أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باهر عادل نادى - سد النهضة أم سد الخراب!















المزيد.....

سد النهضة أم سد الخراب!


باهر عادل نادى

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لا تتكلوا إلا على انفسكم ، فالضمير العالمى قلما يستفيق ،وهو إن استفاق فمتأخر جداً"
مناحم بيجن Menachem Begin
موجها حديثه لوفد حزب الكتائب اللبناني
(1)
تلتزم الدولة بحماية نهر النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به، وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها، وعدم إهدار مياهه أو تلويثها. كما تلتزم الدولة بحماية مياهها الجوفية، واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيق الأمن المائي ودعم البحث العلمي في هذا المجال. وحق كل مواطن في التمتع بنهر النيل مكفول، ويحظر التعدي على حرمه أو الإضرار بالبيئة النهرية، وتكفل الدولة إزالة ما يقع عليه من تعديات، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون."
المادة 44 من الدستور المصري


-هذه القضية التي نحن بصددها،هي- تقريبا- أخطر قضية واجهت المصريون في العصر الحديث ، فالنيل بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت، فقد أدرك المصريون أهمية النيل منذ عصور موغلة في القدم، فمنذ فجر التاريخ اعتاد المصريون أن يلتفوا حوله ويصنعون الحضارة رغم المحن في صبر عجيب! وقد تعامل المصريون القدماء مع النهر باعتباره مركز العالم ! ولم يبالغ العالم الفرنسي جاك فاندييه في دراسته "المجاعة في مصر القديمة" عندما أشار إلى أن "النيل هو الأساس الذي اعتمدت عليه الحياة المادية والاجتماعية في مصر".!
-واهتم أجدادنا المصريون القدماء بحماية وحفظ النيل بدرجة عالية من الحرص الشديد،حيث يشير نص قديم إلى أن "من يلوث ماء النيل سوف يصيبه غضب الآلهة"، بل أكد المصري في اعترافاته الإنكارية في العالم الآخر ما يفيد عدم منعه جريان الماء درءا للخير، كما ورد في الفصل 125 من نص "الخروج إلى النهار (كتاب الموتى)" نقلا عن الترجمة الفرنسية للعالم بول بارجيه: "لم أمنع الماء في موسمه، لم أقم عائقا (سدا) أمام الماء المتدفق"، وفي نص مشابه على جدران مقبرة "حرخوف" في أسوان عدّد صفاته أمام الإله من بينها "أنا لم ألوث ماء النهر...لم أمنع الفيضان في موسمه...لم أقم سدا للماء الجاري...أعطيت الخبز للجوعى وأعطيت الماء للعطشى". بل و دأب الكهنة والمصريون على ترديد أناشيد وترانيم للنيل عرفانا بقدره ونعمه على الناس! كما أوضحنا قد استقروا على التجمع حول نهر النيل. ليصنعوا حضارتهم التي أذهلت العالم، مما جعل المؤرخ «هيرودوت» يقول( إن مصر هبة النيل..)!
-والآن جاءت دولة أثيوبيا لتحاول فرض سيطرتها على النهر، بمشروع يسمونه(سد النهضة) ولكنه بالنسبة لنا لا يكون سوى (سد الخراب)! فنحن نرفض هذه النهضة المزعومة، فهل النهضة لا تأتي إلا على جثث الشعوب؟!
ونحن الآن -كما هو واضح وجلي- بصدد "أزمة وجودية" حقيقة، حيث تتضاءل الفرص، والزمن يسير نحو معادلة صفرية في اتجاه خسارة الجميع!



(3)
"الخواجه الامريكانى
والسماسرة اللى وراه
تخنوا بالكدب ودنه
وعرضوا له مقاس قفاه
فهموه
من غير ما يفهم
ان سوق الشرق مغنم
والخوجه بطبعه مغشم
والمصاري معفرتاه
حب يعمل فيها تاجر
وانطلق"

أحمد فؤاد نجم


-كان السد حلما يراود الأثيوبيين منذ ستينات القرن الماضي. ثم عادت هذه الفكرة المشؤمة مرة أخرى عام ٢٠١٠، على أن يبدأ التنفيذ الفعلي عام ٢٠١١، قامت إثيوبيا في أغسطس ٢٠١٠ بمسح موقع السد، وعمل التصميمات الهندسية في نفس ذات الوقت! ، بدأت إثيوبيا بتمهيد أرض المشروع، (فترة حكم المجلس العسكري) وظلت إثيوبيا على مدى ثلاثة اعوام تقوم بأعمال تمهيدية بموقع السد.
-في الواقع علينا أن نعي إن أثيوبيا تعاني من مشكلات داخلية عديدة، ( صراع أثني- احتراب داخلي – هشاشة نظام سياسي ) والسد الاثيوبي هذا يمثل بالنسبة لهم – بخلاف مستقبله الاقتصادي – قوة تماسك سياسية عبر توليد نزعة شعبوية يحتاجها نظام أبي أحمد في صراعه السياسي لضمان بقاءه في الحكم.
-من الواضح أن هذا التدخل السافر في الطبيعة، يمثل بداية نظام عالمي جديد في فلسفة ادارة المياه. وعلينا أن نعي أيضا إن هذا المشروع مدعوم من جهات أكبر من أثيوبيا، بل أن أثيوبيا هي الطرف الواضح، لكنه ليس الطرف الأصيل ولا الطرف الأقوى!

(3)
"ولو الأهل يظلموا بعض.. الغريب يطمع..
ونضيع ف زحمة زمانا وف سخافاته!" سيد حجاب

-فترة حكم المجلس العسكري ، بدأت إثيوبيا بتمهيد أرض المشروع، وظلت إثيوبيا على مدى ثلاثة اعوام تقوم بأعمال تمهيدية بموقع السد، وفي ٣ يونيو ٢٠١٣ ترأس المخلوع محمد مرسي ما أسماه "حوار وطني، ودعا إلى هذه الجلسة: الأحزاب والقوى السياسية والأزهر والكنيسة، وكان الهدف (بحث تأثير السد على مصر)، وكانت مهزلة ومسخرة بكل المقاييس!
-في ٣ يوليو٢٠١٣ كانت الإطاحة بالأخواني محمد مرسي، في ثورة شعبية نفذ مطالبها الجيش بقيادة الفريق-آنذاك- عبد الفتاح السيسي. ثم في ٥ يوليو٢٠١٣ أي بعد يومين مباشرةً، صدر قرار الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية مصر، على اعتبار أن ماحدث كان انقلاباً على الشرعية، ثم في ٨ يونيو٢٠١٤ أدى السيد عبدالفتاح السيسي اليمين رئيساً للجمهورية،٢٣ أبريل ٢٠١٤ الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والبنك الدولي، بوقف تمويل السد الإثيوبي، على اعتبار أن هذا الاستثمار غير آمن لوجود خلافات مع دولتي المصب -مصر والسودان- وهو الأمر الذي أربك القيادة الإثيوبية إلى أبعد حد، وتحديداً في ١٧ /٦ / ٢٠١٤ كان قرار الاتحاد الأفريقي بإعادة عضوية مصر، بعد ذلك بتسعة أيام، وفي ٢٣ مارس ٢٠١٥ وقّع الرئيس السيسي على اتفاق إعلان المبادئ المتعلق بسد النهضة الإثيوبي، بحضور ممثل البنك الدولي. توقيع الرئيس السيسي على إعلان المبادئ، (تبطين الترع، وتحلية مياه البحر، وتنقية مياه الصرف الصحي)
-حتى رسالة السيد عبدالفتاح السيسي الحاسمة من قناة السويس، عندما قال: (مياه النيل خط أحمر، ومن يريد أن يجرب فليجرب) ، استخفت أثيوبيا بالتصريحات
وصرحت السيدة (سهلورق زودي) رئيسة إثيوبيا:
(أن رسالة الرئيس السيسي من قناة السويس ليست موجهة إلى إثيوبيا، وإنما موجهة إلى الشعب المصري، (بغرض امتصاص غضبه من الحوادث والإخفاقات المتتالية)، وأعلنت على الفور أن عملية التخزين الثانية في موعدها، وأن العمل يسير على قدم وساق نحو هذا الهدف.
ثم جاء تصريح الخارجية الأمريكية مباشرة، يدعو أطراف النزاع إلى عدم التصرف بشكل منفرد، ليضع بذلك حداً لأي إجراء عسكري مصري تجاه السد! (المعلومات في هذه الفقرة مستقاه من مقال الصحفي عبدالناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام السابق والذي تم سجنه بسببه)!


(4)
"ناح النواح و النواحة
على بقرة حاحا النطاحة"
أحمد فؤاد نجم



-في حقيقة الأمر إننا لدينا ملاحظات جذرية على طريقة تعامل النظام بقيادة السيد عبدالفتاح السيسي في إدارة أزمة "سد الخراب" هذا، ولكننا لا نكتب هذا الكلام من قبيل "مناكفة النظام"، ولسنا في صف "المعارضة الشامتة" من خونة الإخوان من "العثمانيين الجدد"!، حيث أن القضية الآن أصبحت متخطية الصراع الداخلي بين مكونات الدولة المصرية، ولسنا في مرحلة تبادل اتهامات، بل في مرحلة إنتاج قرار يوفر حياة آمنة للأجيال القادمة.. قرار يحفظ لنا مقومات البقاء.
يمكننا رصد بعض الملاحظات التي من خلالها نستطيع رسم السيناريوات المحتملة لمسار الأزمة
والآن
1- إما أن نقبل بمليء السد : وهذا لا يجب أن يحدث!
2- أو نتمسك بحقنا التاريخي: وهذا ما ترفضه أثيوبيا!
3- أو نحاول تعديل ما يحدث: وهذا مايجب أن نخطط له بكل الطرق الممكنة!

وقد يكون الحل العسكري مقبولاً ومطلوباً ولا غنى عنه قبل تخزين المياه في السد حسب الباحثين والخبراء في الدراسات المائية والبيئة، وسيكون أمام مصر اما أن تفنى بالجفاف والمجاعة أو أن تفنى غرقا

في الحقيقة لا أستطيع أن أدعى أني صاحب قرار أو صاحب رؤية شاملة للحل، ولكني بالتأكيد "صاحب مصلحة" في الحل، فنحن ندافع عن "وجودنا المصري" وهذه قضية حياة أو موت، حيث "لا طنطة تنفع، ولا تطبيل يشفع!"
وأريد أن اذكر أن الرجوع إلى الحق فضيلة، ودعنا نتذكر أنه في يوم الأثنين ٨ أكتوبر ١٩٥١ خطب الزعيم مصطفى النحاس قائلا "من أجل مصر قدمت معاهدة 1936، ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها"..هل نسمع مثلها قريبا؟! هل حقا بيننا من يعمل "من أجل مصر" حقا؟!تلك هي المسألة!

خاتمة
"اصحي يا مصر
اصحى يا مصر اصحى يا مصر
هزى هلالك هاتى النصر"
أحمد فؤاد نجم

نحن الآن في شهر مايو 2022 م ، وقد تم "الطرمخة" على هذا الموضوع إعلاميا، ولا أحد يعرف حقيقة الأمر، وها نحن نعيش في غياهب عصر السيسي، لا حرية إعلام ولا حرية صحافة، ولا معلومات حقيقية، ولا تعامل بشفافية في اخطر الموضوعات التي تمس أمن الوطن والناس.
حيث لا نرى سوى الوعود الكاذبة، على غرار "بكرة تشوفوا مصر" أو "أصبروا شوية"..حتى أن الصبر واشتكى من صبرنا!
أو التعامل بخفية مع موضوعات خطرة، ومن قبيل " اطمنوا.. هو انا كنت ضيعتكم قبل كده عشان اضيعكم تاني!" ومثل هذه الترهات التى لا تنفع يوم ترجف الراجفة السياسيةَ!!


“الحزن محاوطكي وهمك تاعبكي وليه مش قادرة تبكي؟“ (الأبنودي- تتر النديم)

الديمقراطية هي الحل!



#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب الإنسان..بقانون إزدراء الأديان!
- متى سيتم الأفراج عن مصر المحبوسة؟
- الوعي السياسي..وانعاش الذاكرة الوطنية!
- -وحيد حامد-.. رحيل.-طائر الليل الحزين-!
- حركة يوليو..رؤية نقدية!
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- رباعية عن الثورة المصرية 3
- رباعية عن الثورة المصرية 2
- رباعية عن الثورة المصرية
- رؤوس الفساد فى عوالم خفية!
- أحمد سعد زايد فى الميزان !
- التحويلة ..هجائية ضد القهر!
- بين الجهل المقدس والجهاد المقدس
- إزدراء الانسان بإسم إزدراء الأديان
- الجوادي.. السقوط في بئر الخيانة!
- حتمية الزواج المدني
- باهر عادل يحاور ..الخواجة نقولا المصرى ..


المزيد.....




- أمريكا تعلق على إعلان أوكرانيا عن إحباط محاولة لاغتيال زيلين ...
- أبو ظبي تحتضن قمة AIM للاستثمار
- مصر.. الأزهر يدين الاقتحام الإسرائيلي لمعبر رفح ويطالب المجت ...
- -هآرتس-: شركة أمن أمريكية خاصة ستتولى إدارة معبر رفح الحدودي ...
- البنتاغون يعلن إنجاز الجيش الأمريكي لبناء الميناء العائم قبا ...
- الملك عبد الله الثاني يؤكد من الولايات المتحدة على ضرورة منع ...
- الولايات المتحدة تطلق مناورات عسكرية واسعة في أوروبا
- أمير الكويت في تركيا لبحث قضايا المنطقة
- استخباراتي أمريكي سابق يكشف طريقة لإرسال قوات الناتو إلى أوك ...
- وكالة الطاقة الذرية تدعو إيران إلى اتخاذ -إجراءات ملموسة وعم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باهر عادل نادى - سد النهضة أم سد الخراب!