أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باهر عادل نادى - هل الشيخ الشعراوي متطرفا؟














المزيد.....

هل الشيخ الشعراوي متطرفا؟


باهر عادل نادى

الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لا تسألني
إن كان القرآن مخلوقا أو أزلي
بل سلني
إن كان السلطان لصا
أو نصف نبي"
أمل دنقل
بعد نشر خبر باستعداد المسرح القومي لعمل مسرحية عن الشيخ الشعراوي، انقسم الجميع بين مؤيد ومعارض! ولكن في الحقيقة ليس الهدف من كتابة هذا المقال الأجابة علي سؤال هل الشعراوي متطرفا أم معتدلا أم وسطي! هل هو شرير أم طيب، هل هو وطني أم خائن؟!، ليس لأن ليس لي موقف كما يمكن أن يتصور البعض بل أني بالفعل قد كتبت مقالا تفصيلياعنه!(قيد النشر)، ولكن السؤال الملح لماذا الآن؟ هل هذا هو الوقت المناسب لمناقشة مثل تلك القضايا بتوسع؟
فبالرغم من إننا لسنا من أنصار الشعراوي بالطبع، وإننا نؤكد على حرية الرأي والتعبير، بل وتسليمنا أن المصريين لديهم مشكلة حقيقة في قبول النقد وسماعه! بل وفي الفكر الديني السائد، وسيطرة الأصولية على مزاج المصريين منذ سبعينيات القرن المنصرم(ولاية الرئيس المؤمن)، ولسنا نرى أي أهمية تذكر لعمل مسرحية على مسرح الدولة تمجد من حارب المسرح والفنون وكان له دور كبير في تحجيب الفنانات وموضة الفنانات التائبات! ومع أن الشيخ اخطاؤه ظاهرة واضحة لا يجادل فيها إلا معاند! أو دراويشه وعباده!
بل ويزعم كاتب هذه السطور أنه متابع ودراس لكل معاركه مع المثقفين المصريين، والكتابات النقدية ضد هذه الظاهرة فقد كتب الكاتب يوسف أدريس، وذكي نجيب محمود، ثم إبراهيم عيسي، والصحفى محمد الباز، والكاتب الصحفى وائل لطفى!
وصحيح أن الشيخ الشعراوي كان تميهدا للصحوة الاسلامية، وقد قال فتاوى كارثية :حكم تارك الصلاة، و جواز تمتع الزوج بخادمته، وركوعه بعد النكسة ١٩٦٧م..إلخ إلى اخر تلك الترهات الكارثية، والذي يعتبرها كثيرين من محببه "صحيح الدين " وهذا هو الخطر! ولكننا لسنا مع "العصافير" التى "يحدفها"علينا النظام حتى نتوه، ولذلك أنني ضد أن ندخل في مناقشات بيزنطية وجدل ديني إسلامي إسلامي، أو مسيحي مسيحي، أو إسلامي مسيحي، فمعرفة الملائكة ذكور أم إناث، وكم عدد أجنحة الملائكة! كل هذا لن يفيدنا عندما نأكل أرجل الفراخ!
(ليس معنى الكلام أن نصمت نهائيا أو لا نناقش المواضيع الدينية أو نكف عن دراستها، لكن بشرط ألا نغرق فيها، وألا تلهينا عن التفاعل مع الواقع المادي الملموس)

لذلك نرى أنه لا يجب عن ندخل في صراع مع المجتمع، ولا حروب فقهية ليست هي الأولية الآن.
نحن الآن في أزمة اقتصادية طاحنة، الغلاء يكوى أكباد المصريين! الفقر يزداد، والغني الفاحش عند طبقة حاكمة يتغول! فما هو المنطق وراء هذا الصراع الدون كيشوتي؟ هل لو عرف المصريين مساوئ الشيخ الشعراوي (والذي أعلمها جيدا)الآن، ستحل كل مشاكلهم؟! البعض يريد لنا الانشغال بسفاسف الأمور، ونبتعد عن مناقشة القضايا الهامة؟
-من السبب في هذه الأزمة؟
-وكيف يمكن أن نتخلص منها؟
لابد من إيجاد حلول لمجتمع يغرق في الفقر بلا أفق! نتيجة قرارات هوجاء بالتعويم، والانصياع الكلي لروشتة صندوق البنك الدولي (صندوق الخراب)، فهل لدينا حلول بديله؟
في ظني أن هذه الأسئلة هي التي يجب أن تثار في الإعلام، ولكن لأن الإعلام ليس حرا ، ولأنه يدار من قبل أجهزة ترى إنها سيادية (أسياد الشعب) ولأنه تم قتل السياسة عمدا، وتكيم الأفواه بطشا، وسدت السلطة آذانهاعن سماع النصيحة كبرا، ولا يسمع النظام إلا صوت نفسه غرورا!
فيقومون الآن (بالغلوشة)علينا! حتى لا (نفوق)عليهم! ونسأل الأسئلة الصحيحة، التى من شأنها تشير إلى الجاني علينا! ومن ثم أمكانية المطالبة بالحساب "المؤجل"!

المثقف والحروب الآمنة!
أعلم أن المعارك الآمنة، مغرية جدا للمثقف، فهو يُشعر نفسه أنه يناضل من أجل شيء، ولكنه في أمان تماما(أو خطر بسيط يمكن الحماية منه)، فجيوبه منتفخة، وأرصدته في البنك تزداد ، فلا بأس من المشاغبات الآمنه طالما نحن في مأمن! ولكننا نرى أن المثقف الحقيقي الآن ينبغي أن يتحدث عن الديمقراطية الغائبة والحرية الضائعة والعدالة المهدرة! يتكلم في الإقتصاد والدولار والغلاء، والغباء الذي أوصلنا لكل هذا! يتحدث عن الاستقلال وصندوق النقد! ويدافع عن الدستور المنتهك، وعن الأرض التى تم التنازل عنها، و النيل الذى لا نعرف مصيره!
هناك قضية كبرى، ومصيرية لهذا الوطن أهم من البخاري والشعراوي! فالناس لا يأكلون البخاري ولا يتدفون بالشعراوي! واستغلال حالة الناس الثقافية وعدم معرفتهم لأولويتهم وحميتهم الزائدة بل والخاطئة عن الفكر الديني السائد! سيجر علينا صراعات اصطناعية وهمية لا طائل منها الآن، وتغذية شعور كاذب (محااربة الإسلام ) الذى تتغذى عليه جماعات الإسلام السياسي الفاسدة /الإرهابية!
وبالتأكيد لا أقصد أن نقع فريسة لإبتزازهذه الجماعات الإرهابية! ولكن علينا أن نندمج مع الناس في مشاكلهم أولا نشعر بهم، و يشعرون بنا! ونحل مشاكل التعليم و حرية الإعلام حلولا جذرية، وحينئذ يصبح الكلام في هذه المساحة مبررا ومنطقيا وذات جدوى! ف"الوضوح الفكري و الثبات الفكري - ذلك ما نحتاجه، و لا سيما في هذا الظرف العصيب" كما يقول فلاديمير لينين Vladimir Lenin.
باختصار: نحن مع حرية الرأي، مع شجاعة المثقف وحريته، مع نقد السلطة السياسية والدينية معا، لا نمانع انتقاد الشعراوي (بل والفكر الديني) الآن أو في أى وقت، ولكن علينا أن نعي أوليتنا، فيجب أن نفعل هذه ولا نترك تلك!، لكن المثقف الذى لا يفعل إلا أحدهما، مثقف معطوب، لا نثق به ولا في آراءه ولا في استقلاله !


"لا كورة نفعت ولا أونطة
ولا المناقشة وجدل بيزنطة!"
الشاعر أحمد فؤاد نجم



#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سد النهضة أم سد الخراب!
- إرهاب الإنسان..بقانون إزدراء الأديان!
- متى سيتم الأفراج عن مصر المحبوسة؟
- الوعي السياسي..وانعاش الذاكرة الوطنية!
- -وحيد حامد-.. رحيل.-طائر الليل الحزين-!
- حركة يوليو..رؤية نقدية!
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- رباعية عن الثورة المصرية 3
- رباعية عن الثورة المصرية 2
- رباعية عن الثورة المصرية
- رؤوس الفساد فى عوالم خفية!
- أحمد سعد زايد فى الميزان !
- التحويلة ..هجائية ضد القهر!
- بين الجهل المقدس والجهاد المقدس
- إزدراء الانسان بإسم إزدراء الأديان
- الجوادي.. السقوط في بئر الخيانة!
- حتمية الزواج المدني


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باهر عادل نادى - هل الشيخ الشعراوي متطرفا؟