أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - بوتين والرمزية السوفيتية















المزيد.....

بوتين والرمزية السوفيتية


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7502 - 2023 / 1 / 25 - 10:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ترجمة دلير زنگنة

في مقال بعنوان "حول الوضع في أوكرانيا" ، ظهر في المجلة الهندية "الديموقراطية الثورية"The Revolutionary Democracy الصادرة في سبتمبر 2022 ، ندد الرفيق بيكرام موهان بالطابع الإمبريالي والعدواني لما يسمى بـ "العملية العسكرية الخاصة" الهادفة إلى حماية مصالح الرأسمالية الروسية في أوكرانيا ، ركز على جانب معين من الدعاية البوتينية: استخدام الرموز المؤيدة للسوفييت. السؤال يستحق البحث ، سواء من حيث الأسباب والنتائج التي ينطوي عليها ، ولأن العديد من "رفاق الدرب" مخدوعون ومشوشون بسبب هذه الدعاية.
يلاحظ الرفيق بيكرام بحق أنه بعد 30 عامًا من الإصلاحات المدمرة ، تظهر شرائح واسعة من الجماهير الشعبية الروسية تفهمًا وإعجابًا بالماضي السوفيتي. ياخذ حيزًا خاصًا في الروح الروسية الحديثة والاعتزاز الوطني ،الانتصار على ألمانيا النازية والفاشية الأوروبية التي تحققت مع الحرب الوطنية العظمى ، التي قادها الحزب البلشفي بقيادة ستالين. إن عظمة وسلطة الدولة التي قامت على أساس التحالف بين العمال والفلاحين ، في ظل هيمنة الطبقة العاملة ، هي حقيقة تاريخية لا يمكن دحضها ، ويجب على أي حكومة برجوازية في روسيا التعايش معها.
حتى بوتين ، على الرغم من كونه قوميًا حتى النخاع ومعادًيا للشيوعية ، فإنه مجبر ، خاصة في أوقات الحرب ، على تبني دعاية قائمة على انتصارات الماضي ، بطريقة واعية أو لا شعورية. لذلك ، أصبحت ذكرى الانتصار السوفييتي على الفاشية النازية عنصرًا مركزيًا ومتكررًا في البوتينية الحالية. يتم استخدام عنصر الدعاية الموالية للسوفيات والنداءات إلى المشاعر العامة المناهضة للفاشية لدى الجماهير الروسية المضطهدة لشن حرب ذات طابع إمبريالي ، يجب إخفاء طابعها خلف شعارات "نزع السلاح" و "التطهير من النازية" في أوكرانيا.
مما لا شك فيه أن الشوفينية اليمينية المتطرفة وأيديولوجية الفاشية الجديدة سائدة في الجيش الأوكراني ، لكن نظام بوتين ليس في موقع سياسي وأيديولوجي وأخلاقي يسمح له بازالة النازية ، لأن أهدافه قمعية وتهدف إلى إنكار حق تقرير المصير للأمة الأوكرانية ؛ لأن بوتين نفسه لديه علاقات وثيقة مع شخصيات ومنظمات الفاشية الجديدة ، مثل دوغين ومجموعة واغنر ، وكذلك مع المنظمات اليمينية المتطرفة الأخرى. إن العلاقة بين مجرمي كتيبة آزوف النازية والأوليغارشي ميدفيدشوك دليل على أكاذيب موسكو. بوتين هو معادٍ واعٍ للشيوعية وأيديولوجيته معادية للسوفييت واللينينية بطبيعتها ، كما أوضحنا في العديد من المقالات المنشورة في Scintilla.
ومع ذلك ، فإن موقفه "الايجابي" تجاه الرمزية السوفيتية وتاريخ الاتحاد السوفيتي قد نشر تكهنات لا أساس لها على الإطلاق حول تحول أيديولوجي مزعوم. في الواقع ، يستغل بوتين ، بشكل انتهازي ، إعجاب قطاعات كبيرة من الشعب الروسي بالماضي السوفيتي لأغراضه السياسية الخاصة ولأغراض الدعاية الحربية.كلما وجد النظام البوتيني نفسه في حالة من الصعوبة ، كلما غرق اكثر في مستنقع أوكرانيا ، كلما زاد وبكثافة أكبر في ابراز الرمزية السوفيتية لتوحيد وتحويل الجماهير التي تتحمل ثقل الحرب.
لذلك ليس من قبيل المصادفة أن العلم الأحمر ، بالمطرقة والمنجل والنجمة ،الذي يرمز إلى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية، قد ظهر أكثر فأكثر في الأشهر الأخيرة. على سبيل المثال ، يتم عرضه في العروض العسكرية الرسمية و يظهر على بعض الدبابات الروسية في أوكرانيا.
حتى أن وسائل الإعلام الروسية تسلط الضوء على حقيقة أن علم النصر الأحمر يرفرف في المدن التي تم فيها طرد القوات المسلحة الأوكرانية. حتى رواد الفضاء الروس لوحوا بالراية المجيدة ، في عملية ذات تأثير رمزي وإعلامي قوي.
بهذا يريد بوتين أن ينقل فكرة أن الحرب في أوكرانيا هي حرب ضد الفاشية ،ضد نظام فاشي تدعمه وتسلحه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، وليست حربًا بين-إمبريالية تحاول الإمبريالية الروسية الدفاع عن مجال نفوذها وسوقها الخاصة بالقوة ، لكي تديم حالة تبعية أوكرانيا ، و التي هي دولة متنازع عليها لأكثر من عقد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة ، والاتحاد الروسي من جهة أخرى.
يجب أن يظهر بوتين على أنه منقذ روسيا من عدوان الفاشية الأوروبية. على مستوى ما ، فهو يضع نفسه بحيث يُنظر إليه بشكل إيجابي ، بقدر ما يُنظر إلى ستالين بايجابية في روسيا اليوم. لذلك ، من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن أيديولوجية بوتين وأهدافها السياسية والاستراتيجية لا علاقة لها بالماضي المجيد للاتحاد السوفيتي للينين وستالين.
ولكن هناك جانب آخر ذو صلة يبرزه الرفيق بيكرام.
تحالف نظام بوتين مع ورثة الحزب الشيوعي التحريفي في الإتحاد السوفياتي CPSU، والذي يمثله اليوم بشكل رئيسي الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية (CPRF). يبني حزب CPRF خطابه لصالح حرب التقسيم الجائرة في أوكرانيا على أساس الحاجة إلى ابادة الفاشية والعدوان الغربي. علاوة على ذلك ، يصر حزب CPRF على أن الفشل في استكمال العملية العسكرية في أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة على روسيا. هذا ليس من قبيل الصدفة. إن التحريفية هي دائما إلى جانب رأس المال وضد مصالح الطبقة العاملة ، بغض النظر عن الحقبة التاريخية أو المراحل الاجتماعية للتطور.
اليوم ، يقف الحزب الشيوعي الروسي CPRF إلى جانب رأس المال الروسي ، تمامًا كما كانت التحريفية الحديثة ضد الطبقة العاملة والاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية الأخرى. إن CPRF ، مثله مثل الأحزاب التحريفية الأخرى ، لا يعترف بالإمبريالية الروسية لأنها حليفه الدائم. إن دعم جهود بوتين الحربية هو دعم للطابع المدمر والعدواني للإمبريالية: وهذا لا علاقة له بالنضال من أجل إعادة بناء الاتحاد السوفيتي للينين وستالين.
لقد تحالف التحريفون اليوم مع نظام بوتين ودعموا حربًا إمبريالية يقتل فيها عشرات الآلاف من الروس والأوكرانيين ، مما تسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها لآلاف وملايين الأشخاص الآخرين. معاناة لا توصف تُفرض باسم المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية للإمبرياليات المتصارعة. علم النصر السوفييتي لا علاقة له بهذه الحرب القذرة.
يجب ألا يكون هناك غموض في النضال ضد الحرب بين-الإمبريالية. إن مناشدة المشاعر المؤيدة للسوفييت والمناهضة للفاشية للجماهير الروسية هي عمل سياسي ودعائي خاطئ وغير نزيه ، وبالتالي يجب إدانته وكشفه. يقوم بوتين والمراجعين بسرقة الرموز والتاريخ المجيد للاتحاد السوفياتي الاشتراكي ، مستغلين التطلعات العادلة للشرائح الاجتماعية الروسية الواسعة التي تطمح إلى التحرر الاجتماعي والسلام والأخوة للشعوب ، وهو ما فاز به الاتحاد السوفيتي للينين وستالين.
إن العدوان على أوكرانيا ليس في مصلحة الشعب الأوكراني ، ناهيك عن مصالح الطبقة العاملة الروسية. وبالتالي ، فإن الأمر متروك للشيوعيين (الماركسيين اللينينيين) في كل بلد للكشف عن الطبيعة الطبقية الحقيقية للدعاية البوتينية الخائنة والتحريفية ، ليشرحوا للطبقة العاملة والجماهير الشعبية أن وراء هذه الرمزية علاقات إنتاج و رأسمالية و حرب تقسيم الإمبريالية ، و ليحاربوا بصراحة المواقف الاشتراكية الشوفينية.
تمثل حاجة نظام بوتين لاستخدام الرموز السوفيتية ومعاداة الفاشية لتبرير الحرب تناقضًا يسلط الضوء على ضعف البوتينية.لكنها تعبر أيضًا عن تغيير مهم في موقف الجماهير الروسية المضطهدة من انتصارات الاتحاد السوفيتي الاشتراكي ، في حين أن النموذج النيوليبرالي الذي تبناه بوتين في أزمة خطيرة تفاقمت بسبب العقوبات الغربية. لن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلا إلى تسريع إفلاس نظام بوتين والرأسمالية الروسية .
وفي نفس الوقت ستحدث الثورة التي ستحرر روسيا من الرأسمالية والإمبريالية مرة أخرى ، وتعيد بناء الاشتراكية البروليتارية.

‏Scintilla ، أكتوبر 2022 # 127
المصدر
‏Revolutionarydemocracy.org

ملاحظة: المترجم لا يتفق بالضرورة مع كل اطروحات المقال.



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنى 21 مليارديرًا هنديًا يمتلكون ثروة تفوق 700 مليون هندي
- في دافوس ، يحاول الرأسماليون حل المشكلات التي يخلقونها بأنفس ...
- ستالين وهتلر: شقيقان توأمان أم عدوان لدودان ؟
- الشمولية. نظرية مناهضة للشيوعية
- هل يجب إلغاء الملكية الخاصة؟ طلاب دبلن يصوتون بنعم
- الحزب الشيوعي البرازيلي: نضال جماهيري ضد الانقلاب! لن تمر ال ...
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
- مقدمة كتاب أفول التروتسكية العالمية
- فريدريك إنجلس: أحد مؤسِسَي الماركسية
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
- ماركسيتان
- نظرية الطبقة في عصرنا
- أصالة ثورة أكتوبر
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
- ثورة أكتوبر والحزب الطليعي - بعض الاستنتاجات التاريخية والنظ ...
- أفغانستان: إغتيال ثورة
- الاشتراكية هي الحل للقرن الحادي والعشرين
- الليبرالية والفاشية: شركاء في الجريمة
- رقْص الديالكتيك. خطوات في منهج ماركس .


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - بوتين والرمزية السوفيتية