تشكيك مفتعل بإعمار واستثمار المطار

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7520 - 2023 / 2 / 12 - 11:58
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

المطارات في العراق كثيرة، وأساليب تشغيلها متباينة، ومواردها موزعة بين القطاعين العام والخاص، ولكل منها مشاكله ونشاطاته وأهميته الإستراتيجية. لكن حمم الاعتراضات سقطت كلها فوق مدرج مطار كركوك، لأسباب ودوافع سنأتي على ذكرها بأختصار. وتقف في مقدمتها العوامل التنافسية المرتبطة بمطارات اقليم كردستان، سيما ان مطار كركوك هو البديل الأمثل والأقرب لمطاري سليمانية وأربيل في حال توقف رحلاتهما لأسباب مناخية، ثم تأتي عوامل أخرى مرتبطة بمشاريع مطارات المدن القريبة من كركوك، ونقصد بها الموصل وصلاح الدين والرمادي. .
ناهيك عن العوامل الخبيثة التي تستهدف حرمان ابناء المحافظة من حقوقهم المشروعة في امتلاك نافذة حضارية ينطلقون منها نحو ارجاء العالم. وحرمانهم من فرص توظيف ابناءهم في هذا الصرح الكبير (3000 موظف وموظفة). .
وعوامل سياسية ترفض تجيير هذا المشروع باسم محافظ المدينة (ريكان الجبوري). .
لكن أغرب المواقف واكثرها سخرية تتمثل بالشكوى القضائية، التي رفعها النائب (عامر عبد الجبار) في محكمة نزاهة الرصافة ضد وزير النقل الأسبق والنائب السابق، الذي وقف بحزم وراء فكرة تفعيل مشروع إحياء مطار كركوك الدولي بطريقة الاستثمار، وبأسلوب يضمن تحقيق الموارد المالية لكل من وزارة النقل وسلطة الطيران المدني، بعكس مطار النجف، الذي لا تعلم الدولة عن موارده شيئاً، وتعجز عن فهم طرق تشغيله. .
وما يزيد الأمر غرابة ان (عامر) هذا ينتمي إلى المدينة التي ينتمي إليها الوزير الأسبق، وكان يعمل معه في القطاع البحري. وجاء من بعده ثلاثة وزراء (لعيبي - البندر - السعداوي). لكن عامر إختار الوزير الأسبق لكي ينتقم منه، ويثير ضده الزوابع لأسباب نقابية ومهنية وعدوانية ليس لها أي مسوغ، وليس لها أي مبرر. سيما انه يعلم ان ملف مطار كركوك مرَّ بكل المراحل الرسمية المعقدة منذ عام 2017 ولغاية عام 2022، وخضع للفحص والتدقيق والدراسة، وصدرت بحقه عشرات التوصيات والتعديلات، وتشكلت من أجله عشرات اللجان، التي شارك فيها أعضاء من المجلس الوزاري الاقتصادي، وجهاز الأمن الوطني، وسلطة الطيران المدني، وهيئة الإعمار والاستثمار، وجرى افتتاحه بحفل مهيب ترأسه رئيس الوزراء بشحمه ولحمه، بحضور وزير النقل السابق (البندر)، ولا يمتلك (فنجان) في هذه المبادرة سوى قناعته الأولى بفتح نافذة أستثمارية كانت في متناول اليد، ولا ينبغي التفريط بها خدمة للصالح العام . .
يحظى المطار الآن بأهمية كبيرة، ودبت في شرايينه الحياة، ووضع قدمه على طريق التشغيل والتفعيل والانطلاق نحو الرحلات الجوية المكثفة، لكن الحقد الذي يحمله (عامر) ضد (فنجان) هو الذي اعمى بصره وبصيرته، وهو الذي دفعه لتشويه صورة ابن مدينته بهذه الأساليب الكيدية، ثم ان الدائرة الانتخابية لعامر هي المنطقة الثانية في البصرة ولا علاقة له من النواحي النيابية بمدينة كركوك، ومن غير المقبول ولا المعقول ان يتهجم نائب من البصرة ضد نائب سابق من البصرة، ومن غير المقبول أيضاً ان يسعى النائب عامر للاطاحة بوزير ترك عمله الوزاري منذ عام 2018 ثم أصبح رئيسا للجنة الخدمات النيابية عام 2019، ومن غير المنطقي ان يتجاهل عامر الخطوات كلها لكي يتصدر المشهد بهذه الاتهامات الباطلة. كان الأجدر به ان يلتفت لمشاكل البصرة وليس كركوك التي تبعد عن مدينته 799 كيلومتراً. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل