أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - رسائل إلى ن- ح (1)














المزيد.....

رسائل إلى ن- ح (1)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


الرسالة (1) الثلاثاء
عزيزتي ن - ح
كنّا ليلة أمس تطرقنا بخصوص موضوعين أثنين، لا ثالث لهما؛ الأول حول الفم العربي القديم "السمان والخريف" وهو من روائع الكاتب الكبير الحاصل على جائزة نوبل للآدام نجيب محفوظ؛ وهذا الفلم شاهدناه بالتزامن في ساعة متأخرة من الليل، والفلم كان رائعًا من جميع الجهات، تمثيلا وإخراجًا واداءً، فالقصة رغم كونها حزينة مؤلمة، لكن الجوانب الابداعية والحرفة العالية، اعطت للفلم جمالا ورونقا، وكانت نهايته مفرحة، واعترف أنني، منذ اللقطة الاولى للفلم، كنت متشنجًا، ومضطربًا في الوقت ذاته، لا يقر لي قرار، وبقيت على هذه الحال حتى اللحظات الأخير لنهاية الفلم. لكن الذي اعاد لي توازني هو النهاية التي توقعتها أنا مسبقًا، ذلك أن بطل الفلم "عيسى" عاد الى عشيقته التي انجب منها بنتا جميلة، إذ حين شاهدها الأب الذي لم يكن يعلم بها من أنها كانت على قيد الحياة، أو موجودة أصلًا، لأنه هجر هذه المرأة، بعد ما نال منها مراده، وأطفأ نار شهوته الحيوانية، قسى عليها ورماها في الشارع، تتقاذفها الأحزان والأشجان، وتقتلها الوحدة والحرمان، والعوز وشظف العيش، وما كان يعلم بوجود هذه الطفلة التي هي من صلبه، وإن كان العلاقة الحميمية، أو قُل الزوجية، بدون عقد قران، ومثل هذا قد يكون موجودًا في تلك المجتمعات، أعني المجتمعات المصرية، لا أدري، وبما هي من بنات أفكار الكاتب نجيب محفوظ.
والموضوع الثاني الذي تحدثنا عنه، في هذا الحوار الذي دار بيننا، بشأن الكاتب الكبير فرانز كافكا، لاسيما حول قصته الطويلة "المتحول" أو "المسخ". فقلت لك ساعتها أنني قرأتها قبل فترة ليست بالقصيرة، وحفزتك على قراءتها، فأجبت، بالفعل، وبأنك وصلتي صفحة أربعون، فعاهدتك بأني سأشرح لك عن هدف ومغزى القصة، وعن الكاتب وهذه الضبابية التي انتابت حياته، وجعلته يكتب كوابيس وتشاؤم، وما هي الأسباب التي جعلت من كافكا يكتب بهذا الاسلوب.
وها أنا ذا، أفي بما عاهدتك به للحديث عن كافكا، وعن "المسخ" بالتحديد.
إنّ (المسخ) للكاتب الكبير كافكا و(كافكا تعني الغريب) هي ليست رواية، بقدر ما هي قصة طويلة بلغت ٦٠ صفحة.
ويقال أن كافكا استوحاها من رواية دوستويفسكي (رسائل من تحت الأرض) وبترجمة أخُرى (الإنسان الصرصار) او (في قبوي). فكافكا في هذه القصة ربما كان يعبر فيها عن ذاته، لأن كافكا عاش صراعات نفسية، وعقد دخل بسببها مشفى الأمراض العقلية.
والقصة، بصورة عامة تكلم فيها الكاتب عن اعماق النفس البشرية وصراعها مع الحياة والوجود، وصراع الإنسان مع محيطه ومجتمعه وفق الأفكار والصراعات الأيديولوجيات الدينية والاقتصادية والسياسية، وما يعانيه الفرد مع هذه المعمعة والصراعات، حيث بالتالي مسخته من إنسان يدرك ويعي، إلى مسخ مفرغ من إنسانيته ومن محتواه الداخلي.
والميزة التي امتازت بها كتابات كافكا فهي برزت بالعديد من الشخصيات غريبة الأطوار التي تحيا وسط سريالي عجيب. تتناول معظم أعمال الكاتب التشيكي أفكاراً عن الاغتراب والخوف والقلق الوجودي. وربما من أهم أعماله رواية تمثلت في "العقاب" و"المحاكمة" والمسخ والقلعة" و"تحريات كلب".
وكل هذه الأعمال كُتبت حولها عشرات وبما مئات الدراسات النقدية والاطاريح، منذ نشرها وإلى يومنا هذا.
هذا، وقد ولد فرانز كافكا في براغ عام 1883. ويعد اليوم واحد من أهم كتّاب النثر لما يسمى بدائرة براغ. وهم مجموعة من الكتاب اليهود الألمان الذين ساهموا في تربة براغ الخصبة ثقافياً خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى. لكن من وجهة النظر التشيكية كان كافكا ألمانياً، ومن وجهة النظر الألمانية كان قبل كل شيء يهودياً.
ويقال إن كافكا كانت له علاقة متوترة مع كل من والديه. كانت والدته ربة منزل تُكرِس نفسها لبيتها وتفتقر إلى العمق الفكري لفهم أحلام ابنها في أن يصبح كاتبًا. وكان والد كافكا هيرمان ذو شخصيةٍ قوية وغالبًا ما يتعامل مع أفراد أسرته بحدة. ولكن كان والده ناجحًا في مجال الأعمال التجارية، حيث كان يقتات على تصميم ملابس للرجال والنساء.
فهذه الظروف وغيرها انعكست سلبا على واقع هذا الكاتب، وعلى شخصيته ايضًا، فجعلت منه إنسانا معتقد، ناقم على الظروف وعلى البيئة المحيطة به، فخلقت منه رجل متشائم، ينظر إلى محيطه بشكل عام، والى عموم المجتمعات الأخرى والظروف القاسية، نظرة تشاؤمية سوداوية، فسلط كل هذا بل وجسده على أرض الواقع من خلال جميع أعماله الابداعية.
المخلص: د. السلمان



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السادرون.. يثيرون الأسئلة
- من سجلات البتاويين
- وجودية المعرّي: إنّ للإنسان قيمة عليا في ذاته وفي صيرورته
- وعدنا نجتر ليالينا
- لا أحد يتكهن !
- مع دوستويفسكي في سجنه1/ 2
- مع دوستويفسكي في سجنه2/ 2
- أنتِ تبالغينَ في تماديكِ
- نحن الميتون بلا علامة استدلال
- تشريح جنة الخذلان
- نصوص (1)
- أنا لا أحتاج كلّ هذا الذهول
- الشاعر وليد حسين - للآن يلتمس بريقًا
- الإنسان فاقد الإنسانية هو أقل قدرًا من أي حيوان
- المديّات الصّوفيّة في (مُكَابَدَاتُ الحَافِي) للشاعر عبد الأ ...
- الحرمان الثقافي
- من أوهام الكاتب مصطفى محمود
- هل الإنسان غبي: ما هو الغباء؟
- ما هي نظرية المؤامرة؟
- مع غوستاف لوبون


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - رسائل إلى ن- ح (1)