أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض اسماعيل - امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..














المزيد.....

امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاجات الانسان تتغير في كل فترة زمنية، والتغيير مهم في حياة المرء ليعايش عصره ويشعر بالحياة من حوله. كان أحد الفنانين ينحت هيكلاً ويعدل به كل أسبوع، فيضيف شيئا او يستبدل جزءا منه، دلالة نضج ادراكه الفكري وتحسن رؤيته، واستمر بنشاط وحيوية لسنة كاملة، عجز فيما بعد من إضافة شيء او تحسين الهيكل، ومرت أشهر لم يكن في مقدوره اجراء اية إضافة، فجلس امام الهيكل باكياً، وصرخ لقد انتهيت! هكذا هو الانسان ان لم يتمكن من تطوير نفسه والارتقاء بفكره يموت، يحق عليه اذاك البكاء..
نحن في عالم يفتقر للتغيير الإيجابي في حسن التعامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وفي جوانب الحياة الأخرى كالصناعة والفن والادب والزراعة وهكذا.. فهناك كُتاب برزوا في فترة زمنية واستقطبوا قراءٌ كثر لمتابعة مقالاتهم، ثم ما لبث الا ان عزف القراء عن متابعتهم، بسبب ركودهم الفكري في إطار زمن بالٍ، والزمن يتغير كل يوم ويولد على عجائب الأمور والمتطلبات العصرية. ولنا في التاريخ امثلة على بعض رؤساء الدول العربية، حيث كانت خطبهم النارية تستهوي الجمهور ويهرعون لشاشات التلفاز لمشاهدة أولئك الزعماء بشغف، وبعد بضع سنين، حيث لم تتغير خطاباتهم لتلامس المعاناة المستجدة للمواطنين وبقيت بنفس الرتابة، لم يجدوا مشاهدين، وتحول الشعب لمعارضتهم!
وعين الامر يحصل في مدارسنا وجامعاتنا، التي اعتبرت المناهج مقدسة لا تمسها التغييرات! وهي في نفس الوقت، تسمح بقيام مدرس الرياضيات بتدريس الفيزياء او الاحياء او الجغرافيا! وفي التعليم الجامعي لا يمتلك معظم عمداء الكليات الرؤية الواضحة لنمط التخريج وقالب بناء الخريج الملائم للتمرس في بيئة العمل المستقبلي بعد تخرجه! فأتذكر أحد اساتذتي الافاضل في الجامعة، وهو الدكتور المهندس عبد الرحمن حمد، فلسطيني الجنسية (أصبح وزيرا للكهرباء في فلسطين فيما بعد)، كان قد تخرج لتوه من جامعة أمريكية راقية ونال شهادة الدكتوراه في مجال القوى ومنظومات القدرة الكهربائية، وكانت تربطني به علاقة صداقة جيدة، تم اجباره من قبل عميد الكلية على تدريس مادة السيطرة لطلاب الرابع والخامس! وفي الوقت نفسه كان الدكتور يحيى المشد (العالم المصري الذي اغتيل في فرنسا) يدرسنا تلك المادة وضمن اختصاصه! رفض الدكتور عبد الرحمن الامر بداية ثم قبله الرجل على مضض جريا وراء لقمة العيش.. وهكذا تتداخل غياب التخطيط السليم مع ضعف الرؤية الإدارية للتخصصات التي تصقل شخصية المهندس ليجعله بذرة صالحة للزراعة في بيئة العمل او التربة المناسبة لها، لتنمو وتزهر وتثمر في ضل وجود الشمس والماء أي الإدارة المقتدرة وتوفر الادبيات المهنية في حيز العمل. ولكن ضعف رؤية العمداء، يجعل التدريس يأخذ قالب التلقين والتحفيظ، ثم تترك اثارا سلبية في مجال الخدمة العملية، فهي ستُخرِج بذورا فاسدة غير صالحة للزراعة في اية بيئة كانت..
وفي الجانب السياسي، ليت السياسيين اليوم يعايشوا زمن الشعوب وفن التطور السياسي، وتشريع ما يوائم العصر، وتغيير النمطية المقيتة لتداول الأمور بعين عشرة قرون خَلَت! ولنا امثلة لسياسيين من طراز الافذاذ كرئيس الوزراء العراقي الأسبق عبد المحسن السعدون، الذي اغتيل بيد الإنكليز بسبب مواقفه الوطنية التي اعتبروها متعنتة في مفاوضات التراخيص النفطية، وادَعَوا بانه انتحر! علما بان التشريح الجنائي للجثة وجدت أثر طلقتين في جمجمة الراس (وهذا الحدث التاريخي خارج المبحث). والباشا سعد زغلول وهو من أشهر الشخصيات المصرية التي حفرت اسمها بحروف من نور في تاريخ عظماء مصر، سعد باشا زغلول، من مواليد محافظة الغربية، حيث كان زعيم مصري وسياسيٌ مخضرم ذاع صيته بين الامم نتيجة لمواقفه الصادمة وفكره المستنير، وقد وصل إلى رئاسة الوزراء في عام 1924م. كان حياة سعد زغلول السياسية حافلة بالجهاد والمواقف القوية، حيث أصبح قائدا لحزب الوفد المصري، وتم اعتقاله على أيدي البريطانيين لإضعاف حركة المقاومة في مصر، كان داعيا للتغيير، كما كان هو من أسس حركة (الليبرالية) في مصر، كما كان المحرك لثورة عام 1919 م. ومن أقواله المشهورة عن الحرية: -
- الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة.
- ” إنني من أنصار تحرير المرأة، ومن المقتنعين بهذا الأمر، لأنه بغير تحرير المرأة لن نتوصل لبلوغ غايتنا في التحرر “.
- ” نحن لسنا أوصياء على الأمة، بل وكلاء لها “.
- ” نحن نحب الحرية، ولكن نحب أكثر منها أن تستعمل في موضعها”.
- ” إنّ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية “.
- ” الرجل بصراحته في القول، وإخلاصه في العمل “.
- اللامبالاة في أداء الأعمال والاشياء، جرثومة خطيرة وخبيثة.. إذا لم نسرع بمعالجتها والقضاء عليها فإنها تظل تنخر دون توقف، حـتى تهدم أقوى المؤسسات والصروح في حياتنا وأعمالنا.
- يخطأ شبابنا المهاجر من بلاد الإسلام إلى بلاد الغرب حين يعتقدون انهم ذاهبون الى أرض الفرص … والحقيقة أن بلادنا الاسلامية لا تعوزها الفرص ولكن شبابنا هم من يفتقر الى الصبر والفعل المنظم الهادف.
- نحن لسنا محتاجين إلى كثير من العلم، لكننا محتاجون إلى كثير من الأخلاق الفاضلة.
وكان سعد زغلول اول من أضاف عبارات التلطيف الرائعة للغة الحوار منها:
- اخجلتم تواضعي والتواضع صفه عظيمه والذي يخجله أعظم.
- قال للإنجليز بعد ان اتهموه في اسناد الوطنيين والتعاون مع القوى الوطنية، حيث كان يستخدم سعد زغلول سياسة خذ وطالب مع الانجليز لكون حكومة مصطفى كامل متشدد جدا فقال لهم: هذا شرف لا ادعيه وتهمه لا انفيه!
وهكذا يطول الحديث في جوانب التغيير لتشمل كل جوانب الحياة التي لابد ان تتغير نحو الارتقاء، وفي كل مرحلة يجود الزمن برجالات لتصنع التغيير، فالأمة التي تذبل عطائها في إنجاب أمثال أولئك الافذاذ ستؤول الى الذبول والانقراض.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار من رؤى شخصية/ مسيرة الانسان عبر الزمن..
- فهم النفس مظلة لتربية الاجيال
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/ 3 و 4
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/2
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية
- الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!
- هذيان رياضي
- التعليم والقيم الاجتماعية بين الامس واليوم
- الحياة والموت في إطار الزمن
- رؤية متمردة
- القيم الاجتماعية التي تتحكم في حياة البشر
- انتحار الزمن المُعتَقلْ
- تداعيات الحروب بالنيابة على الشعب الأمريكي والعالم
- هل العراق معني بالاختناقات والانهيارات الاقتصادية
- التغيير ممكن مع التأمل والملاحظة العميقة..
- عاطفة الرحمة والشفقة
- تنقية العقل من الوعي العام الفاسد
- الجزء الاخير لقواعد العشق الاربعين من وجهة نظري الشخصية
- تتمة سلسلة قواعد العشق الاربعين من وجهة نظري الشخصية
- رحلة في الذاكرة، وتأمل لواقع مرير..


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض اسماعيل - امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..