(أبو جميل ... أيها الألِق (رثاء للراحل القائد الشيوعي النصير توما توماس بمناسبة سنويته العاشره

هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

لا يصدمنا الموت ابداً بفجائيته وطقوسه الفاترة اللون، فقد اعتاد البشر على فعائل هذا الزائر الأزلي. لكن الصدمة تجثوا فينا كجبل بمليون قمة، حينما يناكدنا هذا الموت ويتعجل ، فيخطف منا من نحب ونحن في زحمته نتهامس يا لهذا الذي نحب من شاهين يلعق من جبينهِ الألِقْ، لجين الفضائل والمودة والطيبة ... لقد بقينا نتهامس يا ابا جميل كل تلك السنون التي مكثنا فيها معك في مفاوز الجبل، بقينا نتهامس فيك شمائل الرفيق والوالد والصديق، اذ كنت خير حاضنة لتلك السجايا التي خضبتنا بها شيوعيتك النافذة حد النخاع، فاتحدت الوان هوانا على لون هواك...وصاغت فينا عقائقَ ننظر منها الغد المستحيل كأنه الآتي الذي لا مناص ... ونستجلي فروسية الحلم الذي ما انفك يطبق علينا في كل أتون ليالي الجبل الموحشة...ولكن المتاريس التي حصنتنا من الوحشة.. من الأغتراب... من الهواجس... كنت انت وسواك من الطيبين الذين حاكوا لنا نسيجها... اليوم اتذكر فيك ابا جميل ذلك الألق المسحور بالتهافت على كل مجالسك البسيطة بساطة وجدانك .. الحليمة بحلمك... الوادعة كأبوتك التي تنتشر كالفئ على الرؤوس والقلوب كأنها الطير فتسكننا السكينة والعبرة... اتذكرك اليوم وانت راحل منذ عشر كانك لما تزل فينا وبيننا اسمع دبيب كلماتك التي تخزن الذاكرة منها الكثير رغم انك المقل الذي يسري فيه الصمت اكثر من الكلام... الأطالة في نبش خزين الذاكرة ابا جميل يجعلني اصدق دعوى الموت انك نزيل سرادقه، لذا استميح المعذرة ، فلدغ التذكر يدمي القلب أكثر من لدغات الموت.. انت فينا ابا جميل ما بقي فينا من نسغ صاعد نازل... فأشهدُ انك الغائب الحاضر فينا.. وأنك الالق الذي يشرق فينا ولا ينطفي ابدا .... ما يجذبني اليك وسواك من الراحلين وانتم في ذلك الوهاد البعيد هي الرغبة في أن تمكثوا فينا مكوثا أبديا لا ينتهي حتى نترجل.

#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات