أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - هل وجد بروست زمنه المفقود؟














المزيد.....

هل وجد بروست زمنه المفقود؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


مارسيل بروست روائي فرنسي، أشتهر بروايته العظيمة "البحث عن الزمن المفقود" وهي تُعد من أعاظم ما كتب الفكر البشري من أدب، وما صاغ من ابداع. العمل هذا يقع في سبعة اجزاء، وفترة انجازه تمت في خمسة عشر عاماً.
فكرة الرواية هو أن الكاتب كان قد أصُيب بداء الربو، فكان لا يخرج من البيت إلّا للضرورة، فهو طريح الفراش، والدته تهتم به أشد الأهتمام، وكانت عصر كل يوم تأتيه بقدح من الشاي الساخن مع الكعك، حتى أصبحت هذه عادة يمارسها بروست بانتظام.
وفي مرة من المرات، بينما هو يمارس هذا الطقس شطح به الخيال، فعاد به الزمن القهقرى، إلى ايام الطفولة وسنين الصبا، (وللطفولة ذكرياتها). ففكر أن يخوض في اعماق تلك الايام الخوالي، وذلك العالم الملآن بالاحاسيس والاحلام الندية الجارفة إلى الآمال الغاشية. فصاغ هذا العمل البديع الساحر، فهو عبارة عن قبس من الماضي الجُميل، المطرز بعطر الطفولة العاج بالبراءة وعذوبتها، فضلا عن المسحة الفلسفية التي انتابت هذا العمل، مما ازادتها رونقا كذلك السرد البديع، والوصف الغرائبي، وسلاسة وانسياب الجمل من دون شطط، او التباس المعاني وتكرارها، فهي بمعنىٍ آخر عملا متكاملا.
وظل ذلك المرض يعيش معه كظله لا يفارقه، مما انعكس سلبا على حالته النفسية، فصادف أن توفيت والدته فزاد الطين بله حيث هجر منزله القديم، الذي تربى وعاش فيه ردحا من الزمن، وسكن منزلا متواضعا بالايجار، فكان يسمع ضحيج جيرانه فلم تقر له عين ولم يستلذ في المنام، وهجر الكتابه، واخذ يساوره القلق أكثر فأكثر، فالتجأ الى المخدرات وأدمن عليها، فلم يحلو له المقام وأعتبر هذا الوضع مؤامرة عليه.
يقول في روايته "أيام القراءة" :"قد لا يكون في طفولتنا أيام عشناها بأمتلاء غير تلك التي كنُا تركناها دون أن نعيشها، تلك التي قضيناها برفة كتابنا المفضل".
وظل يراوده القلق وحالته الصحية تزدات سوءاً، فلم يُعد أن يتحمل مكابدة المرض، ومطارق القلق التي أخذت تطرق على كيانه بكل قوى.
ومن جانبه عامل الزمن إذ لم يمهله حتى، هو الآخر، أخذ يبعث له بأشارات الرحيل، بأن يستعد... فرحل مضرج بالمرض والقلق، والضنك والعوز، ذلك في عام ١٩٢٢، فلم يترك من ارث إلّا هذا الارث الثر من الاعمال الأدبية الرائعة.
وهكذا هم العظماء...هكذا يولدون...وهكذا يعيشون...وهكذا يرحلون.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البغاء ظاهرة عالمية مستفحلة
- مَن هو الإنسان المقهور؟
- حسين علي محفوظ: أمُة في رجل
- الخيام ورحلته مع الإيمان
- بروست مدمن المرض والخدرات
- اجترار
- الإنسان التافه
- في طوابير الموتى
- نصوص ( 2)
- أنا أقُلد بوش الأبن
- كتّاب شكلوا علامة فارقة في الفلسفة والفكر
- لماذا ننتقد الغرب...ولم ننتقد أنفسنا؟
- لماذا الافتراء على اليهود؟
- تجارة الدين بديل لجشع آخر
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ الأخير
- محاولة لتعريف المثقف
- تحليل حكاية فلم: لوعة الحُبّ
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز
- الجلبي.. هل قتله بيته؟!


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - هل وجد بروست زمنه المفقود؟