أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - هادي الخزاعي - رثاء غير متأخر للرفاق عايد وابو يسار وابو فرات














المزيد.....

رثاء غير متأخر للرفاق عايد وابو يسار وابو فرات


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 10:36
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أمهلني فزعي من فَجْاءَةِ الفقدان المبكر لرفيقي الغالي ( عايد ) أن أحصي محطات الحزن التي ترجل فيها الغالين من قاطرات زماناتهم التي لاتزال تدور رغم فاجعاتها في مداراتها التي لا تفارق. فوجدتها مديدة العد لا نهاية لمسراها، بعد أن فُجعنا باستشهاد الرفاق ( أبو يسار) و ( أبو فرات ) وقبلهم الكثير، حتى رسمت في ذهني هذه الفقدانات، بأن الردى سوف لا يكف عن جرجرة الأحبة الى أنفاقه المعتمة، فبت أخشى على من لا يزال في ذروة العطاء.
لم يقلقني زخم ذلك الترجل، لأني أعرف ان الموت حق، وان متوالية الحياة، أكثر رسوخا من متوالية الموت،بل أزعم أن توالي الحياة بكل العسف والعدل التي تملك، أنما لأجل أن ترسم في وجدانات وضمائر بناتها وبنيها وبكل ألوان الطين، أنهم باقون كالوشم على مساحة الذاكرات، وأن مديات ذلك البقاء مرهون بمقدار ما كان عليه العطاء الممهور بدمغة الخير والمحبة التي تسكن الجوانح.
وحتى لا أشوش الفكرة أقول، أن للأشرار والشياطين أيضاً، ارضيون وسماويون من ذوي العطاءات المخزية، حيزاً من تلك المساحة أيضا، ولكنهم حين يُسْتحضرون لا كما تُستحضر الملائكة ، انهم لا يُستحضرون إلا من أجل أن يُضرب بهم المثل في القسوة واللاعدل والجور والأنانية وعدائية الآخر المستحكمة واستغلالهم أوأستغفالهم للاخرين، وصولا الى أبشع فعل آدمي تناسل ولا يزال يتناسل منذ هابيل وقابيل، ألا وهو تغييب الآخر بسبق أصرار يشبه العناد الموصد الأبواب والنوافذ التي تمنع الأفول والأنتهاء.
أن الموت حين يغشى البشر ويختصر سنوات العمر بلحظة تشبه المستحيل، يستحيل الحيف والتأسف فيه الى ألم يحرق الحواس وينحر المآقي، الأمر الذي لا يُبقِ امامك غير أن تنتحب وفي كثير من الأحايين يكون ذلك النحيب مرهم الوجع وشارة من شارات الغياب المشاكس الذي لا يستجيب للتوسل كي يتم التواصل .
وها هو المشهد المحزن والمشاكس قد قبض بأصابع من ماء النارعلى موانيء ذاكراتنا المستلقية على سطوح ايامنا المشتركة يا ( عايد )... نحن الذين أحببناك واحببتنا بلا مقدمات توحي بتأجيل عَرابين ذلك الود الذي تعاهدناه، وكأننا سوف لاننفصم، أو إننا سنستطيل الى الأبد في غابة الأيام المزدحمة بمختلف التلاوين الكثيرة التي نحب، أو تلك التي لا نحب على قلتها.
( عايد ) وكأنك حين حَزَمتْ ساعة الرحيل حقيبتها البيضاء، قد كنت تخط آخركلمات الوداع غيرالمعلن على صفحات ذلك الليل القطبي الذي اودعت فيه آخرالوفاءات لمن نسجت معهم تلك الأسرارالتي باح بها الجبل عن ذلك المشتهى " الذي ما انتهى "، مشتهى أن يكون لنا وطن نتبادل فيه عناقيد الياسمين وباقات الرازقي المطراة بندى صباحات العراق المبكر، لنتدفأ بعطورها الشهية بدل القدح والرصاص ورائحة الدم المتخثر على الأرصفة وجدران المساجد والكنائس واسوار البيوت التي هدها رعب القنابل والمفخخات.
كم كان سيكون جميلا يا( عايد )أن نكون معا، أنت وأنا وبقية الأحبة الذين تعاهدنا على الوفاء للعراق، ونحن نطلق لأقدامنا ان لا تترك شبرا في مراتع صبوانتا وشبابنا إلا وتتصافح معها.
ولكنه كسهم ناري كان الردى قد أفجعنا بك وبغيرك مما سيكون لعدم وجودهم ووجودك بيننا فراغ أكبر من مساحة عواطفنا التي بكتكم بكل تقاسيم الحزن المضاعف.
يقودني الحزن عليك يا ( عايد ) الى حزني غير المنقطع على كل الذين فقدناهم غيلة أو فقدانا، ولكني أصحو من لجج هذا الحزن على أيقاعات ضحكاتكم الطرية وهي تدعو الى التواصل والتشبث بالوجود الوردي الذي حلمنا به. ومثلما أرثيك ، فأني أنشر رثاءاتي عن الآخرين عبرك، الشهداء ( أبو يسار )، (أبو فرات ) والى ذيل القائمة التي تنتظر أن يصحو الحلم على دبيب خطوات أطفال العراق القادمين ..



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تنظر قائمة - إتحاد الشعب - الى الرياضة العراقية
- الى رفيقي العزيز شه مال ـ بمناسبة أربعينية الشهيد سعدون ـ رس ...
- الأرض التي تقف عليها قائمة - إتحـــاد الشـعـب -
- أتحاد الشعب.. القائمة الأنتخابية التي ستعمل على تحقيق الحلم ...
- قدرة ومصداقية الحزب الشيوعي العراقي أقوى سلاح في دعايته الأن ...
- قالـت الذاكــــرة.....
- ماركريت حسن.. شهيدةٌ.. وأيُ شهيدة
- كفاح... أيها الشهيد الذي لا يوارى
- التحالف الوطني العراقي الواسع ضرورة تكوين قائمة انتخابية موح ...
- الـمُـعـــــــــــــادِلاتْ - القسم الأخير
- الـمُـعــــــــــــــادِلاتْ 5
- حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد
- الـمُــعــــــــــادِلاتْ 4
- الـمُـعـــــــــــادِلاتْ 3
- المُعـــــــــــادِلاتْ 2
- المعادلات ( رؤية تسجيليةعن أستشهاد النصير أبو كريم في العملي ...
- طابا التي تأن، من يان لها؟!
- لم ترحل أيها الشفيف سلمان شمسه
- لفت انتباه للسيد صلاح عمر العلي
- رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - هادي الخزاعي - رثاء غير متأخر للرفاق عايد وابو يسار وابو فرات