أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البشير عبيد - الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ














المزيد.....

الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مثلما اكدت الأحداث في كل اقاليم الكون ان الأصابع المرتبكة لا تستطيع صنع التاريخ و احداث منعطفات كبرى في مساراته نظرا لفقدان الجسد الحامل لهذه الأنامل فكرا مستنيرا و رؤية معرفية لكل شؤون الحياة ٫ بامكاننا للتاكيد ان الأيادي المرتعشة لا و لن تستطيع ان تذهب بعيدا و تخترق الحواجز و الاشتباك مع المفاهيم و التصورات المختلفة بل المتناقضة مع قيم الحرية و التحرر و الانعتاق و مواجهة قوى الاستبداد و الاستغلال و الظلامية سواء كانت انظمة سياسية أو حركات او تيارات.........
الأيادي المرتعشة ليست لها علاقة بميكانزمات و تحريك المياه الراكدة لانها تفتقد الجراة و الفكر الاستراتيجي و الرؤية المعرفية العميقة و الشاملة...
كل المحاولات التي عرفتها الشعوب الطامحة للتحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي ٫ و إن إتسمت بجسارة أصحابها و شجاعتهم النادرة ٫ إصطدمت بالشروط الموضوعية التي صارت بمثابة الصخرة الصماء التي تكسرت عليها طموحات اجيال متعاقبة من المكافحين الأحرار الحالمين باوطان تسود فيها قيم المواطنة و الحرية و العدالة الاجتماعية و علوية القانون........
الشروط الموضوعية التي نقصدها هي التحالفات
و التكتلات السياسية و الاجتماعية المتناقضة جوهرا و موضوعا مع أي مشروع وطني تحرري مناهض للسياسات النيوليبرالية التي ليس في اجنداتها رفاهية و تقدم الشعوب هنا أو هناك من اقاليم الكون...

لن ناتي بالجديد اذا قلنا ان هذه المشاريع الوطنية التحررية ذات الأفق الديمقراطي الإجتماعي و التنوير
الفكري و الثقافي ٫ عادة ما تافل و تسير الى الانحدار ٫
إضافة الى الأسباب الموضوعية الناتجة عن طبيعة الصراع الشرس بين قوى متناقضة في الأسس الفكرية والايديولوجية ٫ فان لهذا الانحدار الوارد حدوثه في أي لحظة نظرا لطبيعة التوازنات و موازين القوى
و المصالح المتشابكة بين الأطراف السياسية و الاجتماعية المتصارعة..هذا ما قصدناه بالشروط الموضوعية ٫ لكن الاشكال الجوهري و المركزي في عملية تفسير و تفكيك العناصر المكونة لهذا الانحدار يتمثل اساسا في المسالة الذهنية و الأبعاد الاستراتيجية للصفوة و القادة المباشرين لعملية تأسيس المشروع الوطني الديمقراطي الاجتماعي المنحاز فكرا و منهجا و عقيدة و دربا كفاحيا لا يلين
و لا يهدا مع مشاغل و شواغل و القضايا المصيرية و الطموحات المشروعة للشعوب الطامحة للتحرر و الإنعتاق و كنس سياسات الاستبداد والاستغلال و رميها في مزابل التاريخ بكل شجاعة و كتابة سطور مضاءة بمصابيح الحرية و الكرامة و العادلة الاجتماعية...هنا وصلنا الى مربط الفرس مثلما يقول العرب القدامى..... كيف ستتصرف القيادة المركزية و صفوتها الأولى المؤتمنة على تسيير المركب و القافلة
بعيدا عن الأجندات الإقليمية و الدولية المتناقضة جوهرا و موضوعا مع طموحات الشعوب و قضاياها المصيرية....هذا هو السؤال الحارق لكل ألأوراق.....!

إن المنعطفات التاريخية الكبرى ٫ لا تقوم بها الأيادي
المرتعشة من خصوم شرسين ٫ بل تصنعها السواعد
التي تحركها رؤى استراتيجية في السياسة والاقتصاد و الفكر و الثقافة و الاجتماع...و لنا امثلة نيرة قامت
بادارة الصراع مع القوى المناهضة لمشاريع التحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي و فرض السيادة الوطنية على أرض الواقع ٫بحكمة و حنكة و دهاء نادر
...الزعماء الراحلين جمال عبد الناصر و الهواري بومدين و في السنوات الأخيرة شافيز و خليفته السياسي اليساري الثوري المحنك المتسم بالشجاعة و الدهاء و الديبلوماسية وقت اللزوم وفق متطلبات المرحلة و ما تفرضه من تكتيك و استراتيجيا في الآن
نفسه.....هذا ما ننتظره من قيادات عربية لمشاريع التحرر الوطني...لا سبيل للخروج من أي مازق سياسي واقتصادي و احتماعي سوى الأسلحة برؤية ثاقبة
و بعيدة المدى و ان لا تكون الأيادي مرتعشة...........

- كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة و النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية....



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت للذاكرة..دفاتر للنسيان
- تونس الجريحة و المخاض العسير
- ورقات الغيم
- العراق العريق... نوارة الروح و بهاء الإبداع
- متى يخرج التونسيون من ظلام النفق ؟
- من بيروت المنكسرة يباغتنا النور
- ضوء خافت في ظلام النفق
- بعيدا عن سراب المدينة
- قيم المواطنة و صنع التاريخ
- كتابة الرؤيا..رؤى و مقاربات
- النعجم الشعري و كثافة المعنى في قصيدة الضفة الأخرى من يافا ل ...
- وحدهم يعبرون الجسر
- الضفة الأخرى من يافا
- تونس ةبين راهنية اللحظة و الأفق و الأفق الغامض
- قوى رأس المال و اوهام الهيمنة


المزيد.....




- بالقانون.. هل يستطيع ترامب سحب الجنسية من إيلون ماسك وزهران ...
- فيديو منسوب لولي عهد السعودية حول -إرسال أسلحة ثقيلة إلى سور ...
- بقيمة 600 ألف دولار.. إسرائيل تعلن أنها بصدد إرسال مساعدات إ ...
- شحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوث ...
- فيديو- دروز الجولان ينتظرون أخبارًا من السويداء خلف السياج ا ...
- بودابست تستذكر الذكرى 67 لثورة 14 تموز
- إسرائيل تبدي استعدادا لإعادة رسم خرائط الانتشار العسكري في ق ...
- إقبال ضعيف بانتخابات توغو المحلية وسط توتر سياسي متصاعد
- إيران ترفض تلويح الأوروبيين بإعادة فرض العقوبات وتصفه بـ-غير ...
- لماذا تأخر تشكيل -حكومة الأمل- في السودان؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البشير عبيد - الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ