أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد العبره - قراءة في رواية لعنة الأمريكان














المزيد.....

قراءة في رواية لعنة الأمريكان


سعد العبره

الحوار المتمدن-العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


أعدُّ رواية رواية لعنة الأمريكان للروائي نعيم آل مسافر وثيقة مهمة إذ تابعتْ وسجّلتْ متغيّرات كثيرة عاشها الشعب العراقي وهذه المتغيّرات وإن كانت غير خفية على القارئ إلا إن شعور الكاتب بالخوف من نسيانها إزاء ما يمر به العراق من تحولات سريعة إضافة لظهور جيل جديد لم يعش بعض تلك التفاصيل فرض على الكاتب إخلاء مسؤوليته كمثقف من خلال هذه الرواية القصيرة التي هي أشبه بفيلم تسجيلي.
أسماها (لعنة الأمريكان) وهذا العنوان الواضح هو الثيمة التي ترافق القارئ طيلة الرواية من خلال تأكيد الكاتب على فكرة يعتقد بها وربما يشاركه بها كثيرون وهي إن أساس الخراب الذي يعيشه هذا البلد منذ عقود إلى يومنا الحاضر هو السياسة الأمريكية، ولحظتُ ذلك في أول عبارة في الرواية (أسقطوا التمثال برافعة ثقيلة ووقفوا متفرجين..) وهذه إشارة واضحة إلى دور أمريكا في المشهد إذ نراها فاعلا مرة وجمهورا مرة أخرى. كذلك أشار الكاتب إلى إن التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 لم يكن تغييرا جذريا وهذا ما كرره الكاتب كثيرا من خلال عبارة (بقاء ساقي التمثال) بمعنى إن أمريكا ليس لديها نية صادقة بالتغيير،كذلك هي إشارة إلى إن إقصاء أي حزب حاكم لعقود من السلطة لا يكون تغييرا شاملا ما دامت له جذور في الواقع ممتدة لسنين وهذه الجذور قد تخضر إذا وجدت الحاضنة الملائمة لا سيما (نحن مثل قلوب السمك ننسى بسرعة) ويقول أيضا في إشارة لطيفة (أمّا الملابس الخضراء الداكنة فما زالت مخبأة في النفوس قبل الدواليب).
فضح الكاتب ما هو مفضوح من خلال تصويره السردي للجرائم التي ارتكبها النظام السابق من خلال أبشع صورة وهي دفن الأحياء من الآباء والشباب والأطفال بل حتى الدمى، ولم يكتفِ بهذا الوصف إذ ذكر المناطق التي تحتوي على مقابر جماعية حتى إنّه جعل أحدى عتبات الرواية بعنوان (قائمة المقابر) وكأنّه يريد أن يرفع لافتات عليها وهو بلسان المواطن العراقي يتمنى أن تأتي حكومة جديدة تجعل من هذه الأماكن متاحف وتشيّد عليها مسارح ومكتبات( لتكون شاهد عصر للأجيال القادمة).
في صفحة (7) يقول: (إن أغلب المشاهدين وهم يراقبون الأحداث يحملون بأيديهم أوراقا مطوية) ولعل هذه الإشارة لأمنيات مطوية أو مؤجلة منذ زمن في داخل المواطن العراقي المتشوق للتحرر أو أنّه يؤكد على نسيان العراقيين في لحظة الحدث ما سبق تلك اللحظة من حروب وحصاريات وتعذيب فهم قد انشغلوا بالفرحة وتناسوا كل آلامهم دفعة واحدة.
ووجدت ذات المعنى في العتبة الأولى (قائمة غذائية) والتي تشير إلى التفكير البسيط للمواطنين وانشغالهم بجزيئات بسيطة والتلاعب بهم بواسطة شعارات وهمية لإشغالهم عن الذي يجب أن يكونوا عليه إزاء الحدث المهم الذي سينقلهم إلى واقع جديد وإشغالهم عن التفكير في مستقبلهم ومستقبل بلادهم المجهول.
كذلك أجاد في وصف بعض البعثيين او الفكر البعثي عموما من خلال شخصية (أبوعروبة الذي يحمل على زنديه من الجانبين عدة أقلام مع إنّه لا يعرف الكتابة)
يعود الكاتب فيروي لنا نكتة الحشرة والصرصار وطريقه تكاثر الحشرات وهذه النكتة مرتبطة جدا بعبارة ساقي التمثال المتكررة وهذه هي الحاضنة التي كان بطل الرواية مدركا لها خائفا منها منذ أن رأى الجماهير لاهثة بفرحتها،مزدحمة أمام (استنساخ الحرية) وأجد في هذا الاسم إشارة ذكية للدكاكين الإعلامية التي رافقت التغيير،ومن جانب آخر يشير إلى أن الحرية الجديدة مستنسخة،ونحن نعرف أن النسخ عادة ما تكون أقل وضوحا،وهذا ما يدل على ضبابية المشهد السياسي وعلى الفوضى التي أدركها المواطن الواعي قبل غيره لحظة التغيير.
ولا ينهي روايته قبل أن يبيّن حياديته من خلال عودة (النقري) لكرسي الحكم مجددا،كذلك إشارته لما عاناه العراق ما بعد التغيير من حروب جديدة بعد أن خصص عتبة من روايته لأكبر مجزرة ما بعد 2003 وهي مجزرة سبايكر.
كذلك،أشار للتظاهرات المطالبة بالخدمات التي عمّت البلاد،وكيف جوبهت من قبل الأحزاب،والدور الذي لعبه حماية (تأميم) لخلط الأوراق بين الفريقين (حتى رأيته ملقى على الأرض وأحد حماية تأميم يقوم من فوقه وهو يخفي سكينا تحت إبطه.حاولت الإمساك به لكنّه اختفى مني بالزحام)،وهنا يصور لنا (الطرف الثالث) الموجود بيننا دائما،وسيبقى ما دامت ساقا التمثال قائمتين.



#سعد_العبره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكتبة السيد المرعشي
- تأصيل الغيبة في المجتمع الإمامي
- القارئ ورواية شرق المتوسط
- قراءة في بنج عام
- سكينة بنت الحسين(ع) والمبغضون لآل محمد
- قراءة/ الوقوف على(نيران وارة)
- الضياع في العودة إلى لكش..
- درجة حرارتنا
- إلى حبيبي سجاد
- إلى الوراء در
- عامٌ.. لا يختلف كثيرا.
- إضراب و تضاربات
- رداء الشعر الشعبي
- الطاس و الحمّام
- يا ساستنا.. لا تثريب عليكم !!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد العبره - قراءة في رواية لعنة الأمريكان