على قسوة الطغاة أشباه البشر.

 في يومكم أيها الأطفال أسعدوا وافرحوا وغنوا وارقصوا وعيدوا والعبوا وامرحوا وكونوا كيفما كنتم لأنكم زهر الحياة وعبقها أما أعداء طفولتكم فليذهبوا إلى الجحيم.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة
- النرويج ليست أمريكا أو إسرائيل
- الرياضة والسياسة والعرب والإسرائيليين
- العربي نضال حمد فلسطيني عراقي
- عين الحلوة بين تزمت الإسلاميين وعنجهية الفتحاويين
- الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة
- الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم
- عجائب وغرائب لكنها حقائق إسرائيلية
- زيارة باول المشروخة
- دولهم ودولنا..
- يوم النكبة الفلسطينية


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للطفولة يومها وللقتلة أيامهم