أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ الأخير














المزيد.....

أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ الأخير


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7370 - 2022 / 9 / 13 - 12:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


طه حسين...لماذا عميد الأدب؟
الألقاب الحقيقية لا تأتي اعتباطًا، أو على حين غرة، بل لابدّ من مقدمات تسبق إعطاء اللقب كنوع من الشهادة، أو نوع من العرفان لما قدّم هذا الذي استحق أن يتوسم بوسام الشّرف، والمنزلة العلمية والأدبية.
ما قدّم طه حسين من نتاج فكري وعلمي، يستحق أن يكون أهلاً لهذا اللقّب "عميد الأدب العربي"، وهل هذا الذي قدمه يتصف بـ "القليل" قياسًا لبعض الكتّاب من الذين نالوا شهرة واسعة؟، وليس هذا فحسب، فثمّة "كمية ونوعية" وهذا الرجل قدّم الكمية والنوعية معًا.
إنّ غزارة النتاج الذي قدمّه تملأ الخافقين، وفي مختلف العلوم، فهو لم يختصر على نوع أو نوعين من أنواع العلوم المختلفة (في السياسة وفي التاريخ وفي الأدب، والرواية والنقد والفنون والفلسفة والأخلاق والتربية، وكذلك في الترجمة) وكلها علوم زاخرة.
فضلا عن ذلك، فأنّ في بعض كتبه ما أثار سخط الكثير من المتأسلمين، ومن الأزهريين وزاد حنقهم عليه، ككتاب "في الشعر الجاهلي" حيث شكك بما يطلق عليه بـ "الشعر الجاهلي" واعتبر أنّه شعرًا منحولًا يعود إلى الفترة الإسلامية، ذلك كون بعض المفردات، التي لم يجد المفسرون للقرآن معنى لها في أشعار العرب، فقامت فئة مأجورة بوضع ابيات على لسان بعض شعراء فترة ما قبل الإسلام، لمداراة خيباتهم.
وعلى إثر ردود الأفعال تلك، قدموه إلى المحاكم بذريعة التشكيك في الدين، ورموه بالألحاد، وكادوا أن يخرجونه من الملة. فلولا المتفهمين العقلانيين من حملة الفكر، لرموا الكاتب في عقور السّجن، حاله حال الكثير ممن اتهموهم بالمروق من الدين، وهي تهمة جاهزة يستعملها المتطرفون ضد خصومهم.
البنية الفكرية لطه حسين لا يمكن اختزالها بمقال أو بمقالين، فالرجل يمتلك حنكة فكرية رفيعة المستوى، وهو بحق فيلسوف عصره، ويستحق الثناء والعرفان.
كان تأثير أبي العلاء المعري واضحًا على فكر طه حسين، إن لم نقُل أنّه تأثر به تأثيرًا عميقًا، فثمة قاسم مشترك بين الرجلين، ألّا وهو العمى، فالأول أصُيب به مبكرًا والثاني كذلك، كأنّ القدر جمع بينها بصورة تراتبية، حتى أنّ لغتهما تكاد أن تكون واحدة، وكان طه حسين دائمًا ما يذكره في المحافل والمؤتمرات الأدبية والعلمية، ويستشهد بأبياته وأقواله، والدليل أنّه ألف كتابين عنه، الأول "في ذكرى أبي العلاء" والثاني "مع أبي العلاء في سجنه، ولا أعلم أنّ كاتبًا كتب عن شخصية أدبية أو فكرية أو سياسية في كتابين آنٍ، كما فعل طه حسين مع المعرّي.
وهذا يعود إلى الرأي الذي تبنيناه، وهو أن طه حسين كان معجبًا أشد الاعجاب بأستاذه المعري، فأخذ من ذلك الفكر الوهاج.
وفي هذين الكتابين حلل المؤلف نفسية أستاذه، وقرأ مدى الحزن الذي كان جاثمًا على صدره، حتى مماته، والمعاناة التي كان يحملها في قلبه الخافق بالمحبة للناس جميعًا. وأدرك حجم المأساة التي كانت تكتنفه جرّاء الوضع العالم لطبيعة ذلك العصر الذي عاشه المعرّي بكل تناقضاته، وخصوصًا رجالات عصره من الذي اتهموه بدينه، وقالوا بحقه كلام لا ينبغي أن يقال لشخص كالمعري، وهو الأديب والمفكر والإنسان.
فقد كان من أروع كتب المعرّي هو كتابه "الفصول والغايات" وهو آية من آيات البلاغة والفكر الجياش، وهو، بعدُ، لم يُكتب مثله كتابًا بهذا الجمال. وكان عميد الأدب العربي يعرف ذلك ويدرك المغزى.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لتعريف المثقف
- تحليل حكاية فلم: لوعة الحُبّ
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ ماركيز
- الجلبي.. هل قتله بيته؟!
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كولن ولسون
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /سارتر
- وللآن.. نحن مكبلين
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/البير كامو
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ دوستويفسكي
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ فرويد
- أخطر عشر كتّاب قرأت لهم(1)
- رسائل إلى ن- ح (1)
- السادرون.. يثيرون الأسئلة
- من سجلات البتاويين
- وجودية المعرّي: إنّ للإنسان قيمة عليا في ذاته وفي صيرورته
- وعدنا نجتر ليالينا
- لا أحد يتكهن !
- مع دوستويفسكي في سجنه1/ 2


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ الأخير