أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - وضوح الرؤى والتقويم














المزيد.....

وضوح الرؤى والتقويم


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 17:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في العام 1991 تعرضت المنشآت النفطية في شركة نفط الشمال الى الدمار وصلت في بعضها الى 100%، وبعد حملة الاعمار، وبينما كنت اعد تقريرا عن إعادة المحطة الكهربائية الثانوية في مجمع التركيز النفطي 4/1، التي كانت قد ازيلت عن بكرة ابيها بقذيفة طائرة بشكل مباشر، ولكوني مسؤولا مباشرا عن تلك المحطات، فكرت في اعداد التقرير مقارنا ما كانت عليها المحطة قبل الاعمار وما أجريت عليها من تحسينات بعد الاعمار باستخدام نظريات التقويم (التقييم) السائدة evaluation theories ، خلصت الى قناعة بان عملية التقويم الموضوعي لا يخلوا من الانشاء والحشو، نعم يفترض ان تكون عمليات التقييم موضوعيا في الأساس وان ذلك يعتمد على القدرة والمعرفة بالنظام المصمم عليها المحطة والتكيف على عمل النظام المقيم. وعموما فان مسألة الموضوعية واسعة وصعبة التحديد بإطار موحد ايضا، بحثت عن طريقة تقويم كمي ليكون التقييم محددا. ان تقييم نظام معين يعني ادراج حساب كمي او التقييس بمواصفات محددة جدا لتتمكن في النهاية معرفة مدى تطابق النظام المحلل مع المواصفات والاشتراطات التصميمية التي بنيت عليها المحطة في حينها من قبل الخبراء الإنكليز. حللت النظام الكهربائي للمحطة الى أربعة محاور لها اوزان بحسب أهميتها، وكل محور الى فقرات تقويمية لها قوة تأثير بين فقرات المحور المحلل، وكل فقرة الى توصيف متعدد ثم أخيرا الى تقييم الفقرة حسب مستويات الفاعلية التوصيفية لأداء الفقرة والتي كانت بأربعة صنوف، مثالي، جيد جدا، جيد، مقبول، ولكل منها درجة من الواحد الصحيح للمثالي ثم اعشارها للمتبقي، مثلا 0,8 للجيد جدا و0,7 للجيد و0,6 للمقبول.. كانت هكذا رؤية للتقييم محدثا وجديدا (لم اسمع بمثيلتها الى يومنا)، دونته كبحث وقدمته لمؤتمر وزارة الإسكان والتعمير الأول حول اعمار المنشآت في العراق ابان العدوان الأطلسي، قيمت من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر بعد عرضها على الأستاذ الجامعي د. عبد الصاحب علوش في كلية الهندسة، الذي قيمه بدرجة امتياز وصالح للنشر والالقاء في المؤتمر. وقد ابدى اعجابه بالبحث عندما التقيت به في المؤتمر، مما شجعني لأتولى بسط أسلوب التقييم المحدث على مجالات أخرى، فنية وإدارية.. فقدمت على ورقة أخرى وهي تقويم أداء العاملين، وحظيت بالمرتبة الأولى في مؤتمر كلية المنصور الجامعة بإشراف الدكتور منذر التكريتي و د. عادل عبد الملك. توالت السنوات وما تعطيها من تجارب لوضوح الرؤى، ايقنت بان المسألة بدأت عندي خلال الشك في جدوى أسلوب التقييم المعروف بنظريات التثمين المتداولة في العالم، وأدركت بان لا حدود للمسائل المطلقة في حياتنا.
وضوح الرؤى تأتي بعد التشكيك، والتسليم لأمر ما دون وضوح الرؤية غباء. التشكيك في امر ما تنظر للاحتمالات بثبات، فلا يوجد شيء مطلق بنسبه مائة بالمئة. ان الثقة المطلقة تؤدي الى التأكيد، اي تصبح الفكرة مؤكده غير قابله للطعن ولا يرتقي الى الشك وهي الجمود والمراوحة، وبداية التعصب ايضا. فتظن ان تلك الفكرة المؤكدة هو طريق باتجاه واحد لا يقبل الجدال فيه، وهو ظن وليست وضوح، الوضوح يفتح افاق لطرق عديده، وتعطى القدرة على التصرف والنجاح اينما كنت، والوضوح ليست ثقه.
ثقة الطفل البريء حر، وغير مرتبط بالإطار الاجتماعي، ثقة الكبير محدد بأطر المجتمع.، تعلم الثقة ببراءة الطفل. ان توجهات الساسة هي عمليه تغدي انانيتهم، وتأتي بالانقسام ثم الصراع بين البشر، في النهاية فهي عمليه هدم. الثقة بالنفس ليست ثقة، فثقه العالم الشيوعي او العالم الديني المبنى حول الانسان هي ثقة ذات طريق واحد. ان الثقة بالنفس هي حين ترى مكانتك العلمية والأدبية والفنية داخل النفس، فحين تحاول تصميم دائرة كهربائية ثم تصنعها في الواقع بنجاح تزرع فيك الثقة بالنفس، او حين تزرع شجرة وتأتي بثمارها او ترسم لوحه بديعه بنجاح او تجرى عمليه جراحيه بنجاح، كلها مبادرات تعطي الثقة بالنفس خارج هيكليه المجتمع، اي ان تلك الثقة تضئ داخل الانسان، لتميزها في القدرة عن المألوف الاجتماعي، وتشعرك بأهميتك في فعل ذلك الشيء، وليس بالإصغاء والتسليم الى الموروث الاجتماعي. الثقة بفكرك التجريبي يفرق عن الثقة الاجتماعية.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ستعود!
- أمريكا على عتبة قرار الحرب العالمية الثالثة
- مواقف من الذاكرة الشخصية
- تطور الاقتصاد السياسي في ظل تطور وعي الشعوب
- هلوسة متمرد..
- شكرا لك رحيق العمر والفؤاد
- امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..
- أفكار من رؤى شخصية/ مسيرة الانسان عبر الزمن..
- فهم النفس مظلة لتربية الاجيال
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/ 3 و 4
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/2
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية
- الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!
- هذيان رياضي
- التعليم والقيم الاجتماعية بين الامس واليوم
- الحياة والموت في إطار الزمن
- رؤية متمردة
- القيم الاجتماعية التي تتحكم في حياة البشر
- انتحار الزمن المُعتَقلْ
- تداعيات الحروب بالنيابة على الشعب الأمريكي والعالم


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - وضوح الرؤى والتقويم