أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض اسماعيل - حرية الفكر بحاجة الى تشريع














المزيد.....

حرية الفكر بحاجة الى تشريع


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 12:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن نرى هذا الكون الفسيح من مجموعتنا الشمسية التي تبدو فيها الأرض أصغر من راس الدبوس على شاشة التلفاز، ففي هذا الكون الواسع المظلم ظلاما دامسا، يشق الانسان طريقه لاكتشاف محتوياته. نحن البشر في الغالب نؤمن باننا مخلوقات من قبل إله مقتدر وآخرين يؤمنون باننا صنيعة اقوام تسبقنا في القوى العقلية الخارقة بمليارات السنين يسمونه "المصدر"، والبعض يؤمن بأننا جئنا من العدم، وهكذا تختلف التفاسير وتُسَوق الأدلة سواء بالأساطير او بالأسانيد العقلية والمنطقية او بالتجارب العلمية، كُلٌ يدافع عن رؤيته ويحاول ان يدحض الآخر، ولا يجرؤ أحدهم ان يمس الحقائق العلمية، بل يحاول ان يكيف نصوص فكرهم ومعتقدهم الى ما يستقيم مع تلك الحقائق العلمية! لكن الامر المُسلم به هو ان الانسان المفكر ارتقى في المعرفة عصراً بعد عصر وفي أيامنا هذه جيلا بعد جيل. فمنذ ان بدأ رحلة الانسان على الأرض، وهو يمشي حذرا ببطء شديد وتأني ليرى ما يحيطه ويفكر في محتواه ثم يوجِد لنفسه وسائل يبقيه على قيد الحياة، وكلما انتبه وفكر وأدرك، اوجد وسيلة معينة تسهل حياته ويزيد معرفته عن الأرض والوجود، فأوقد الانسان الاولي شمعة في وسط الظلام الدامس، ليرى في نور ما اوقد صورة واضحة لمساحة صغيرة مما يحيطه، فأصبح مُنشغِل الفكر في ماهية الأشياء التي تحويها تلك المنطقة المنورة، يفسر مكوناتها وفوائدها، وحين يعجز يؤلف الاساطير والخرافات حولها.. ثم توالت الأجيال في المسير، عصرا بعد عصر، وفي كل عصر كان الانسان المفكر ينير شمعة لتزيد مساحة الرؤيا لديه، ويزيد عدد الشموع الموقدة شمعة جديدة أخرى. وبذلك أصبح متنورا بجزء أكبر من الأرض ومحتوياتها، كما صار يمضي بخطى أسرع من ذي قبل ويجري من وراءه الناس بالجاهل وانصاف المتعلمين. كان الانسان المفكر يجري قُدُما وفي نفس الوقت يجادل فيما توصل اليه سابقا بشأن مكونات المناطق المكتشفة، ويحاول إيجاد تفاسير منطقية أكثر قبولا في سلسلة تجاربه الفكرية الحياتية وصولاً الى كمال البَينة. زادت عدد الشموع التي اوقدها الانسان المفكر عصرا بعد عصر وزادت معها المساحات المنورة على الأرض، وزادت مدى رؤيته ونضجت تجاربه، وأصبحت التجارب تأخذ منحىً علميا أكثر من الاستنتاجات المنطقية، ليؤسس الى القواعد العلمية بعد ان أصبحت خطواته في المسير واسعة وسريعة على ارض منورة، لا يخشى من الظلام الذي بات ينحسر شيئا فشيئا.. توالت ايقاد الشمعات ولايزال الانسان المفكر يصبوا لهدفه بخطى سريعة للغاية، ليهتدي الى الرؤيا المتكاملة وسط الخرافات التي تجرها الفئة المتخلفة لتحييده عن خط الفكر التنويري وتبطئ زخم اندفاعه، كون تلك الفئة المتخلفة تمثل الغالبية التي تدين للملوك المنتفعين من تخلف شعوبهم، تلك الفئة التي حاربت ولاتزال تحارب المفكرين الاحرار بدواع انانية شخصية انقيادية انتفاعية مستسلمة للخرافات بهدف كسب راحة البال والأمان والتقدير الاجتماعي، فتحاول إطفاء الشموع التي اوقدتها البشرية عبر مسيرة 3،5 مليون عاما من تواجده على سطح البسيطة، والعودة بها القهقري الى مرحلة الظلام، بعد تلك الرحلة المضنية من مسيرة الانسان.. وكلما فجر المفكرين من العلماء اكتشافا علميا او مخترعات جديدة، كلما تمكنت من ركل تلك الضحالة البائسة، تلك التي أصبحت تفكر في التبرير والتكييف لإثبات صحة عقائدها وفق تلك المستجدات العلمية، أكثر من بحثها عن التحرر الذي يخرجه من جنة الأمان الزائف الذي يظن انه ينعم به في حياته وبعد مماته ايضا! البشرية في عصرنا تخطوا خطوات أسرع رغم قوى الظلام المُخَدَر التي تسعى لإطفاء الشموع وإيقاف عجلة التطور بدلا عن معاصرة معطيات زمنها الراهن، لكنها ستنجرف بقوة الدلائل الفكرية المتطورة، تلك الشموع التي تحولت الى انارة ضوئية لا يمكن اطفائها بنفخة الجهل والتخلف. وهكذا ازدادت عدد الشموع التي اضاء بها الانسان المفكر عالمه وخرج الى العوالم التي تبعد عنه بسنوات ضوئية. نعم نحن لانزال لم نكتشف خوارزمية وجودنا ووجود الاحياء والجماد من حولنا بصورة متكاملة، الا اننا نؤكد بانه باتت المساحة المنورة في الكون أوسع من ذي قبل. ورغم تواضع المعرفة المتكاملة، لكن مسيرة التنوير أصبحت أسرع بكثير عن سابقاتها، فمرحى بمن يوقد الشموع، ويسعى لإرساء القواعد المتينة للحفاظ على المفكرين والعلماء وحصانتهم من كيد ودسائس أولئك اللذين يقبعون في الظلام الفكري ويشحطون للحاق بموقدي تلك الشموع ويقعون في النهاية بعد ان ينهك الشحط قواهم..
العالم بحاجة الى قوانين جديدة تُجرِم من ينتهك الفكر الحر ويُحرِم المساس بأمن العلماء والمتنورين. ويجب على البشرية الواعية ان تخلد ذكر كل من اوقد شمعة في مسيرة البشرية بفخر وإجلال واعتزاز، وتلعن من يحاول اطفائها واخراجنا الى عالم الظلام.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تأتي اليقظة الفكرية
- التربية والتعليم / الجزء الثالث والاخير
- التربية والتعليم / الجزء الثاني
- التربية والتعليم في العراق/ الجزء الاول
- في الاقتصاد النفطي العراقي وتدهور العملة العراقية
- وضوح الرؤى والتقويم
- متى ستعود!
- أمريكا على عتبة قرار الحرب العالمية الثالثة
- مواقف من الذاكرة الشخصية
- تطور الاقتصاد السياسي في ظل تطور وعي الشعوب
- هلوسة متمرد..
- شكرا لك رحيق العمر والفؤاد
- امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..
- أفكار من رؤى شخصية/ مسيرة الانسان عبر الزمن..
- فهم النفس مظلة لتربية الاجيال
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/ 3 و 4
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/2
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية
- الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!
- هذيان رياضي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض اسماعيل - حرية الفكر بحاجة الى تشريع