السويدية آن: من عمدة إلى عاملة نظافة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 01:02
المحور: سيرة ذاتية
    

لا عيب في العمل، بل العيب أن تقضي حياتك في التسكع بِلا عمل، فتصبح عالة على المجتمع. ولا عيب في نوع العمل مهما كان جنسه وصنفه ودرجته. آخذين بعين الاعتبار ان خدمة الانسان لبلده تعد من أسمى أنواع الشرف التي يحظى بها في حياته، ولذلك قال الحكماء: أن خدمة الوطن شرف لا يقدر عليه إلا الوطنيون الحقيقيون. .
ما لفت نظري في هذا المجال، وحفزني على الكتابة هو التغير المفاجئ في حياة السياسية السويدية آن هيرمانسون (Ann-Sofie Hermansson)، التي ترأست المجلس التنفيذي لبلدية جوتنبرج ابتداء من 18 يناير 2016 وحتى يوم 22 نوفمبر 2018، وهو اليوم الذي غادرت فيه منصبها بعدما حققت سلسلة من النجاحات، فقررت ترك العمل السياسي، والتوجه نحو العمل الميداني، بعد مسيرة مهنية مثمرة كمستشارة وزارية في ستوكهولم، ثم كموظفة مدنية كبيرة في غوتنبرغ، وذلك قبل أن يتم تهميشها من قبل رفاقها من الحزب الديمقراطيين بدوافع الحسد والغيرة. فاختارت الالتحاق بقسم النظافة، لتتحول إلى عاملة تقتصر مهمتها بجمع القمامة والنفايات من شوارع المدينة التي ترأست مجلسها. وكانت فخورة بمهنتها الجديدة، التي لا تقل اهمية عن وظيفتها القديمة. فارتدت بدلة برتقالية مميزة لعمال النظافة، وجلست خلف مقود عربة النفايات، فنالت احترام الناس، وكسبت محبتهم، وكانوا يوقفونها في جولاتها لاداء التحية، والتحدث معها. وواصلت عملها بلا تذمر في جمع النفايات ومعالجة القمامة. وكانت تقول: (أشعر غالباً بالألم في نهاية يوم العمل الشاق، لكني أستمتع بعملي في النظافة، وأنام قريرة العين مطمئنة البال وهذا أمر مهم). .
وتشرح قائلة: (على الأقل لا أحد غاضب مني. هذا يحدث تغييراً رائعاً من كون المرء سياسياً، فيجد من يرحب به، ويجد من يرفضه ويغضب منه). .
تعجبني مواقف السياسيين البسطاء، الذين لا يفتخرون بشيء في هذه الحياة سوى بأخلاقهم، ولا يهمهم في الحياة الدنيا إلا الابتسامة والتواضع. حيث لا يتواضع إلا من كان واثقًا بنفسه، ولا يتكبر إلا من كان عالماً بنقصه. فبقدر ما يكون مقام المرء رفيعاً بقدر ما يتعين عليه أن يبدو متواضعاً. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل