|
بأقلام ملونة
عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 20:18
المحور:
الادب والفن
استهلال ........ لن تصدقني الأساطير ، وإن على جسدها رأتني ، أنمنم عبق المسودات ، ألملم شغب الذكريات .. ع . ع . جميل . .......................................................................................... ــ 1 ــ ... ... بشعري الفاحم ، المرصع بالبياض الفضي ، أرسم لي ملامح رسام ، يستأذن فرشاته كي يخرج ، بعيدا عن الألوان ,, له متسع من ضيق الوقت ، كي يهاجم طيوره المهاجرة التي تركها وحدها ، على اللوحة ، تحلق بغير أجنحة ، في اتجاه ، بلا سماء . تحرسها عيون قناص ، مدجج بقارورة عطرمسكر.. .................................................................................................... ــ 2 ــ وقالت لي صفها : … قلت : ... هي بعض من شوقك المشكاك فيها ، وشكواك منها ، إلي .. ولهفتك لمعرفة ماهيتها ، ومن تكون ؟؟ .. هي سؤال لكل جواب ، معلق على جبين حيرة غير موزونة وغير مقفاة .. وبعض من رغبات شطحك المتلهف إليها .. عروس شمال بلا عريس .. وهي أبهى من فضولك ، وأقرب إلى قلبك .. في غياب عينيها جوع وعطش .. واشتهاء . وفي حضرتها شبع وارتواء .. وانتشاء .. فكم من قول منها طويناه في لحظة بهاء .. وقول آخر منها به ابتلينا ، خير ابتلاء .. فكيف منها تغارين ، وقد عرفتك تأوين برج عذراء ، وحبرك المتيم لم يفقد روح عذريته . على فطرة العشق والوفاء الصحراوي ، البدوي ، ما يزال ينحت تاريخ أبجديته على إيقاع النهر الأصفر الذي يجري على هواه ؟؟.. وليس من عاداتك أن تغيري على نبضات الكلمات ، وهي تسعى ، بين قلبين جريحين ــ مثلك تماما ــ وأنت تواسين ألم الفراق .. كيف لي أن أصفها الآن ، وهي في بلاغة الرؤيا من بيان البين المتقادم .. تخرج عن مسارات المعاجم المحلية والأعجمية بلا استئذان ، بلا معيار ، وبلا خطوط أطياف ؟؟ .. كيف لي أن أكون واصفا لموصوف ، يتجاوز حواسي المخترقة ، والمحكومة بالحدود ، بجوازات ورخص للعبور إلى خيمتها المرتحلة على الدوام ... وأنا سراب تعشقني الشمس ، تغوي حواسي المندفعة بلعنات الكلمات ، تحرضني علي .. وأنا " كلما تأملت ما يجري حولي أقف " .. وقفة النفري أمام البحر ، لكن بحري الشعري ... ... وأنا أحيا في جغرافية ، ترصدها آذان الصمت ، وعيون الكلام ، على امتداد أقمار ، طرزها الخيال المبيت ، على امتداد وطن ، الأعداء .. مثلما الجراد ، يزحف على تضاريس ، يقبلها الماء .. وعلى كل نبات ، تعشقه الأرض العذراء ، المعطاء ... ومهما قلت صراحة .. ومهما دونت مزاجا أو مزاحا .. سأظل عاجزا عن وصف حالها الميؤوس ، المطعون من خلف ومن أمام .. متسائلا ، متشائلا , أسألني عن مآلها ، وعن معناها ، وعن مغناها .. ربما هذا لا يكفي .. أعرف .. أني أصف .. وأنا الموصوف الخائف ، الرعف .. أعشقها .. ومن أجلها دمي يقف ... ................................................................................................ ــ 3 ــ بقدم يسرى، أرتجل خطوات، لا توصلني إلا إلى أبعد نقطة ، في مسودة معتقة ، يغريها العصيان .. .. بيد يسرى ، نحت أسماء العاشقين والعاشقات ، على صخر القلب المتقلب ، دوما ، نحو لهيب الفوران .. .. بشفة يسرى ، انتظرت قبلات حرى ، تجيء سيلا ، بين السهول والوديان .. .. وبعين يسرى ، أرسم تجاعيد وطن أقنان ، تحتله الأوثان ... .......................................................................................................... 28 جنبر 2022 ................... ــ 4 ــ ... حبري هذا المزارع العنيد ، ليس شرقيا ولا غربيا ، يخطو في اتجاه الغرباء ، بحثا عن حلم قديم أخضر ، يتجدد عبر الفصول ، بروح شاعر ، وقلب عاشق ، ولغة ثائر ، واقف على تخوم تغيير مرتقب ومنتظر ، وليس عن القراء العاشقين المرابطين بغير بعيد .. ... فكيف لا يظل حبري ، سؤال التمني ، في عينيها مجهول البيان ؟؟ .. وهي الطريدة الفريدة ، والقصيدة العنيدة التي رصعت طرق المجاز ، على فراش ليال ، تنكرها الصباحات حين تطرد النجمات الساهرات القانتات على بلوغ المرام .. وهي الوحيدة التي تملك سر الكلام ، ومهبط وحي المدام ... ... وكأنها الليل كله ــ أقصد القصيدة الغجرية التي فجرت ألغام مجازها في وجه جسدي المحنط .. ــ تزرع قبلات عذراء بنكهة النعناع ، على جسد الغرفة المشرعة ، على بساتين الأعشاب البرية مثلها .. فالغرفة ــ أعني غرفة انتظارها القصوى ــ تفرح لقدومها الذي يعطر الأنفاس والإحساس والأشياء الملقاة ، على حصير أو على كنبة أو على أدوات الأكل والشراب .. وكأنها سفيرة عطور غير مرخصة ، مهربة ، لكنها طيبة ، مثيرة للشهوة والنخوة والقراءة والكتابة ، وركوب الشهوات ، وارتكاب لذات الصلوات ... ................................................................................................ يناير 2023 ..............
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من بريد الصمت المتشائل ( 1 )
-
من باقات عتاب أخضر
-
من آخر السطر ..
-
من صورة شعرية تسعى
-
من هوية المحو
-
من رسالة رقمية ضائعة بين رفوف افتراضية ( 1 )
-
من فرح يتكور على رصيف الهباء
-
من اعتراف حبر عاشق
-
من لعبة الروليت
-
مسودة محتجبة
-
سرقتنا الرغبة
-
نبي تغار منه الصراصير
-
من أفق سفر
-
من نافلة الصمت
-
من عشق آخر
-
من ظلها وصداها ..
-
على صفيح بارد
-
إلى ضفة أخرى وصيتك
-
جسد له كل الوجوه
-
والتي تهواني ..
المزيد.....
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|