أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من بريد الصمت المتشائل ( 1 )














المزيد.....

من بريد الصمت المتشائل ( 1 )


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 04:34
المحور: الادب والفن
    


استهلال
...........
...
أراني بسيطا كقطرة ماء ، في صحراء خامدة .
أو عفيفا كقطرة دواء ، في عين رامدة .
فلماذا ترونني ريحا جاحدة ؟؟ ... ع . ع . جميل .
...........................................................
,,,

... لماذا بريدي يلتزم الصمت في هذا الضجيج الخارج عن إرادته ؟؟ .. كأنه يعيد ترتيب عناوين الخيانات كي لا يزورها أبدا .. بريدي قصيد يحمل عني وزر مسافات يقطعها ليل نهار .. يقولني مجازا يحملني خبرا صريحا مرة ، ومضمرا مرة أخرى ، وكأنه يتمعن في مصيري ، فيعيد النظر في أوراقه المبعثرة . كلما رافقته الفصول بعيدا عن مركزه إلى هوامشه الأليفة ..
... وبريدي رسول وحيد إلي ، مادام يحملني رسائل مشفرة . ويحمل إلي رسائل تحرضني على مواصلة النحت بإزميل لحظات السكر الهاربة مني ، إلي ، وإلى خارج البياض المقنع ..
... وبريدي رفيق الكدح ، والركح ، من القلب إلى القلب ، ومن العقل إلى العقل ، ينقلني في لحظات السهو ، كما في لحظات الصحو . يرمم بعض الهشاشات التي تحيط بما أحيط به من رهانات افتراضية ، يبعدها قطيع اللغو عني ..
... وبريدي يشهد لي ، وعلي . إني سأظل خائبا ، خائنا ، كافرا بكل الشبهات ، والأشباه والمشبوهين ، الذين ركبوا موجات الريع والسبي وكل الصفات التي يخجل منها الحبر والقلم والدواة والقارئ والرائي والقرى والمدن التي خيم فيها الهباء ..
... وبريدي لا حظ له ، فيه .. يرتجل كلامه كلما خط به الخوف والحزن .. يخسر من جيبه المثقوب ليوصل الأمانات إلى غير أهلها الكسالى ، المتواكلين على الغياب . ولا يقتفي أثرا ، يدبر كلما صادفه ليل في طريقه ، أو يبيتفي الخلاء تحت شجرة ، على صخرة ، واقفا ، جالسا ، لا يهم . الأهم لديه أن يواصل الطريق إلى حتفه الجميل قبل طلوع الفجر . فالفجر يحيله على التقاعد والتقاعس ، فيحيا كأي كلب في الشارع ، يبحث عن أكل وجنس ونوم .. والفجر يعلمه الكسل ، ويبشره بنهاية الحزن والخوف الدائمين ..
... بريدي لا يشبهني .. له بعض لحظات فرح ، تفاجئه قبل بداية الانطلاق في سفره غير المضمون .. ولي حزن لا يرافقني قبل وبعد أن أضع رأسي على وسادة أو على يدي المغلولة . وعيناي مفتوحتان لا تراياني إلا في لباس سفر ، بلا تذاكر أحيانا ، خارج وداخل أوقات التسكع والتشرد بين الكتابة والقراءة والعشق والتدبر والتفكر في كل أنواع القهر من الصفر إلى آخر العمر الافتراضي ...
... وبريدي لا يتهافت على الهبات المشروعة وغير المشروعة . فلا المال يرفعه ولا النسب . فهو متعدد الهوايات والهويات . غير مكتف بذاته كما الحلزون في زهده وصومه .. حبره الدم العاشق كل الجميلات اللائي يطرزن حروف فنونه الجميلة ، برونق المجاز المحرض على حب الوطن ، بتعدد الألوان الساخنة والباردة التي تجاري عشق البسطاء .. وبريدي لا تعجبه العمارات الشاهقة ولا العبارات المتعجرفة ولا القصور الباذخة ولا المعابد الشاهقة والأبراج المتجبرة ولا الأضرحة الحاضنة للموت والنسيان والبهتان ...
( يتبع ) ................................................................................................
دجنبر 2022
...............



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من باقات عتاب أخضر
- من آخر السطر ..
- من صورة شعرية تسعى
- من هوية المحو
- من رسالة رقمية ضائعة بين رفوف افتراضية ( 1 )
- من فرح يتكور على رصيف الهباء
- من اعتراف حبر عاشق
- من لعبة الروليت
- مسودة محتجبة
- سرقتنا الرغبة
- نبي تغار منه الصراصير
- من أفق سفر
- من نافلة الصمت
- من عشق آخر
- من ظلها وصداها ..
- على صفيح بارد
- إلى ضفة أخرى وصيتك
- جسد له كل الوجوه
- والتي تهواني ..
- في أوله الليل مايزال


المزيد.....




- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...
- نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس في ثواني على بوابة التعلي ...
- صدر حديثا ؛ عندما يغضب المحيط - قصة للأطفال
- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...
- وثائقي -غزة: أطباء تحت النار-.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية ...
- منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟ ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” رابط نتيجة شهادة الدبلومات الفنية 2 ...
- أقنعة وألسنة لهب: باراغواي تحتفل بمهرجان كامبا رانغا على طري ...
- الأميرة ريم علي: -نرفض أن نموت ثقافيًا-..انطلاقة الدورة الـ ...
- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من بريد الصمت المتشائل ( 1 )