أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد العبره - تأصيل الغيبة في المجتمع الإمامي














المزيد.....

تأصيل الغيبة في المجتمع الإمامي


سعد العبره

الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 02:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن موضوعة غيبة الإمام المهدي(عج) من المواضيع التي تتجدد ويتجدد النقاش بها وبجزئياتها، وأسئلة كثيرة تثار من قبل موالين للإمام تارة،ومن قبل غير موالين ومشككين تارة أخرى. لعل كتاب(منهج البحث والتحري في شأن الإمام المهدي) للسيد محمد رضا السيستاني استفاض بتفاصيل دقيقة وتصلح تلك التفاصيل أجوبة لأسئلة كثيرة حول غيبة الإمام والإيمان بها.
ومن النقاط المهمة التي استوقفتني هي عدم تشتت المجتمع الإمامي بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري(ع) عام 260هـ وهذا أمر لافت ويشير إلى نضج المجتمع الإمامي فضلا عن شده قربه من الإئمة وتمسكه بتعاليمهم والإيمان المطلق للإمام المعصوم،وإلا كيف يتفاعل مجتمع مع إمام غائب بعد وفاة أبيه ؟

نحن اليوم،نعيش صراعا قويا مع الملحدين في أصل من أصول الإسلام وهو التوحيد وإن كان الإعجاز الإلهي لا يخفى على عين متدبر. فكيف يقتنع الآخر بالإمام ؟ بل كيف يقتنع الآخر بإمام غائب ؟
المسألة ليست بهذه البساطة،فليس للإمام المهدي(عج) معجزة في الأرض لنستدل بها كما نستدل على الأنبياء او كما نستدل على ربوبية الله. الأمر مختلف.


حقيقة ان السيد محمد السيستاني قد أشار إلى ذلك بقوله: لا يمكن إنكار الإمام المهدي(عج) من منطلق إنكار أصل الدين أو نفي الإسلام أو نفي الاصطفاء.
وبهذا يكون موضوع الإمام المهدي شأن إمامي اثني عشري، فغيرنا لا يبحث عن إمامه، فالملحد وغير المسلم وغير الإمامي لا تشكل غيبة الإمام أو حضوره أهمية لديه. فهل سيؤمن هؤلاء لو كان الإمام حاضرا ؟ وهل آمنوا بمن قبله من المعصومين الذين عاشوا بين الناس ؟ وهل يحتاج علي بن ابي طالب إلى شهادة اثبات ؟
إن الإيمان والتصديق بالإمام المهدي(عج) كإمام معصوم هي مسألة إيمان وعقيدة وارتباط بالرسل. بل هي مسألة إيمان وتمسك بأصلين من أصول الإسلام هما النبوة والإمامة،وعندما أقول بالنبوة،أعني ذلك لأن الإيمان بها يعني الإيمان بشخصية الرسول(ص) وبصدق حديثه،وهو القائل(إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله ،وعترتي أهل بيت،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا،وهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)،وهو القائل(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)،فالذي يؤمن بالنبوة أصل من أصول الإسلام عليه أن يقر بما قاله الرسول(ص)، وبالتالي الإعتراف بالإمام والإمامة.
فثقافة المجتمع الإمامي لم تكن وليدة زمن الإمام الحسن العسكري(ع) فحسب، بل هي ثقافة متأصلة ومتواترة من الرسول الى الإمام علي بن ابي طالب إلى بقية الإئمة اللاحقين. والرسول(ص) ومن تبعه من المعصومين السابقين للإمام العسكري جميعهم قد مهّدوا للإمام الحجة(عج) وغرسوا في أتباعهم القضية المهدوية المتمثلة بالإمام المهدي وهو آخر السلسلة الأثني عشرية، وكما قال السيد المؤلف: أن إنكار نبأ الإمام المهدي(عج) هو إنكار عقيدة أهل البيت من اصلها.


ثم أن المؤشرات والدلائل على ولادة الإمام المهدي كثيرة وتكفي للرد على كل الشبهات التي تثار من قبل المتربصين،لكن هذه الدلائل لا تجد نفوذها في مجتمع غير آمن كما اسلفنا.
إنما هي دلائل للمتبصر وسلاح ثقافي عقائدي لأتباع آل محمد للرد على تلك الشبهات وعدم الأخذ بها،ثم لترسيخ الإيمان في الأجيال المختلفة لخلق مجتمع إمامي رصين،وللحفاظ عليه كمجتمع إمامي عقائدي يتعامل بصدق مع الإمام المهدي(عج) في غيبته،ويستحضره في كل عمل،وينتظره متأملا تغليب الحق ونشر دين العدالة في العالم الاكبر.

بقي أن يعرف الموالي أو أي باحث أن من أهم أسباب الغيبة هو ملاحقة السلطة للإئمة من آباء المهدي والتاريخ يحفظ ذلك، لاسيما وأن وجود أي معصوم في المجتمع يشكل خطورة على السلطة الحاكمة ولا حل في ذهن السلطة إلا الخلاص منه بسجنه أو تصفيته ثم أن موقف الإمام المهدي أكثر خطورة على الدين الإسلامي وعلى سلسلة الإئمة وعلى المجتمع الإسلامي إذا ما سجن او قتل لا سامح الله.
فإن تصفية الإمام المهدي(عج) قطع لسلسلة الهداية واغلاق لباب الإمامة الذي نؤمن أنه لن يغلق حتى تسود العدالة والقسط في المجتمع، وتقام الدولة الإسلامية العادلة ثم أن في مقتله انتشار للضلالة إذا ما عدنا إلى حديث الثقلين.
كما أن ذلك مخالفا لأمر الله سبحانه الذي وعدنا في تغليب الحق على الباطل كما أنه يساهم في انقطاع رجاء الامة بالهدى الإلهي المتمثل بالمعصوم الأخير الذي سيجمع البشرية على كلمة سواء.
لذا غيّبه الله وأبعده عن خطر السلطات الحاكمة بعد أن توفرت كل المؤشرات المؤكدة على ولادته وعلى إمامته بل ان نبأه كموعود لا يخفى على كل الديانات مع الاختلاف في بعض الجزئيات كولادته أو اصطفائه او غيرها. وإن الاصطفاء هو المبدأ الأكثر خطورة وهو أساس الاختلاف إذا ما عرفنا أبعاده التي أشار إليها المؤلف من أولوية الإئمة بالحكم والتسديد الإلهي والرجوع إليهم في امور الدين.
وقد لازمت الغيبة الوعد،فهو الموعود لأنه موعود بالظهور مهما طالت غيبته،وموعود بقيادة العالم كإمام شرعي،وهو المنتظر من قبل الموالين ولاسيّما المظلومين فهو الناصر لهم،وهو المهدي لأنه إمام هدى،وعلى يده ستكون هداية الجميع إلى الصراط المستقيم بمشيئة الله،أما اسمه الحقيقي فهو محمد ويعد من خصائصه التي تدحض مدعي المهدوية ممن لا يحملون اسمه. ولقد أنبأ الله به لأهميته ولإلقاء الحجة على الناس كما وعد بالنبي الأحمد في الرسالات السابقة.
ثم ان الذي يريد ان يتحرى ويبحث في شأن الإمام المهدي(عج) عليه أولا أن يتأمل ذلك وفق منهج تاريخي وروائي ملائم وسلك السبل الموضوعية الضرورية في تحقيق البحث،وإلا لا يمكن أن يصل إلى نتائج حقيقية ولا يمكن أن يكون بحثه بحثا موضوعيا إن لم يهيئ الأدوات الملائمة ودون أن يكون حياديا غايته الوصول إلى الحقيقة غير مضمر لغاية أخرى وغير مضمر لحكم مسبق أو نتائج مسبقة تفرضها عليه تيارات أو ايدلوجيات أوأفكار يميل أو ينتمي إليها.



#سعد_العبره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القارئ ورواية شرق المتوسط
- قراءة في بنج عام
- سكينة بنت الحسين(ع) والمبغضون لآل محمد
- قراءة/ الوقوف على(نيران وارة)
- الضياع في العودة إلى لكش..
- درجة حرارتنا
- إلى حبيبي سجاد
- إلى الوراء در
- عامٌ.. لا يختلف كثيرا.
- إضراب و تضاربات
- رداء الشعر الشعبي
- الطاس و الحمّام
- يا ساستنا.. لا تثريب عليكم !!


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد العبره - تأصيل الغيبة في المجتمع الإمامي