أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد العبره - القارئ ورواية شرق المتوسط














المزيد.....

القارئ ورواية شرق المتوسط


سعد العبره

الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


أشعر بالتعب..أشعر برجب في داخلي وإن لم أكن سياسيا في الواقع، لكن..كل إنسان هو سجين سياسي في هذا العالم، ويبحث عن هدى، تلك الحبيبة التي تستطيع أن تذهب به إلى عالم طالما ناضل من أجله، ساعيا، حالما، بالوصول إليه.
هدى.. هي الحرية الثمينة التي ستخرجنا من قبو الحياة الزائفة، وتسرقنا من تحت يد الجلادين.
لكنّها في (الشرق المتوسط) تزوجت ولها ولدان، فمن يرجع للحرية بكارتها ؟ وما نفعي أنا ورجب والآخرين الذين يشبهوننا إن عثرنا على هدى ليستْ العذراء التي عهدناها من قبل.
سنبقى متعبين، متكئين على ذات الأريكة الممزقة بالأفكار، وسنكتب ما في داخلنا من ألم على الورق، ثم نحرق الورق.. وآهاتنا.. وأحلامنا..

رواية (شرق المتوسط) للكاتب الكبير عبدالرحمن منيف،رواية إنسانية عظيمة،يرافقك الألم ما أن تسافر معها..ولا ينتهي الألم بنهاية آخر أوراقها،إنما ينمو في داخلك..يكبر..كما تنمو في داخلك الروح الثورية التي تدعوك إلى التمرد على حرّاس السجن العربي الكبير..

يقول العربي المتمرد على لسان بطل الرواية رجب:
( سيطرتْ عليّ بجموح فكرة أن أكتب. يجب أن أقول للناس ما يجري في السراديب،في الظلمة،وراء جدران ذلك البناء الأصفر الذي يربض فوق قلوب البشر مثل حيوان خرافي،الكلمة آخر الأسلحة...).

نعم.هي آخر الأسلحة في مجتمع لا يستطيع أن يقول رأيا مختلفا،ولا يستطيع أن يحمل فكرة مغايرة لأفكار الحاكمين المستبدين.فالكلمة جهاد في مجتمعنا العربي الاسلامي !! لا سيّما ونحن المسلمين نعتقد إن (أعظم الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر).

الرواية تقص لنا ما يتعرض له هؤلاء المجاهدين الذي يجابهون السلطات الظالمة بكلمة الحق.. معاناة تلك الضمائر الحية التي تتحمل كل أصناف التعذيب في سبيل الحرية.. معاناة هؤلاء الرجال الذين يخسرون أجسادهم وعوائلهم في سبيل كرامتهم ولأجل أن يحصل أبناؤهم على حياة مختلفة..حياة تسودها العدالة واحترام الإنسان في هذا الشرق الذي لا قيمة للإنسان فيه سوى شعارات زائفة يرددها أبناء السلطة وأتباعهم ليحكموا بها أبناء جلدتهم !! شعارات يتغنون بها ليضللوا بها الحقيقة وليخمدوا الأصوات المنادية بالمساواة.. تلك الأصوات التي يقرأها المتسلطون شتيمة لهم.يقول رجب: ( الإنسان في بلادنا أرخص الأشياء،أعقاب السجائر أغلى منه) !

ما آنسني في الرواية،البطلة أنيسة،وهي أسم على مسمى،فهي النافذة الوحيدة للروح السجينة المعذبة،ورغم تكبدها العناء ورغم كل المخاوف التي عاشتها،ظلت صبورة صبر الجمل كما يقول عبدالرزاق عبد الواحد.
فهي التي تحملت كل هذا الشقاء بعد رحيل والدتها العصامية(أم رجب) تلك الأم القوية،وهاتان المرأتان تجعلانا على يقين بالمقولة المحفوظة(وراء كل رجل عظيم أمرأة عظيمة).

كما أرى أن الموت الذي أخذ أم رجب ورجب ..ثم حامد،لم يستطع أن يطفأ روح الثورة ولم يستطع أن يلجم أفواه الشباب فيما بعد.. فأنيسة وأولادها ثمار تلك التضحية،فالدور قد حان لهم بعد رحيل آبائهم المضحين.لذا يدعوهم رجب أم يكتبوا ما لديهم وهو يقول: ( لا يمكن للإنسان أن يكتب كل شيء،فعذاب الكلمة أقسى من أن يتحمله إنسان بمفرده،ولذلك فكرت بتلك الطريقة المجنونة،أن يتكلم عدد من الناس في وقت واحد .. وباصوات مختلفة).

نعم.هكذا كانت الرواية،أصوات مختلفة في وقت واحد،من خلال شخصياتها: رجب وثلاثة عشر سجينا، وأم رجب،وأنيسة،وحامد،وأبناء أنيسة، وهدى..وغيرهم.

الرواية بمئتين وثلاث وأربعين صفحة،تحمل في طياتها تفاصيل كثيرة عمّا يتعرض له السجناء ولا سيّما السياسيين منهم في السجون. وأعد الرواية كلمة شجاعة،ووثيقة يستدل بها على خفايا عالمنا العربي في ظل السلطات الجائرة التي تكمم الأفواه ولا يستطيع أحد أن يقول كل ما لديه إلا إذا كان على ظهر أشيلوس.. تلك السفينة التي ستقذفنا في موانئ الغربة.. فالمفكرون وأصحاب الرأي في شرقنا،أما أن يكونوا غرباء أو في السجون !!

يقول رجب مخاطبا أهل باريس في غربته: ( آه يا أهل باريس لو جئتم بكتبكم إلى شاطئ المتوسط الشرقي لقضيتم حياتكم كلها في السجون..).

الرواية كبيرة بما تحمل من مضامين.. كبيرة بحجم روح كاتبها.. ورغم أن أنيسة تقول: (من العبث أن يقرأ الإنسان رواية مرتين) إلا أني قرأت رواية منيف مرتين،إعجابا بها،وقد أعدها من أفضل الروايات العربية،والأولى في أدب السجون،ولهذا كتبت عنها، وما سألني سائل عن رواية للقراءة إلا وأجبته: أقرأ شرق المتوسط لعبدالرحمن منيف.



#سعد_العبره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في بنج عام
- سكينة بنت الحسين(ع) والمبغضون لآل محمد
- قراءة/ الوقوف على(نيران وارة)
- الضياع في العودة إلى لكش..
- درجة حرارتنا
- إلى حبيبي سجاد
- إلى الوراء در
- عامٌ.. لا يختلف كثيرا.
- إضراب و تضاربات
- رداء الشعر الشعبي
- الطاس و الحمّام
- يا ساستنا.. لا تثريب عليكم !!


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد العبره - القارئ ورواية شرق المتوسط