أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - صورة الابداع في (لا تأتِ متأخراً) للشاعر جلال حسن














المزيد.....

صورة الابداع في (لا تأتِ متأخراً) للشاعر جلال حسن


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


احد تعاريف الإبداع "هو القدرة على الإتيان بشيء جديد، في أيِّ مجال من مجالات العلوم أو الفنون أو الحياة بشكلٍ عام".
والابداع يفرق عن الابتكار، الأول يخص المعرفة بكل صنوفها، والثاني يختص بالقضايا العلمية التوكنولوجية، وسوى ذلك.
وطالما حديثنا يخص الابداع، وبين يدينا مجموعة شعرية بعنوان "لا تأتِ متأخراً" للشاعر جلال حسن، فهي عملية ابداعية، لكون تعريف الابداع يشملها، إذا ماطبقنا التعريف هذا فلسفيا على هذه المجموعة، وتلك حالة قد تكون فرضية، فليكن، لا ضير من أن نسميها كذلك. والمطلوب اثباته، هو أن نبيّن ذلك بنتيجة صادقة، وفقا لتعريفنا آنف الذكر.
البرهان:
تحتوي المجموعة على ثمان وعشرين نصًا، بين القصير والمتوسط، وبلغة رفيعة خالية من الحشو والاسفاف، كذلك من الزوائد واللامبرر لوجوده، من الكلمات والتوصيفات والتشبيه، وما شاكل، ممن يرهق ذائقة القارئ ويشعره بالسئم.
يقول الشاعر من قصيدة "ما فعله الوجد": -
(على من تململ أيها المدفون في البلوى
أنت تختنق
وشهودك رحلوا قبلك
لذا سيدّون في شهادة الفراق:
احتُضر بسكتة حب سببها جفاء الحبيب). المجموعة: ص٩.
وهذا شعور جارف بهيبات الأمل، وبصدمة نفسية كذلك، ربما قد تعرّض لها الشاعر نفسه، والصورة هذه لا تخلو من تشاؤمية، سوداوية تذكرنا بسوداوية شوبنهو.د الفيلسوف الألناني.
ومن نص آخر لعله اكثر سوداوية من الأول، نص بعنوان "اصابع على وتر الكمان" يقول فيه:-
(أنتَ تخشى
أن تمفٌ الصحراء عن السراب
وتخشى أن لا تجد ظلاً قرب صفصافة
لذا تسيل كنواح
وتنسى القلب مفتوحا وتغفو) المجموعة: ص١٦.
الخوف، الأسى، والنسيان، هذه سمات الضياع الحقيقي لإنسان العصر، إنسان الحروب، والتفاقم الاقتصادي اللذان، يعكس سلبا على الواقع النفسي، لعموم البشر.
ومن نص بعنوان "لا تأت متأخرا" وهو ايضا عنوان المجموعة كلها، يقول الشاعر:-
(لم نلتق
لأنّك لم تأتِ
أنتَ الهارب
وأنا المسافر بالظنون
ومرارة الاسئلة الحائرة) المجموعة: ص١٩.
الأسئلة، وبما فيها الأسئلة الوجودية، هي التي تؤرق وارقت معظم الفلاسفة، بدءًا من سقراط وانتهاءً بجون بول سارتر، وربما ظلت تلك الأسئلة الى يومنا هذا، طالما ثمة من يثيرها، على طول الخط.
ومع ذلك، يحاول الشاعر أن يبتعد، ولو قليلا، عن اجواء التشاؤم، والضبابية، لينقلنا نقلة نوعية، إلى حيث الرومانسية، لمخاطبة النصف الثانية، من ثنائية الإنسان لإكمال صورة الوجود. فيقول من نص تحت عنوان "متواريا عن السراب":
(كلما تصمتين أكثر
يحلو فمك الريّان
لكن قلبك يضطرب
حين يفجّر البوح في خنق الكلمات) المجموعة: ص٤٩.
ثم إن الشاعر، لا يستمر على هذا المنوال، لأن الجرح اعمق، على ما يبدو، والرزية كبيرة، اكبر مما نتصور، فيعود لتشاؤمه ويرسم لنا صورة قاتمة اللون، تدل على واقع مُر وضبابية لا خروج منها. ففي عنوان "ورقة من خريف أيلول" يقول:-
(أنا هكذا
غريب على الطريق
وأنتِ كذلك
نخدع أنفسنا بمكان ليس لنا).
النتجية:
اثبتنا ما اردنا اثباته، بالبرهان العقلي، والمنطق الارسطي.
النتيجة: ايضاح صورة الشيء، وهذا هو المطلوب.
واخيراً... المجموعة من منشورات اتحاد الادباء والكتاب- المقر العام. سنة الطبع ٢٠٢١.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوب الشّجن في نص (خارج السّرب تمامًا) للشاعرة ليلى عبد الأم ...
- وحدها بوصلة الضّوء
- تجليات لصورة الواقع في نص (يوميات عبد الأمير الحصيري) للشاعر ...
- قراءة في (فلسفة التاريخ عند فيكو) للمؤلفة أبو السعود ٣/ ...
- قراءة في (فلسفة التاريخ عند فيكو) للمؤلفة عطيات أبو السعود 2 ...
- قراءة في (فلسفة التاريخ عند فيكو) للمؤلفة عطيات أبو السعود 1 ...
- مدينة الثورة: ذكريات بطعم الألم
- في يوسفياته...يرسم الشاعر واثق الجلبي وجودية بطعم الهمس
- هيباتيا: لذة الفلسفة أفضل من لذة الجنس 1/2
- هيباتيا: لذة الفلسفة أفضل من لذة الجنس 2/ 2
- خرير
- هل وجد بروست زمنه المفقود؟
- البغاء ظاهرة عالمية مستفحلة
- مَن هو الإنسان المقهور؟
- حسين علي محفوظ: أمُة في رجل
- الخيام ورحلته مع الإيمان
- بروست مدمن المرض والخدرات
- اجترار
- الإنسان التافه
- في طوابير الموتى


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - صورة الابداع في (لا تأتِ متأخراً) للشاعر جلال حسن