أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من رسالة رقمية ضائعة بين رفوف افتراضية ( 1 )














المزيد.....

من رسالة رقمية ضائعة بين رفوف افتراضية ( 1 )


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


إلى امرأة بين ذراعيها تعلمت حبو الكلام .. في معبدها آمنت بعشق الغيب وكفرت بموطن الغياب ...
.........................................................................................................................
استهلال أول
...............
كلما عرفت رجلا ، قارنته بك
متى سآوي إلى حب يعصمني
من سطوتك ؟؟؟ ...
للشاعرة المغربية الحسنية بوسلهام .
............................................
...
... وكانت صدفة حملها إلي نهر رقراق .. وكانت صدفة من أعماق الأطلسي صعدت فرحا شعريا إلي لا يضاهى .. يتباهى بأجمل لقاء ..
ومن رحيلها قبلي أخاف لا من رحيلي قبلها .. فهي قبلتي اليسرى ودليلي كلما تاهت بي بوصة الوصال .. لي متسع من ذكريات وآهات ولاءات تجمعنا ما يجعل صمتي أكثر يقظة من ذي قبل ..
ومن حيان بن يقظان بعينيه وحكاياته .. إليها الآن أكتب بلا أسباب أو أوتاد أو فواصل كبرى أو صغرى .. فالكلام ينساب عفوا واحتسابا كله من شفتي الجريحة ولا سطوة علي ..
فأسألني : لماذا الكلام يتجاوزني ولغتي .. يقفز بين أسناني التي تتهاوى كلما تقدم بي الشوق إلى المزيد من العشق الأسطوري والكتابة المفتوحة على منابع السؤال ؟؟ ..
إليها أكتب هذي الحياة التي أراها بعيني اليسرى سوداء بلون عيني من أحب .. وبلون رفيق الشعر والكدح الذي يشاركني شهوة المجاز ..
لماذا يحملها الشوق دوما أمام المرآة إلى أن تقارن ملامحها الآن بالصور القديمة التي أخذتها بعفوية الماء في منتدى أو في مقهى أوعلى منبرأو في معبدها كلما اختلت تعاتب جسدها وعنادها وعتابها القاسي على خطواتها الصارمة حد الحنين إلي .. وكأنها تبحث عن مبررات مانعة كي تظل في عزلتها الجميلة فتدعي أن المطر سيهطل بعد قليل فلا داعي لخروجها فهي دوما تسمع زخات المطر ولا حاجة لها لصلاة استسقاء تدعو إليها أحوال الطقس العالمة .. كأنها تبحث عما يعيق انطلاقها فتطرد عن خواطرها كل ما أو من يحرضها على الانسياب والخلاص .. وكأنها تدمن الهروب من أية موجة افتراضية تحملها إلى شط البهاء ..
هي تصغرني بسنوات هجرية بعدد أصابع يدي اليسرى ، لكنها تكبرني حرية وخبرة وعشقا ، لأنها بالفعل قادرة على أن تشتهيني متى تشاء ، لكني لا أستطيع أن أكون في مستوى خوفها علي حينما يصحو كلامي على امتداد مدادي ..
مرة شبه لي أنها تراني كعلبة دواء قديمة ، انتهت مدة صلاحيتها . وعليها أن تبحث عن أقرب صيدلية هنا أو هناك . ربما تعوضها عني .. لكنها لا تملك رصاصا حيا ، وقد شبه لها أنها تحمل بندقية صيد أو رشاش ماء تهش بها بعض الخيالات التي تراودها عن جسدها المحموم بالعبادة .. أحيانا خواطرها خطيرة على مقود سيارتها الذي لا ينقاد إليها كلما تذكرت ساسات الفرح التي كانت بيننا ، وهي تحملنا إلى درجات الرغبة والحظوة السمراء التي تلسع صمتها المطاوع ، وخجلها المراوغ ..
مرة والكأس يشطح بين يديها اعترفت لي أنها ... كيف خيل لها أنها غرفة فندق تستقبل الحيارى والمشردين من العشاق ، الغادين والرائحين وبلا مقابل ؟؟ .. وهي سيدة الكون .. الكبرياء لا يعلو عليها .. هي صاحبة القرار يقول حبري الشاهد والشهيد في حضرتها .. وهي الآمرة والناهية والمستفهمة والمنادية وهي ربة الإنشاء والنشوء والارتقاء ..
عيناها نافذتان مشرعتان على ألف احتمال وألف سؤال .. كدفتي ديوان شعر مطرز بالنسيب والعتاب وكذا الرثاء .. بكل اللغات الإنسانية تنحت معانيه .. ففيهما أقرأ عنوانها الانزياحي وتاريخ ميلادها السخي الأخير .. عيناها تحرضاني على التمتع بصورة غلافها المنسوج وفق مقاسها الجمالي وبيديها الصغيرتين الرشيقتين
.. وأنا لست قارئ فنجان أو كف مجاز .. وما أكتبه يمليه الصمت علي .. بدم المجاز الحي وهذا ما يغيظها عندما تقرأني تبحث عن مواصفاتها وملامحها الواضحة المميزة لها فلا تجد عطرها في مكتوب لا يشبهها .. فتؤول كلامي كله كي تسقط نواياها الحسنة لرجة الحنين ..
وكأني الآن أفتقدها وهي ما تزال في عروقي تتجول في كل أوقات الامتلاء .. تذكرني بالذي كان بيننا من البين .. يؤلمني أني لم أكن في مستوى عشقها وصدقها على الأقل .. بوحها الفضي يؤنس فضولي .. وحده يكفي كي يجعلني رفيق ظلها الشهي وكدحها الفضي أنى خطت أمعن النظر في إقدامها علي ... ( يتبع )
................................................................................................................
دجنبر 2022
.................



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فرح يتكور على رصيف الهباء
- من اعتراف حبر عاشق
- من لعبة الروليت
- مسودة محتجبة
- سرقتنا الرغبة
- نبي تغار منه الصراصير
- من أفق سفر
- من نافلة الصمت
- من عشق آخر
- من ظلها وصداها ..
- على صفيح بارد
- إلى ضفة أخرى وصيتك
- جسد له كل الوجوه
- والتي تهواني ..
- في أوله الليل مايزال
- مجرد حلم آخر
- الحق الذي يراد به باطل
- من صرخة حبر
- من نبضات المصيف
- وجهان في مرآة


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من رسالة رقمية ضائعة بين رفوف افتراضية ( 1 )