نائب القسّ الأمريكي الطموح

نضال مشكور

الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 22:55
المحور: الادب والفن
    

طالما كان رونالد يحلم ويدعو الربّ أن يرتقي بمرتبته ليكون القسّ المعتمد في الكنيسة التي عمل فيها لبضع سنوات كنائبٍ للقسّ..
غاب القسّ المسنّ المعتمد في تلك الكنيسة والذي كان على وشك التقاعد قريبًا واعطاء المهام لنائبه رونالد..فاتصل بنائبه يبلغه بالأمر كي يحلّ محلّه ويؤدّي مناسك وتراتيل الصلاة وكي يمنحه الفرصة والتجربة ليحلّ محلّه مستقبلًا ويكون القسّ المعتمد بعده حين يحين موعد تقاعده ..،
برقت عينا رونالد فرحًا وخفق قلبه متسارعًا..همس لنفسه في سرّه: آها..هاقد استجاب الرب لدعائي.. وهاهو ذا يمنحني الفرصة لتحقيق حلمي الكبير وتجربة الوقوف أمام الملأ للمرّة الأولى لعملي المستقبلي المرتقب!
وابتدأت المراسيم الروتينية الكنائسية من تراتيل مختلفة وبخور ترشّ بين أرجاء المكان..وجاء دور نائب القسّ في ترتيل الصلاة الذي كان القسّ المسنّ عادةً يتلوها بعد مقدّمة روتينية وهي عبارة عن دعاء ديني لله يدعو فيها الناس إلى تأدية الدعاء معه لأولي الأمر منهم كما أمر بها الله..وأولي الأمر تشمل الحكومة الأمريكية المتمثلة برئيسها ونائبه وكل المسؤولين الحكوميين..
لم يكن رونالد بالحقيقة راضيًا عن هذا الدعاء، خاصةً بعد أن مرّت بلاده بحرب ڤيتنام التي راح ضحيتها عشرات الألوف من البشر .. لم يكن مقتنعًا أصلًا بمبدأ الحرب ومدركًا تماماً ويلاتها المريرة على البشرية.. ولطالما كان يشارك في المظاهرات والاحتجاجات بكل السبل ضد الحرب.. ويتمنى دائما تغيير هذا الدعاء الروتيني.. وهاقد جاءته فرصة أخرى للتعبير عن رأيه..
إبتدأ رونالد مراسيم الصلاة بالدعاء كما كان القسّ يفعل عادةً قائلًا:
"أفتتحُ اليوم هذه المراسيم كما نفعل دومًا بالدعاء للربّ ..وأطرق قائلًا: وبما أنّ الله قد أوصانا أن نحبّ أعداءنا وندعو لهم؛ سأدعو الله أن نحبّ ألدّ أعداءنا وهم الحكومة الروسيّة.. أدعو لهذه الحكومة ولرئيسها ونائبها وكل المسؤولين هناك أن يمنحهم الله الحكمة والمقدرة على خدمة شعبهم وإنعاش اقتصادهم .."
تابع بعدها رونالد الصلاة والدعاء للمرضى بالشفاء …
ثم تنفسّ الصعداء واختتم المراسيم الدينية وسط ذهول الحضور وعجبهم..
وتوالت الأيام..
شفا القسّ وعاد الى الكنيسة في الأحد التالي كما كان بالحسبان..؛لكن مالم يكن بحسبان رونالد أنّ ذلك الدعاء الأول الذي قام به هو في غياب رئيسه كان الأخير في تاريخ عمله التطوعي في الكنيسة..؛ وأنّ حلمه الكبير قد ذهب مع الريح …

#نضال_مشكور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات