أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - من سيعتذر للكاتب جاسم المطير يا حكومة العراق...؟؟!!















المزيد.....

من سيعتذر للكاتب جاسم المطير يا حكومة العراق...؟؟!!


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 10:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دعاني قرار وزارة التربية العراقية المرقم 2715 والصادر في 18/1/2005 الذي يقول بمنع تداول كتاب الأستاذ جاسم المطير الصادر تحت العنوان " النفط والأستعمار والصهيونية " مع مجموعة من المطبوعات التي كانت قد أصدرتها وزارة الأعلام ومؤسسات حكومية بعثية أخرى أبان نظام الحكم البعثي البائد في العراق. اقول دعاني ذلك القرار الى البحث عن ذلك الكتاب للأطلاع عليه ولأتبين لنفسي ان كانت هناك من ثمة علاقه بين الكتاب والكاتب مع حزب البعث او حكومته في العراق ربما دسها الكاتب في تلافيف الكتاب، فالقضية بالنسبة لي إما أن أسدل الستار على أحترامي لكتابات هذا الكاتب أن ثبت ذلك، وإما ان أستمر في دوام الأحترام له ولكتاباته أذا ثبت العكس رغم معرفتي الشخصيه البسيطه له.
امهلت نفسي قبل عثوري على الكتاب ومن ثم قراءته، على وجوب التريث في أصدار أي حكم او موقف ضد المطيرقبل الأطلاع على كتابه " النفط والأستعمار والصهيونيه " . وأشدد هنا على مفردة الكتاب،لأنه الجهد الأبداعي الناجز لكاتبه الذي يعكس خارطة علاقاته ونمط تفكيره.
اول مشوار قراءتي للكتاب بعد حصولي عليه، هو تصفح غلافه الأخضرالذي كان يحمل الرقم 11 من أصدارات النفط والتنميه للعام 1978 وبذيل عنوانه مقتطف من حديث لمناحيم بيغن يقول " أنتم أيها الأسرائيليون... يجب أن تكونوا رؤفين عندما تقتلون عدوكم، عليكم أن لا تشفقوا عليه ما دمنا لم نقض بعد على الحضارة العربية التي التي ستبنى على أنقاضها حضارتنا... " .
استوقفتني هذه الأستعاره التي يستشف منها أنك أمام مطبوع لا يريد كاتبه ان تخرج كقاريء عن أطار ما يريد ان يمليه عليك بعيدا عن أستثارة عقلك لتحتكم . ثم قلبت الكتاب على جنبه الأخير فتبين انه قد اودع في المكتبة الوطنية تحت الرقم 759 لسنة 1978 وقد طبع بمكتبة الأديب البغداديه وأن سعره هو 500 فلس فقط.
وعلى هذا الغلاف الأخير أستوقفني أيضا النص التالي" لئن كتب الكثير عن القضية الفلسطينية وتطوراتها
ولئن كتب الكثير عن قضية النفط العربي وتناقضاتها، فلا تزالضرورات حيوية للبحث في العلاقة الجدلية القائمة بين هاتينالقضيتين بما فيها من تنوع وعمق.
فكيف ولدت وتطورت الحركة الصهيونية.. ؟ وكيف أرتبطتبالأحتكارات العالمية..؟ وكيف غدت ,, النوذج العصري ’’ للفاشية والعدوان والأغتصاب والأرهاب...؟ ومن ثم هل يمكن القول أو الأستنتاج ا، نشوء هذا الكيان كان جزءا من نواتج قسمة العمل الدولي الأستعماري..؟ هذه المسائل ما تناولها هذا الكتاب ".
الكتاب يقرأ من عنوانه ، وقد كانت هاتان الأطلالتان المثبتتان على غلافي الكتاب هما مزامير هذا الكتاب الذي دسست انفي في صفحاته المائة وأثنان وخمسون صفحة في ثلاث ليال متواصله، أعدت خلالها قراءة العديد من المتون النصية للكتاب أو أني توقفت عند العديد من العبارات التي تحتمل التأويل فماذا وجدت؟ وجدت أنني أمام كتاب لم يختلف عن كثير من الكتب التي تناولت القضيه الفلسطسنيه أرتباطا بالنفط والأستعمار والصهيونية من منظور عروبي أسلاموي، رغم تأكيد الكاتب على أن ما يطرحه في كتابه تفتقده المكتبة العربية.
وهنا لابد من الأشارة الى أن أي بحث يقع تحت منظور السلطات العربية قاطبة لايمكن أن يجاز أذا لم يكن يتعاطى بواحدة من أشكال التعبير هذه فإما أن يكون عروبي قوماني أو أسلاموي سائد، او متفوه بلسان حال تلك السلطات او يعبرعن رأيها،ولا يمكن لحروف أي بحث ان ترى النور أذا ابتعدت ولو شبرا عن هذا القياس .
فأي من هذه المقاييس يتطابق مع " النفط والأستعمار والصهيونية " للكاتب جاسم المطير؟
لم يكن لا الكتاب ولا كاتبه يحمل اي صفة محددة من تلك المقايسات التي تمكن القاريء من ان يستنتج عائديته الفكرية او هويته السياسية بحيث يمكن ان نقول انه يساري او ديني او قوماني او انه يقف فوق مسطح البعث في العراق الذي شملت مساحة هيمنته القسريه ابعد زوايا الأبداع ، خصوصا بعد أعوام الثمانينات، ففيه ومن خلال اكثر من ثلاثين مصدرا اعتمدها الكاتب في منهجية كتابته للكتاب، ومن خلال ثمان وتسعين حاشية غطت الشروحات، لايمكن ان تخرج - وعلى الأقل بالنسبة لي ـ بغير أن الكتاب بمدخله وفصوله الثلاث، قد أعتمد أسلوب أنتقائي في الطرح والمصدريه، ومن الصعوبة بمكان ان تدخله في اية خانة من تلك الخانات، خصوصا الخانة البعثية او السلطوية ، إلا بما هوقاسم مشترك يدعيه الجميع، وهي عروبة فلسطين.
ان هذا الأستقراء والأستنتاج قادني الى ان أسأل الجهات المعنية بالأمر، وبخالص النية .
من هو الذي وضع هذا الكتاب في خانة النظام البعثي البائد؟ واي من المقاييس اعتمد..؟؟!!
وهذا الوضع الذي اعتمده كتاب المديرية العامة لتربية الرصافه في تصنيف الكتاب ضمن مطبوعات وزارة الأعلام العراقية ومؤسسات حكومية أخرى والتي كانت تستوعب الى العام 1978 أغلب نتاجات المبدعين العراقيين الذين لا يجلسون تحت خيمة البعث، اوالذين لايملكون أمكانية تكاليف الطبع او التوزيع، يقودني الى أن أسأل هل يمكن أن نلغي كل أبداع عراقي نظيف كانت مطابع الحكومة قد انتجته؟ هل نلغي كتابات محمد خضير الأبداعية الجميلة وغيره من نتاجات المبدعين والمثقفين العراقيين لأنها خرجت من دواليب مطابع وزارة الأعلام ؟ وهل نلغي عشرات الكتب المترجمة من الأدب العالمي لأنها طبعت بمطابع وزارة الأعلام او سواها من مؤسسات الحكومة العراقية ؟؟!!
اذا كان لوزارة التربية العراقية التي اصدرت قرار عدم تداول " النفط والأستعمار والصهيونية " عبر دائرتها المديرية العامة لتربية الرصافة اي مبررلذلك القرار يتعلق بحيثيات الكتاب او الكاتب فنحن جمهرة القراء أولى بمعرفة تلك الحيثيات التي قضت بسحبه من الأسواق لأعادته عجينة ورق
لتدخر للشعب العراقي بعض من دولارته التي يسرقها الرائح والغادي وكأن سرقات البعث والأحتلال وما بعدهما ستردم هوتها الغائرة في الخاصرة العراقية، عجينة بعض الكتب التي بصم على ألغائها من التداول السيد مدير عام تربية الرصافة بأمر من السيد وزير التربية العراقي طبعا، ولا أدري أين السيد وزير الثقافة السابق والسيد الوزيراللاحق من هذا الأجراء.
وعليه فأني أتضامن كمثقف عراقي مع مضلمة الكاتب المطير التي يطالب فيها الحكومة العراقية بان يرد له أعتباره، خصوصا جهده الأبداعي " النفط والأستعمار والصهيونية ".. ولنسمع ولو لمره ان حكومة عربية قد تفاخرت بحق واصدرت فرمان قضت فيه بعدم اعدام أنسان او كتاب لأنه أجتهد او لأنه صاحب أختلاف معها.
لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أذكر بالخسارة التي خسرها تراثنا الفكري حينما حاصرت المفكر أبن رشد متاريس الجهل فأحرق كتبه، وأذكر بأن غاليلو غاليلي لم يصر على أن الأرض تدور وأنها كروية حينما تمترست له الكنيسه وأرادت منه ان ينكر كروية الأرض ودورانها، ومع ذلك فقد بقيت الأرض تدور وتدور وستبقى تدور.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقــد إنتخبنـــا العـــــراق
- اتهامات الجلبي والشعلان تشبه ـ حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب ...
- رثاء غير متأخر للرفاق عايد وابو يسار وابو فرات
- كيف تنظر قائمة - إتحاد الشعب - الى الرياضة العراقية
- الى رفيقي العزيز شه مال ـ بمناسبة أربعينية الشهيد سعدون ـ رس ...
- الأرض التي تقف عليها قائمة - إتحـــاد الشـعـب -
- أتحاد الشعب.. القائمة الأنتخابية التي ستعمل على تحقيق الحلم ...
- قدرة ومصداقية الحزب الشيوعي العراقي أقوى سلاح في دعايته الأن ...
- قالـت الذاكــــرة.....
- ماركريت حسن.. شهيدةٌ.. وأيُ شهيدة
- كفاح... أيها الشهيد الذي لا يوارى
- التحالف الوطني العراقي الواسع ضرورة تكوين قائمة انتخابية موح ...
- الـمُـعـــــــــــــادِلاتْ - القسم الأخير
- الـمُـعــــــــــــــادِلاتْ 5
- حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد
- الـمُــعــــــــــادِلاتْ 4
- الـمُـعـــــــــــادِلاتْ 3
- المُعـــــــــــادِلاتْ 2
- المعادلات ( رؤية تسجيليةعن أستشهاد النصير أبو كريم في العملي ...
- طابا التي تأن، من يان لها؟!


المزيد.....




- في إسبانيا.. إجراءات صارمة على الحفلات في جزر العطل الشهيرة. ...
- أمطروهم بالرصاص.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة هجوم دام ببنادق كل ...
- إسرائيل تأمر بعمليات تهجير جديدة في رفح استعدادًا لتوسيع نطا ...
- بعد تسجيل إصابات بالسعودية.. هل تدعو -متلازمة الشرق الأوسط- ...
- واشنطن تتحقق من مدى انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يطالب الحلفاء بالأفعال لا الأقوال
- ماسك يوضح تأثير العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى على أق ...
- بالصور.. جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا لمكافحة الفصل العنصري ال ...
- أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟
- محور نتساريم.. مفرق الشهداء في قطاع غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - من سيعتذر للكاتب جاسم المطير يا حكومة العراق...؟؟!!