أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ














المزيد.....

أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7363 - 2022 / 9 / 6 - 21:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نجيب محفوظ...سيّد الرواية العربية
ما قدمه لنا الأديب الكبير نجيب محفوظ، من فكر ثرّ، لهو المفخرة لكلّ الأجيال؛ نتاجًا تمثلَ بالرواية، كفن أدبي يحظى بمكانة مرموقة، في الساحة الثقافية العالمية والعربية، على حدٍ سواء.
أنطلق محفوظ بالكتابة، انطلاقة ضمير إنساني محظ، عالج فيها قضايا وجودية كثيرة، وجُلها تتعلق بالإنسان وبحقوقه وبيئته، خصوصًا الإنسان المصري، على اعتبار الرجل وُلد في ربوع هذا البلد العريق، صاحب التاريخ الموغل في القِدم. فضلاً عن الحسّ الإنساني الذي يتمتع به هذا الأديب؛ فراح يؤرخ للتاريخ المصري المعاصر، في كثير من رواياته، كـ "الحرافيش" والتي أرخ فيها حقبة مهمة من تاريخ بلاده، حقبة كانت تشكل منعطفا مهمًا في الشعب المصري؛ كذلك في ثلاثيته الرائعة "بين القصرين، والسّكرية، وزقاق المدق". ففي هذا الملحمّة وصف فيها الكاتب حال فئة كبيرة من الناس، وتحدث عن معاناتهم وهمومهم، واحوالهم المعيشية آنذاك، في جذوة من الغليان السياسي والاقتصادي وتناحر التيارات السياسية فيما بينها، ولمْ يفته ذكر أوضاعهم الاجتماعية والبيئية، بل وحتى العاطفية، (وشاهدنا ذلك عبر الشاشة العربية، حيث أغلب، أعماله مُثلت أفلامًا تلفازية وسينمائية ناجحة).
وطالما ذكرناه كمؤرخ فهو كتب بأسلوبه الأدبي الفذّ، تاريخ غير متسلسل لا تسوده الرتابة والسئم، كأسلوب المؤرخين القدامى، وليس هذا فحسب، بل كتب في أحوال بعض الانبياء، كما في روايته "عبث الأقدار" التي تحدث فيها عن حياة موسى النبي، رغم إنها لم تأخذ صداها المطلوب، كذلك في رائعته "أولاد حارتنا" والتي عدّها بعض النقّاد كأفضل عمل قدمه محفوظ، بصرف النظر عن النقد اللاذع الذي قيل في حقها.
إلى ذلك نلاحظ، دائمًا ما يسود حال قصصه ورواياته الطابع الفلسفي، وهذا ليس من الغرابة بمكان، لأنّه قد درس الفلسفة من الجامعة المصرية، وكتب مقالات كثيرة فيها قبل أن يتفرغ للأديب. لهذا خاض في جوانب كثيرة في قضاضا الفلسفة في جُل اعماله، وتعرّض إلى مدارسها، وأوضح بإيجاز، واحيانًا بإطناب، موقفه من الفلسفات القديمة والحديثة، إذ تجده يكتب عن الخير والشّر، وعن الوجودية والفلسفة الرواقية، وغير ذلك.
النجاح دائمًا ما نجده يحتاج إلى ضريبة، وأحيانا تكون الضريبة باهظة الثمن، لربّما يفقد فيها الإنسان الناجح حياته، وطالما فقدت شخصيات كثيرة ناجحة حياتها؛ وأخرى أنقذها القدر من ضربة مميتة، كالفيلسوف اسبينوزا حيث تعرض له شخصًا بطعنة خنجر، بينما كان يسير هو طريقه، فنجى من تلك الطعنة.
ولا ينكر أحد أنّ أديبنا حظيّ بنجاحات، وليس نجاحًا واحد بعينه، إذ حاربه رجال وأبغضه آخرون، ممن يصطادون بالماء العكر، بكل ما أوتوا من قوة. فعلى إثر صدور روايته "أولاد حارتنا" ولردود الأفعال المختلفة ازاءها، لا سيما، لدى الإسلامويين، وما ضربهم هذا السّرد الرائع بمقتل، حيث شكل قفزة نوعية في عالم الأدب العربي عمومًا، ولهذه القامة الكبيرة خصوصًا. فقد أخرجه الشيخ كشك من الملّة، وكذلك أصدر الشيخ عمر عبد الرحمن، فتوى بتكفيره، ودعا إلى قتله علنًا، وبالفعل طعنه بخنجر فتى مغرر به، كصاحب اسبينوزا، لكن وقّاه الله شرّ تلك الطعنة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز
- الجلبي.. هل قتله بيته؟!
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كولن ولسون
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /سارتر
- وللآن.. نحن مكبلين
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/البير كامو
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ دوستويفسكي
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ فرويد
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم(1)
- رسائل إلى ن- ح (1)
- السادرون.. يثيرون الأسئلة
- من سجلات البتاويين
- وجودية المعرّي: إنّ للإنسان قيمة عليا في ذاته وفي صيرورته
- وعدنا نجتر ليالينا
- لا أحد يتكهن !
- مع دوستويفسكي في سجنه1/ 2
- مع دوستويفسكي في سجنه2/ 2
- أنتِ تبالغينَ في تماديكِ
- نحن الميتون بلا علامة استدلال


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ