الماصخ والممصوخ في اللهجة العراقية

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 00:49
المحور: الادب والفن
    

تعود معظم المفردات المتداولة الآن في لهجتنا المحكية إلى جذورها السومرية والبابلية والآشورية والآرامية والسريانية والعربية، ولدينا مفردات كثيرة مأخوذة من التركية والفارسية. .
وسبق ان كتبت مقالة تناولت فيها رواسب اللغة السومرية في لهجات جنوب العراق. كانت بعنوان (مفردات سومرية شائعة). .
لكنني وبسبب شيوع ثقافة التفاهة، وتفشي ظاهرة الصراعات غير العادلة على المناصب والدرجات والمواقع والمراتب الإدارية، اخترت الحديث عن بعض الاصطلاحات المحلية المرتبطة بكل التجاوزات والخروقات والانتهاكات، والتي تندرج تحت عناوين (الماصخ والممصوخ) طرأت على بالي فكرة الكتابة عن اشتقاقاتها. .
فالماصخ: هو الطعام الذي لا طعم له، أو عديم الملح. وتقال أيضاً للسفيه والخليع وغير المؤدب، الذي يتصرف تصرفات غير لائقة. وتطلق أيضاً على الشخص المرفوض من الناس بسبب تجاوزه حدود اللياقة والأدب. لكنها أصبحت تطلق هذه الأيام على الفاشلين والمستهترين وأصحاب الشهادات المزورة. .
اما (الممصوخ): فهو من تحولت صورته المقبولة إلى صورة قبيحة، أو من تغيرت ملامح وجهه واكتسب شكلاً منبوذاً. وتطلق أيضاً على الرجل الخليع، والكلام المرفوض، من قولهم:-
حجيك طلع ممصوخ مامش ملح بيه
موش انه ذاك الچان حتى استمع ليه
وقولهم:
ممصوخ لا هندي ولا بصيني
هايم مع الامواج يلعب شراعه
أما (المصاخة) فهي كلمة شاملة لكل فعل أو قول أو سلوك يدل على سوء التصرف وقلة الحياء، وما إلى ذلك من الافعال غير المقبولة، أو غير المستحبة. .
منها قول البدو في هذا البيت:
قاموا بِها أَهل المَصاخة وَعمموا
وَغَدا الرَدي وَالمفسدين امام
وما أكثر الماصخين الذين خرجوا عن المألوف والقوالب التقليدية، وكسروا الحواجز كلها في غياب الرادع والوازع، وغياب المحاسب والرقيب. حيث اختلت الموازين، واضطربت المعايير، وضاع الخيط والعصفور. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل