أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - قراءة في المستجدات على الساحة السورية















المزيد.....



قراءة في المستجدات على الساحة السورية


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- مقدمة:
ان المراقب للأحداث المتعلقة بالأزمة السورية، يلحظ في الآونة الأخيرة بعض المستجدات والمتغيرات الجديدة على الساحة الدولية والإقليمية، إضافة الى بوادر تحرك شعبي في مناطق سيطرة النظام بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي وصلت اليها البلاد. ان استعصاء الحل في سوريا على مدى سنوات الأزمة كان ناتجاً بغالبيته بسبب العقد الإقليمية والدولية التي زادت من تعنت النظام السوري ورفضه لأي عملية للانتقال السياسي وفقاً للقرارات الدولية، ومنعت أي تقدم في مسار إيجاد أي تسوية مقبولة على أطراف الصراع. فتناقض مصالح الدول الإقليمية الضالعة في الملف السوري مثل إيران وتركيا وإسرائيل ودول الخليج، وتضارب مصالح القوى الدولية خصوصاً روسيا والولايات المتحدة الأمريكية منعت أي تطبيق لقرار 2254 (1) والانتقال السلمي للسلطة في سوريا.
ان الحرب الروسية على أوكرانيا، وانتفاضة الشعب الإيراني ضد حكام ايران والتي دخلت شهرها الرابع، إضافة الى التحولات في السياسة التركية، وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الفاشية الجديدة،(2) وقانون الكبتاغون الأمريكي (3)، وبداية الحراك الشعبي السوري في مناطق سيطرة النظام، مثل محافظة السويداء والتي بدأت تمتد الى مناطق مختلفة من انحاء سوريا، ومن المحتمل أن تتحول الى انتفاضة جديدة في وجه النظام السوري المفلس اقتصادياً وسياسياً واخلاقياً، كل هذه الأحداث فيما اذا تصاعدت قد تحمل في طياتها بدايات جديدة، قد تخرج الملف السوري من حالة الاستعصاء. ولفهم هذه التحولات ومفاعيل تأثيرها على الملف السوري
سنتناولها على ثلاثة مستويات؛ المستوى الدولي، المستوى الإقليمي والمستوى الوطني السوري. ثم سنحاول في الخاتمة رسم صورة حية لحركة الأحداث المحتملة بهدف فهم مسار تطورها المستقبلي.

1- المستوى الدولي:
لا شك أن الحرب الروسية على أوكرانيا كان لها تأثير كبير على الملف السوري، فروسيا بدأت بسحب قواتها من سوريا، وسحب منظومات الدفاع الجوي مثل اس300 التي كانت قد زودت النظام بها سابقاً، وسحبت غالبية سلاح الجو الذي شكل رأس الحربة في العمليات العسكرية الروسية داخل سوريا (4). هذه الخطوات اضعفت التأثير الروسي في سوريا مما جعلها تفتش عن حل مع القوى الإقليمية خوفاً من سيطرة إيران وتركيا على مقاليد الأزمة السورية، ومن تمدد النفوذ الأمريكي في سوريا الذي يدعم القوى الكردية. وهذا ما يفسر لنا هذا التسارع في الأحداث لإيجاد تسوية في الشمال السوري بين تركيا والنظام السوري، والذي تكلل باجتماع بين وزراء الدفاع الروسي، التركي والسوري في موسكو. (5)
هذه الاتصالات واللقاءات بين ممثلي الدول الثلاث بمستويات مختلفة، من الممكن أن تتوج، بحال نجاحها، الى لقاء بين الرئيس التركي أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، روسيا تأمل من هذه اللقاءات أن تؤدي الى عودة محافظة ادلب لسيطرة النظام، وحل المليشيات الموالية لتركيا، مقابل التنسيق بين الدول الثلاث لمنع الأكراد، حلفاء امريكا، من الحصول على أي امتياز في الشمال السوري قد يضر بالمصالح التركية، وقد تشمل هذه التسوية تعديلاً في اتفاقية اضنة (6) وإعطاء الأتراك امتيازات جديدة. اتفاق من هذا النوع قد يضمن لروسيا استمرار نفوذها في سوريا خصوصاً بعد انسحابها العسكري، من خلال الحفاظ على المواقع العسكرية الرئيسية؛ مثل مطار حميميم والموانئ السورية، والامتيازات الاقتصادية لشركاتها في التنقيب عن الغاز في الساحل السوري.
أمريكا من جهتها تسيطر على مناطق النفط السورية، وتمسك بأوراق مهمة في الشمال والجنوب السوري، من خلال دعمها لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات الشعب الكردية، بحجة التصدي لداعش، هذا إضافة الى دعمها بعض المليشيات التي تدربها وتسلحها في قاعدة التنف مثل "جيش مغاوير الثورة " (7) وذلك من اجل حماية مصالحها في سوريا والعراق، وتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، والتي توجه له كل فترة ضربات جوية انتقائية لإضعافه.
لا شك ان أمريكا تريد ان تستغل الورقة السورية للضغط على روسيا وحلفائها في سورية، فقد جاءت مصادقة الرئيس الأمريكي بايدن على قانون الكبتاغون للضغط على النظام السوري استكمالاً لقانون قيصر الذي فرض حصاراً على النظام منذ عام 2019(8) مما فاقم الأزمة الاقتصادية داخل سوريا. ما يهم أمريكا في الفترة الحالية هو اضعاف روسيا وحلفائها كما ذكر سابقاً، وذلك من أجل التضييق عليها واضعافها في أوروبا في المواجهة مع أوكرانيا، ولذلك ستستغل كل فرصة للنيل من المصالح الروسية في سوريا، مما يدفع روسيا باتجاه التقارب مع تركيا والتفتيش عن تسوية تحافظ فيها على مصالحها في سوريا وتحفظ لها ماء وجهها.
اما الصين بالرغم من أنها غير ضالعة بشكل مباشر في الصراع داخل سوريا ولكنها مؤثرة اقتصادياً وفي المحافل الدولية، فقد دعمت روسيا في مجلس الأمن ووقفت الى جانبها في كل ما يتعلق بالملف السوري، ان اقتراب الصين من المجال الحيوي الأمريكي يشكل خطراً استراتيجياً على الولايات المتحدة الأمريكية ويجعلها تتشبث أكثر بمناطق نفوذها في الخليج وسوريا والعراق، ويدفعها لمحاولة ترتيب الأوراق في هذه الدول بما ينسجم مع مصالحها، خصوصاً بعد التقارب الأخير بين الصين ودول الخليج والذي توّج بعقد القمة الصينية العربية في السعودية، (9) على أثر استياء دول الخليج من السياسة الأمريكية بما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

2- المستوى الإقليمي:
لا شك، إن إيران تمتلك تأثيراً كبيراً في سوريا من خلال عشرات المليشيات التي جلبتها لساحة القتال السورية، إضافة الى حزب الله اللبناني، الذي لعب دوراً مفصلياً في تثبيت النفوذ الإيراني في سوريا، حيث ساهمت إيران مع الروس في تثبيت نظام الأسد في الحكم. ولكن بعد استتباب الأمر للنظام في سوريا، دخلت إيران في صراع خفي مع روسيا على مناطق النفوذ، خصوصاً في الجنوب السوري، واستفادت لاحقاً من ضعف الدور الروسي في سوريا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وانسحاب الروس التدريجي منها، مما مكنها من تقوية نفوذها داخل سوريا.
إسرائيل، وبموافقة ضمنية روسية، حاولت على مدار سنوات الصراع التقليل من النفوذ الإيراني وحزب الله اللبناني في سوريا، وذلك من خلال استهداف المواقع العسكرية الإيرانية وامدادات الأسلحة الى حزب الله. ولكن لم تفعل كل الضربات الإسرائيلية مثل ما فعلت الانتفاضة الشعبية في إيران على خلفية مقتل الفتاة مهسا اميني على ايدي "شرطة الأخلاق" الإيرانية في 16 ايلول 2022 والتي تتزايد مفاعيلها وتضعف مع الوقت الدور الإيراني في سوريا. (10) هذا إضافة الى الحصار والضغط الأمريكي الأوروبي بشأن الملف النووي الإيراني، مما يزيد من صعوبة الموقف الإيراني. لا شك ان تعاظم الانتفاضة الشعبية في إيران قد تؤدي لخلق واقع جديد يفرض عليها إعادة حساباتها فيما يتعلق بتدخلاتها في المنطقة العربية.
اما تركيا فهمُّها الرئيسي هو القضاء على أي مشروع كردي انفصالي قد يهدد وحدة الأراضي التركية، والتي يعيش فيها ملايين الأكراد. فقد حاولت تركيا ومنذ بداية الأزمة في سوريا منع تمدد الأكراد في الشمال السوري، وخصوصاً حزب العمال الكردستاني وأذرعه في سوريا. ونتيجة للأزمة السورية، دخل تركيا حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري، واحتضنت قوى المعارضة السورية لتمسك ببعض الخيوط للتأثير في أي حل مستقبلي في الملف السوري لضمان مصالحها.
تركيا، وفي الآونة الأخيرة، بدأت تتراجع اقتصادياً، وتحول اللاجئون الى عبء اقتصادي وديموغرافي عليها، وبدأت المعارضة التركية تستغل قضية اللاجئين في حربها الإعلامية على اردوغان، الأمر الذي أدى الى التضييق عليهم، وطرح قضية عودتهم الى الداخل السوري. لذلك تحاول تركيا الاستفادة من أزمة الروس، في سوريا، بعد حربها على أوكرانيا، لتحسن من وضعها الاستراتيجي في سوريا، فالقيادة التركية لا تمانع في التعامل مع النظام السوري لتحقيق مصالحها وعلى رأسها وأد أي محاولة انفصالية كردية، وصولاً الى تحسين اتفاقية أضنة من عام 1998 التي تسمح للأتراك التحرك في الشمال السوري. بناءً على هذا التوجه أبدى أردوغان عن رغبته في التقارب مع النظام السوري تحت المظلة الروسية، فالتقت المصالح التركية مع المصالح الروسية، وكانت النتيجة بداية التقارب التركي مع النظام السوري، وذلك من خلال الاجتماعات التي ذكرت سابقاً على مستويات مختلفة.
إسرائيل من جهتها تريد أن تبعد إيران وحزب الله عن حدودها، ولذلك نسقت مع روسيا على مدار سنوات للحصول على هذا الهدف، وشكلت روسيا صمام أمان لمنع أي مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. ان تقليص الدور الروسي في سوريا سيضطر إسرائيل للاعتماد على نفسها في مواجهة النفوذ الإيراني وحزب الله، مما قد يؤدي لدخولها في مواجهة لا تريدها في الوقت الحاضر. فهي مستفيدة من الوضع القائم في سوريا، حيث لم يعد هناك أي قوة تهدد امنها من الجبهة الشمالية، بعد ان تم تدمير سوريا عسكرياً واقتصادياً. لا يوجد أي مصلحة لإسرائيل بتغيير النظام في سوريا أو الوصول الى حل سياسي قد يضع سوريا على سكة العودة الى دولة فاعلة في الصراع العربي الإسرائيلي، خصوصاً بعد الانهيار الذي حصل على الجبهة العربية، وعقد اتفاقيات "إبراهيم" التي تضمنت اتفاقيات سلام بين دولة الإمارات والبحرين مع إسرائيل وتلاها اتفاقيات مماثلة مع المغرب والسودان والتخلي عن قضية فلسطين بالكامل. (11).
الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نتنياهو بالمشاركة مع الصهيونية الدينية الممثلة بسموترش وبن غفير، ستحاول استغلال الفرصة للقضاء على ما تبقى من الحلم الفلسطيني في نيل حقوقه الوطنية، وستعمل جاهدة على السيطرة على المسجد الأقصى في ظل غياب عربي واسلامي عن هذا الصراع، ومضاعفة الاستيطان في الضفة الغربية، وجلب اليهود من كل انحاء العالم لتوطينهم في المستوطنات الجديدة، وضم هذه المناطق لاحقاً الى دولة إسرائيل، ومحاصرة المدن الفلسطينية في كانتونات لتتحول المطالب الوطنية الى مطالب معيشية. ولذلك من مصلحتها إطالة أمد الصراع قدر الإمكان في سوريا واليمن وليبيا وكل مناطق الصراع الأخرى في المنطقة العربية.
التحول في الموقف الإسرائيلي من الحل في سوريا، قد يحدث فقط عندما يصبح الوضع في سوريا يشكل خطراً داهماً على الأمن الإسرائيلي، على غرار ما حصل في احياء ذكرى النكبة عام 2011 عندا اندفع ألاف الفلسطينيين باتجاه الجولان وقطّعوا الأسلاك الشائكة على خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، غير مبالين بوجود الألغام، ودخلوا مجدل شمس. (12) ان حالة الجوع والفقر المدقع في سوريا قد يؤدي مع الزمن الى اندفاع الألاف باتجاه خط وقف إطلاق النار من جديد، رغم كل التحصينات التي اقاموها بعد التجربة الأولى. في هذه الحالة تفضل إسرائيل الوصول الى تسوية تنتج نظاما سياسياً يمنع عنها مثل هذا الخطر، كما فعل نظام الأسد الأب والأبن على مدار سنوات الصراع.
أما بالنسبة لدول الخليج فقد حولوا جُلَّ اهتمامهم باتجاه إيران، واتخذ بعضهم من التهديد الإيراني ذريعة للتصالح مع إسرائيل وابرام اتفاقيات تنهي حالة الصراع دون أي انجاز ولو بسيط للقضية الفلسطينية. ان السعودية تحاول في الآونة الأخيرة أن تتصدر المشهد العربي بالتنسيق مع مصر، وتمنع حتى الأن عودة سوريا بقيادة النظام القائم للجامعة العربية كأداة ضغط من اجل انجاز تسوية سياسية وفقاً لرؤيتها، على غرار اتفاق الطائف في لبنان، القائم على أساس المحاصصة الطائفية (13)، لأنه ليس من مصلحة السعودية بقاء النظام من جهة، وليس من مصلحتها أيضاً قيام دولة مدنية ديمقراطية من جهة أخرى، فلذلك من المرجح أنها تفضل صيغة المحاصصة الطائفية.
ان الدور العربي في ساحة الصراع السوري بات ضعيفاً في هذه الفترة، وقدرتهم على التأثير في مجريات الأحداث أصبحت محدودة، الا أنهم قادرون على احداث تغيير في مدى تأثيرهم في الأزمة السورية، وذلك من خلال ملف إعادة الإعمار في سوريا، في حال تم التوافق على حل سياسي. بالرغم من ذلك فإن بعض دول الخليج تلعب دور الوساطة بين النظام السوري وإسرائيل من خلال إيصال الرسائل بين حكومة نتانياهو ونظام بشار الأسد، فمن المرجح أن زيارة وزير خارجية الإمارات الى سوريا في الرابع من كانون الثاني 2023 تحمل بطياتها رسائل عربية وتنسيقاً بين إسرائيل والنظام حول أي تسوية محتملة في سوريا بعد الحراك التركي الروسي، وتعد استكمالاً للزيارة التي قام بها في التاسع من تشرين الثاني 2022، وذلك بعد قطيعة دامت حوالي العشر سنوات،
ان إقناع رئيس النظام السوري، الطلب من القوات الأجنبية الانسحاب من سوريا، تعتبر مصلحة إسرائيلية وخليجية مشتركة، وذلك لسحب الحجة الإيرانية التي تدّعي أن تواجدها في سوريا جاء بطلب من الحكومة السورية، خصوصاً إذا ما وافقت تركيا على سحب قواتها من خلال أي تسوية محتملة مع الروس والنظام، وكذلك بداية الانسحاب العسكري الروسي بعد الحرب على أوكرانيا.

3-المستوى الوطني السوري:
ان تدخل القوى الخارجية في الأزمة السورية، سواءً تلك الني دعمت النظام، ام تلك التي دعمت المعارضة، ساهم مساهمة كبرى في استعصاء الحل السياسي، خصوصاً بعد انتصار النظام بدعم روسي إيراني والعشرات من المليشيات الطائفية وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، الأمر الذي زاد من تعنت النظام ورفضه لأي تسوية سياسية تخرج البلاد من حالة الحرب.
لقد هجَّر النظام مع حلفائه ملايين السوريين الى الدول المجاورة، والى دول أوروبية وعربية عديدة، وأدت الحرب بين قوات النظام وحلفائه من جهة، وقوات المعارضة المدعومة ايضاً بمليشيات خارجية من جهة أخرى، الى هدم البنية التحتية السورية وانهيار الاقتصاد السوري بالكامل، وساهم الحصار المفروض على سوريا بسبب قانون قيصر الى زيادة تفاقم الوضع الاقتصادي، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حافة ال- 6000 ل.س(14).
لقد سيطرت إيران وروسيا وامريكا على خيرات سوريا، من فوسفات ونفط وغاز وغيرها من الموارد الطبيعية السورية، وحُرم الشعب السوري من ابسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وغاز، وأصبح الغالبية منه تحت خط الفقر المدقع، مما أدى في الآونة الأخيرة لبداية الاحتجاجات في مناطق سيطرة النظام، للمطالبة بأبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم. وخير دليل على ذلك هبة محافظة السويداء الأخيرة والتي أدت الى صدام مع الأمن السوري، الذي أطلق النار على المتظاهرين وأدى الى مقتل شاب وشرطي، عندها اقتحم المتظاهرون مبنى المحافظة واحرقوا محتوياته. (15)
لقد بدأ الحراك في السويداء بالامتداد الى مناطق أخرى في انحاء سوريا، فشهدت محافظة درعا حركات احتجاجية مشابهة، علماً أن هذه المحافظة شكلت شرارة الثورة الأولى ضد النظام في سوريا، كذلك شهدت دمشق بعض الوقفات الاحتجاجية، ومن المرجح أن تتوسع موجة الاحتجاجات الى مناطق مختلفة من مناطق سيطرة النظام، لأن النظام لا يمتلك في جعبته أية حلول للمسألة المعيشية، خصوصاً أن الفساد المستشري في أجهزة النظام من رأس الهرم حتى قاعدته حوَّله الى عصابات متصارعة على ما تبقى من خيرات، وزاد من فقر السوريين وحرمهم من قوت أولادهم. (16)
ان هذا الوضع المأسوي الذي يعيشه السوريون يشكل قنبلة موقوتة ستنفجر بوجه هذا النظام، وستنعدم الوسيلة للتعامل معه، فقد يستطيع، هذا النظام، توجيه تهم العمالة جزافاً لجهات خارجية للمنتفضين؛ كما فعل بالسويداء عندما اتهم المتظاهرين بالعمالة لإسرائيل وانهم أصحاب اجندة انفصالية، ولكن لا يمكنه أن يقنع العالم، أن هؤلاء قوى ظلامية مثل داعش وجبهة النصرة، تريدان أن تستوليا على السلطة لتحول سوريا الى دولة راعية للإرهاب، كما فعل في بدايات الثورة، ولذلك لا يستطيع أن يقمع هذه المظاهرات بالبراميل المتفجرة والقمع المفرط كما فعل بالسابق.
ان انتفاضة السوريين المتواجدين في منطقة سيطرة النظام يشكل خطراً وجودياً على النظام، فامتداد هذه الاحتجاجات الى مناطق مختلفة من انحاء سوريا بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هو العامل الأخطر على النظام منذ اندلاع الثورة عام 2011، فإذا ما تفاقمت هذه الاحتجاجات بسبب غياب الحلول الاقتصادية، سيجد هذا النظام نفسه أمام مواجهة حقيقية، تفرض عليه القبول بالحل السياسي الذي يحفظ له المحاصصة في السلطة، بدلاً من السقوط المدوي، الذي لا تريده القوى الدولية والدول الإقليمية، خوفاً من الفوضى، كما حصل في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.

خاتمة واستنتاجات
سنحاول في هذه الخاتمة، جمع كل هذه التطورات على المستويات الثلاث؛ الدولي، الإقليمي والمحلي السوري، من أجل رسم صورة حية لما قد يحدث على الساحة السورية في قادم الأيام والشهور، بمحاولة لفهم اليات تطور هذا الأزمة والسبل المتاحة للخروج منها. من البديهي أنه من الصعوبة بمكان قراءة الأحداث الجارية على الأرض بوجه واحد، فهناك امكانية لقراءتها على وجوه متعددة مما يعّقد عملية فهمها، ولكننا سنحاول ربط الأحداث ببعضها البعض للحصول على صورة منطقية ودينامية، الأمر الذي قد يساعدنا على تتبع مسارها في المستقبل القريب، مع الأخذ بعين الاعتبار؛ ان حصول أي حدث مفاجئ قد يغير كل مسار فهمنا لها.
يبدو واضحاً وجلياً، أن الحرب الروسية الأوكرانية ستستمر لفترة طويلة، لأن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة ستحاول استنزاف الروس قدر الإمكان، عبر إطالة امد الحرب، وبالمقابل الروس لن يعلنوا استسلامهم وهزيمتهم أمام أوكرانيا، لأن ذلك سيكون نهاية النفوذ الروسي في العالم، هذا إضافة الى أن تاريخ الصراعات مع روسيا يعلمنا ان للروس نفس طويل ولن يستسلموا بسهولة، خصوصاً أنهم يملكون ترسانة نووية هائلة، ولهذا من المتوقع ان يطول أمد هذه الحرب، وكنتيجة منطقية لذلك سيؤدي هذا الى تقليص الدور الروسي في سوريا.
انطلاقاً من هذا الفهم، ستسعى روسيا الى تعويض تقليص قوتها العسكرية في سوريا بسبب سحب قسم مهم من طائراتها ومنظومات الدفاع الجوي باتفاقيات تضمن لها بقاء نفوذها، بما يخدم مصالحها المتمثلة باستمرار تواجدها في الموانئ والمواقع العسكرية السورية، والتي تشكل المنفذ الوحيد لها على البحر المتوسط، والاحتفاظ بامتيازات شركاتها لإنتاج الغاز من الساحل السوري. لذلك ستنشط دبلوماسياً لمنع أي عملية عسكرية تركية في الشمال السوري قد تضر بمصالحها خصوصاً بعد أن أصبحت غير قادرة عسكرياً على ردع تركيا القيام بهكذا عمل في الشمال السوري. لذلك ستحاول روسيا تقريب وجهات النظر بن تركيا والنظام السوري، وتضمن للأتراك المصالح الأساسية التي يطمحون اليها، من خلال وضع بعض التعديلات في اتفاقية اضنة، لتمنحهم حرية الحركة، من أجل وضع حد لأي حركة انفصالية كردية، المدعومة اميركياً، فمن مصلحة روسيا أن تتضارب المصالح التركية مع المصالح الأمريكية في الشمال السوري، هذا إضافة الى وضع خطة لعودة اللاجئين المتواجدين في تركيا الى الأراضي السورية لسحب هذه الورقة من المعارضة التركية بما يخدم اردوغان في الانتخابات القادمة، المزمع اقامتها في حزيران القادم.
وبالمقابل ستطلب روسيا من تركيا أن تنسحب من الشمال السوري وتعطي للنظام إمكانية إعادة بسط سيطرته على محافظة ادلب، وتقوم بحل كل المليشيات التابعة لها ودمجها في قوة جديدة قد تتبع للروس على غرار "الفيلق الخامس" الذي يقوده أحمد العودة في الجنوب السوري (17). وتفرض على المعارضة التابعة لها بالدخول في تسوية مع النظام السوري، وهكذا يحظى الأسد ونظامه من جديد باعتراف الأتراك والمعارضة به كحاكم شرعي لسوريا، ويسحب اردوغان من المعارضة التركية الورقة السورية والكردية، مما يزيد من احتمالات فوزه في الانتخابات القادمة كما ذكر سابقاً.
التسوية التي يسعى اليها الروس ستواجه طبعًاً بمعارضة أمريكية التي تدعم الأكراد في شمال سوريا، إضافة الى تخوف ايراني من تقليص نفوذها في سوريا، هذا إضافة الى رفض شعبي من قبل السوريين في محافظة ادلب للعودة الى سيادة النظام، خصوصاً أن هناك ميلشيات معادية للنظام قد تفقد نفوذها من خلال أي تسوية مقترحة، واعداد كبيرة من المبعدين من محافظات متعددة ممن رفضوا اجراء أي تسوية لأوضاعهم وأي علاقة مع النظام السوري.
الولايات المتحدة، ستحاول كما ذكرنا منع هكذا اتفاق للضغط على روسيا واضعافها في المواجهة مع أوكرانيا، وستقف الى جانب الأكراد بحجة محاربة داعش، وستزيد من الضغط على النظام في سوريا حليف روسيا وحصاره أكثر، من خلال قانون قيصر والكبتاغون، الأمر الذي قد يؤدي الى ازدياد الغضب الشعبي، وخروج السوريين بكثافة أكبر الى الشوارع مطالبين بأبسط الأساسيات للعيش الكريم، كما بدأ يحصل اليوم في مناطق متعددة من انحاء سوريا.
بدورها إيران، وبسبب الانتفاضة الداخلية، والحصار المفروض عليها بسبب ملفها النووي، ستكون عاجزة عن مساعدة النظام السوري اقتصادياً وكذلك امنياً، خصوصاً انها باتت تعاني بشكل كبير من الضربات الجوية الإسرائيلية، بالإضافة، فإن حزب الله وبسبب الأوضاع التي وصلت اليها لبنان سيكون عاجزاً أيضاً عن تقديم أي مساعدة للنظام السوري، وسيتجنب أي مواجهة مع إسرائيل في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي وصل اليها لبنان. لذلك ستسعى إيران الى التقرب من تركيا لتطرح نفسها كبديل عن روسيا في الوساطة مع نظام الأسد، وذلك لتمنع أي تسوية تأتي على حساب نفوذها في سوريا.
ان العامل الحاسم الذي سيضع النظام امام الخيارات الصعبة هو الوضع الاقتصادي السوري وعدم قدرته على تلبية الحاجات الأساسية للسوريين في مناطق سيطرته. ان زيادة منسوب الفقر والعوز داخل مناطق سيطرة النظام، وعجزه عن إيجاد الحلول سيؤدي حتماً الى خروج السوريين الى الشوارع، مما يجعل الفرصة مواتيه لأمريكا بفرض الحل الذي يناسبها في سوريا، وذلك عندما يبدأ النظام بالترنح، عندها ستدخل أمريكا الى المعادلة وتقلب ظهر المجن لروسيا ولكل اتفاق لا يناسب مصالحها، وستفرض اجندتها على اللاعبين الإقليميين والدوليين، بحيث يضمن لأميركا تواجدها في المثلث التركي السوري العراقي، ومناطق أخرى مهمة لأمريكا، من اجل الحفاظ على مصالحها في هذه المنطقة الحساسة، خصوصاً في سوريا والعراق، ولكبح النفوذ الإيراني، والضغط على روسيا لإضعافها في المواجهة مع أوكرانيا.
إن سقوط النظام المفاجئ، ودخول سوريا بحالة فوضى ليس من مصلحة القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية. فدخول سوريا بحالة فوضى، سيعطي الفرصة للأكراد بالانفصال، وهذا لن تقبل به تركيا ويشكل خطراً داهماً على وحدة أراضيها. وحالة الفوضى والجوع قد تدفع بالآلاف الى خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وهذا ما لا تريده إسرائيل، وحالة الفوضى ستضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقات التي وقعتها روسيا مع النظام للحفاظ على نفوذها في سوريا وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، أما امريكا فليس من مصلحتها دخول مواجهة مع تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، بحال أعلن الأكراد عن أي شكل من اشكال الحكم الذاتي، إضافة الى الدرس الذي تعلموه من التجربة العراقية، المتمثل؛ بعدم قدرتهم ضبط الفوضى التي دخلت اليها البلاد عنما أسقطوا نظام صدام حسين.
من الواضح، أن الورقة الاقتصادية، هي الورقة الأقوى في عملية التجاذب بين القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في سوريا في هذه المرحلة وفي المرحلة القادمة، والتي تمسك بزمامها الولايات المتحدة الأمريكية، لقد فرضت الأخيرة حصاراً على النظام السوري من خلال قانون قيصر وقانون الكبتاغون وبات هذا النظام عاجزاً عن تأمين ابسط شروط الحياة للسوريين، بسبب الفساد المستشري في بنيته من رأس الهرم حتى القاعدة، مما أوصل السوريين الى حالة العوز والفقر المدقع.
على أساس ما تقدم، ورغم كل التدخلات الدولية والإقليمية يبقى العامل الحاسم الأول في سوريا هو الشعب السوري قبل القوى الدولية او الإقليمية، فمن المرجح أن النظام سيواجه قريباً مستحقات تضعه أمام خيارين؛ اما السقوط، واما القبول بحل سياسي. فاستمرار الوضع الحالي في سوريا غير ممكن، لأن السوريين وصلوا الى وضع اقتصادي وأمني لا يمكن أكثر تحمله والسكوت عنه، وبما أن سقوط النظام المفاجئ ليس من مصلحة القوى الدولية والإقليمية كما ورد سابقاً، لذلك سيأتي دور القوى الدولية والإقليمية لتتدخل لإيجاد حل سياسي في سوريا عنما تنضج الشروط لذلك، وستكون يد الولايات المتحدة هي العليا، لأنها ممسكة بالورقة الاقتصادية، ولها ولشركائها الأوربيين والخليجيين تأثير كبير في ملف إعادة الإعمار، بينما روسيا وتركيا وإيران سيكونون عاجزين عن تقديم أي عون في هذا المضمار.

الملاحظات
1- لمزيد من التفاصيل أنظر نص القرار على الرابط التالي:
https://shortest.link/aUQb
2- لمزيد من المعلومات حول الحكومة الإسرائيلية الجديدة أنظر:
https://shortest.link/aUQC
3- للاطلاع على بنود القانون أنظر:
https://www.enabbaladi.net/archives/605589
4- لمزيد من التفاصيل حول بدء الانسحاب الروسي من سوريا أنظر:
https://studies.aljazeera.net/ar/article/576
5- لمزيد من التفاصيل حول اللقاءات الروسية التركية انظر:
https://shortest.link/aUSd
6- للتعرف على بنود اتفاق أضنة أنظر:
https://shortest.link/aUSD
7- لمزيد من المعلومات حول جيش مغاوير الثورة أنظر:
https://alkhanadeq.com/post.php?id=1827
8- للمزيد من المعلومات حول قانون قيصر أنظر:
https://shortest.link/brec
9- لمزيد من المعلومات حول القمة العربية الصينية التي عقدت في الرياض أنظر:
https://shortest.link/breG
10- لمزيد من تفاصيل مهسا اميني وبداية الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني أنظر: https://shortest.link/aUVc
11- لمزيد من التفاصيل حول اتفاقيات إبراهيم أنظر:
https://shortest.link/aUVu
12- للمزيد عن احياء ذكرى النكبة ودخول مجدل شمس أنظر:
https://shortest.link/aUWy
13- للاطلاع على اتفاق الطائف أنظر:
https://shortest.link/aUXn
14- للاطلاع على سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي أنظر:
https://sp-today.com/currency/us_dollar
15- لمزيد من التفاصيل حول احتجاجات السويداء أنظر:
https://shortest.link/briX
16- لمزيد من التفاصيل حول امتداد الاحتجاجات الى محافظة درعا انظر:
https://shortest.link/brjW
17- لمزيد من التفاصيل أنظر:
https://www.enabbaladi.net/archives/395886



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
- بين إدراك الألم وفلسفة المعاناة
- المجتمعات العربية المراهقة وأزمة التطور
- قوانين هرمس السبعة
- علاقة الوعي بالزمكان
- ويسألونك عن الروح
- العرب والدين
- ليس دفاعاً عن ابليس ولكن ...
- إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة
- مفهوم الشهادة
- تطور الحركة الوطنية في الجولان
- إسرائيل ومشروع -الدويلة الدرزية-
- سكان الجولان السوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الج ...
- دروس مستخلصة من الثورة السورية
- الحرب الروسية على اوكرانيا
- موجز قصة الثورة السورية الكبرى في الجولان- اقليم البلان
- مهزلة صفقة التبادل بين سوريا واسرائيل: الدوافع والأهداف
- تغريبة حاتم علي
- اللاجئون السوريون وصحوة الضمير الروسي
- الحلف العلني الجديد


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - قراءة في المستجدات على الساحة السورية